استهل الدكتور سراج الدين النقاش بالإشارة إلى أن بيير إيف كوستو ابن جاك كوستو يستكمل رحالات والده الاستكشافية على السفينة "كاليبسو"،كما يقوم بإخراج فيلم "إعادة زيارة عالم الصمت"، وأضاف الدكتور أبو الفتح أن من أفضل ما قدمه الفيلم الأخير أنه أظهر حجم الدمار الذي لحق بالبيئة البحرية في مصر بعد 50 عامًا من إنتاج الفيلم الأول. ونوه الدكتور سراج الدين بأن بعض المناطق لم تتدهور، وبعضها تدهور، وبعضها شهد حياة بيئية جديدة.

وقد أضاف أن أسباب التدهور تتمثل في زيادة الزحف العمراني وزيادة مخلفاته، وعدم قدرة الطبيعة على استيعاب المخلفات البشرية، بالإضافة إلى الزيادة السكانية المستمرة، وأوضح أن كوستو كان له رأي فيما يتعلق بزيادة السكان، مفاده أن علينا أن نرحب بالزيادة السكانية، وأن نحاول إيجاد طرائق للملاءمة بين البشر والطبيعة في إطار متجانس من العيش بين الإنسان وبقية الكائنات.

ومن هنا انتقل النقاش ليتناول قضية الصيد العشوائي للأسماك في البحر الأحمر وعلى رأسها أسماك القرش، وأوضح الدكتور أبو الفتح أن الصيد غير القانون منتشر في البحر عن طريق صيادي مصر وإريتريا واليمن. وأوضح الدكتور سراج الدين أن القرش يتعرض لمذابح سنوية حيث يتم اصطياد وقتل 200 مليون سمكة قرش في العالم كله، وأوضحت الدكتورة هدى أن 95% من حجم السمكة الواحدة يتم إهداره بعد قطع زعانفها لاستخدامها في بعض الأطعمة.

كما أفاد الدكتور سراج الدين أن خطورة انقراض أسماك القرش تتمثل في إمكانية القضاء على السلسلة الغذائية البحرية التي يقع على رأسها، وأضاف أن كوستو بما كان لديه من شجاعة أدبية رفض أن يتم حذف مشاهد من فيلم قام فيه باصطياد وتقطيع أسماك القرش. وأشار الدكتور أبو الفتح إلى أن هناك مناطق محرمة يمنع فيها اصطياد القرش، وذلك لندرتها وبطء تكاثرها.

ثم ذكر الدكتور سراج الدين أن بعض مراكز الغوص في العالم تقدم دورات للغواصين عن كيفية التعامل مع أسماك القرش. وعن أسباب التخوف من هجومية أسماك القرش، أوضح الدكتور أبو الفتح أن القرش سمكة دائمة الحركة بحيث لا تستطيع التنفس دون حركة وهو ما قد يفسر التخوف منها، وأوضح الدكتور سراج الدين أن الإنسان ليس هو الغذاء الطبيعي للقرش ولا يهاجمه القرش إلا في حالات معينة مثل وجود دماء في الماء، أو قيام الإنسان بحركة تشبه حركة سبع البحر الذي يتغذى عليه القرش، أو حالات الاهتياج الغذائي التي تحدث عند وجود مخلفات نافقة في الماء، وهو ما حدث في حوادث شرم الشيخ الأخيرة.

وأضاف أن القرش وغيره من الحيوانات المفترسة كالنمور والأسود تتعرض لضغط قد يؤدي إلى تدهور السلاسل الغذائية في الطبيعة. وأضاف أن كوستو امتاز ببساطته في شرح الحقائق العلمية وعرضها رغم علمه البيئي الغزير، ودعا إلى الاستمرار في السير على نهجه الذي يتعامل مع الطبيعة بمنهج علمي غير رومانسي يقوم على الدراسة، وهو ما أكمله أبناء كوستو وعلى رأسهم بيير، الذين اعتمدوا على مشاهدات الغواصين الهواة باعتبارها مدخلات للبحث العلمي.

وأخيرًا اختتم الدكتور سراج الدين النقاش مؤكدًا أن البشرية تدين بالكثير لحملات كوستو البيئية وما ابتكره من أدوات علمية، وما أخرجه من أفلام عن البيئة البحرية، ثم دعا المشاهدين إلى التكاتف والتعاون لحماية البيئة والحفاظ على توازنها.