Ocularus

OBAII155
ربيع حامد خليفة، فنون القاهرة في العصر العثماني 923هـ/ 1517م- 1220هـ/ 1805م، الطبعة الثالثة، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، 2004.
النوع: كتاب
الملخص
تتناول هذه الدراسة محاولة إبراز الاتجاهات الفنية التي عرفتها القاهرة في العهد العثماني من خلال دراسة شاملة لكل فنون هذه الفترة من خزف وقاشاني، ونسيج، وسجاد، ومعادن، وأخشاب، ورخام. وتهدف كذلك للتوصل إلى مجموعة من المفاهيم الفنية التي تعد بمثابة الأساس عند التصدي للحكم على الأحوال الفنية في القاهرة العثمانية، وإبراز مكانة الفنان القاهري الذي أبدع في مجالات كثيرة، وأنتج تحفًا لا تقل دقة وإتقانًا وجمالاً عن مثيلاتها في العهود السابقة على هذه الفترة. ويشير الباحث إلى أن بعض البلاطات الخزفية التي استخدمت لكسوة بعض المباني قد حملت بجانب الزخارف النباتية والهندسية زخارف أخرى كتابية مثل قبة الأمير سليمان، حيث نفذت الكتابات بخط الثلث. كذلك حوت كثير من التحف الخزفية زخارف كتابية بخط النسخ لبعض الآيات القرآنية، أو النصوص التسجيلية، أو بعض الأدعية، أو بعض الأبيات الشعرية التي تحوي حساب الجمل للتأريخ. وشهدت التحف المعدنية في مصر في العصر العثماني ازدهارًا كبيرًا، وتكمن أهمية التحف المعدنية التي صنعت بمصر في العصر العثماني في أن الكثير منها شمل كتابات تذكارية تتضمن تاريخ صناعتها وصنَّاعها، وأحيانًا أيضًا من صنعت لهم، أو كتابات قرآنية ودعائية، كما شملت أحيانًا بعض الأمثال والحكم التي تتناسب في مضمونها مع طبيعة التحف ووظيفتها، كما اتخذ بعضها شكل الطغراء، وقد دونت بعض هذه الكتابات باللغة العربية، وبعضها الآخر باللغة التركية. ومن بين الأدوات الفلكية التي تستخدم لتحديد مواقيت الصلاة كانت المزاول الرخامية، والتي حوت نقوشًا كتابية متمثلة في أبيات شعرية، ونصوص تسجيلية. أما التراكيب واللوحات التأسيسية الرخامية فقد أمدتنا بأسماء بعض الخطاطين الذين تخصصوا في نقش الكتابة على الرخام، مثل الخطاط أحمد أبو العز، أو الخطاط بغدادي إبراهيم. وازدهرت صناعة النسيج في مصر في العصر العثماني، خاصة صناعة الكساوى والستور، إذ كانت مصر ترسل كسوة الكعبة سنويًا، وتمتاز بوفرة الزخارف الكتابية بها وقد نفذت بخط الثلث، هذا بالإضافة لستور الأضرحة الشهيرة بها مثل غطاء تابوت مشهد السيدة نفيسة، وستر تابوت المشهد الحسيني، وغيرها. أما التحف الخشبية فلم تلعب الزخارف الكتابية بها دورً كبيرًا، بل انحصرت معظم الكتابات التي نفذت بها بخط الثلث في بعض الآيات القرآنية، والعبارات الدعائية، وأحيانًا اسم صاحب المنشأة، والتاريخ، ونادرًا ما وجدت توقيعات للصناع ضمن هذه الكتابات. أما بالنسبة للزخارف الكتابية التي نفذت بواسطة الدهانات الملونة على الأخشاب فهي كثيرة ومتعددة وخاصة في الإزارات الخشبية أسفل أسقف العمائر، وعادة ما كانت تنفذ بخط الثلث داخل بحور أو خراطيش. وتنحصر معظم هذه الكتابات في الآيات القرآنية، وبعض العبارات الدعائية، والنصوص التأسيسية، وإن كان أغلبها عبارة عن أبيات شعرية من بردة البوصيري.