Ocularus

OBAII275
محمود حلمي، تطور الخط العربي من الجاهلية حتى ظهور الإسلام دراسات تاريخية وأثرية، د.ن، الإسكندرية، 1991.
النوع: كتاب
الملخص
يتناول الباحث من خلال دراسته تلك ثلاثة أبحاث قيمة وأصيلة في موضوعها. أول هذه المباحث تتناول قراءة تاريخية وأثرية لحروف الأبجدية العربية قبل الإسلام. ويشير الباحث إلى التقارب اللغوي بين عرب الشمال وعرب الجنوب؛ ليرد ردًا علميًا على الرأي الزاعم بوجود تنافر لغوي بين عرب الجنوب وعرب الشمال. ثم يبين الباحث من حيث الواقع التاريخي القديم وجود تباين بين الحروف الآرامية عند أهل الشمال، وحروف المسند الحميري عند أهل الجنوب. كما يفسر الباحث وجود الحروف الثمانية والعشرين في الأبجدية العربية القديمة بأنها كانت بعدد المنازل القمرية. وتتبع الباحث المحاولات التي تمت عبر التاريخ لتغيير الأبجدية العربية من نمطها المقطعي إلى نمط أبجدي عن طريق الكنعانيين، مؤكدًا أن الأبجدية الكنعانية هي أولى الأبجديات التي ظهرت في الشرق العربي، وقد عرض الباحث الآراء المختلفة في ظهور الأبجديات، ناقدًا آراء ابن خلدون وغيره ممن ذكروا أن الحروف العربية اشتقت من المسند الحميري. كما تابع الباحث التطور التاريخي لعرب الشمال من واقع المكتشفات الأثرية، وأكد أنه ليس هناك صلة بين السومرية والعربية. وأثبت الباحث فضل الآراميين العرب في الكتابة وعلاقتهم بمصر الفرعونية، وتتبع الحضارة الآرامية وتطور حروف الأبجدية الآرامية، وعلاقة الآراميين بالأنباط، وقدم صورًا للنقوش المختلفة التي عثر عليها الأثريون وفيها كتابات آرامية ونبطية عربية، وكتابات أخرى مثل الكنعانية والسريانية. وقد أوضح في دراسته أهمية نقش النمارة المكتوب سنة 328م في توضيح الحروف العربية بصفة عامة، وأخذ في تحليل النقوش التي أتت بعده كنقش زبد، وأم الجمال، وحران، وعبيد. وفي المبحث الثاني درس الباحث أربعة نماذج مبكرة من الخط الإسلامي القديم، وأكد على أن نقش حران المدون عام 568هـ مرحلة متميزة من الخط العربي، جاءت لتغير ملامح الحروف التي كانت مرتبطة بالرسم النبطي. ثم بَيَّن أن كتَّاب الوحي كانوا أصحاب فضل في النهوض بصورة الخط العربي وفي مقدمتهم زيد بن ثابت. وأخذ الباحث في متابعة مراحل جمع المصحف وكتابته، ثم بدأ في عرض نماذج مبكرة من التاريخ الإسلامي، فالنموذج الأول كان محفورًا على صخور جبل سلع بالمدينة المنورة ويرجع إلى العام 4هـ، أما النموذج الثاني فمن البرديات ويرجع إلى عام 22هـ و31هـ، والنموذج الثالث شاهد قبر يرجع إلى العام 31هـ، والرابع كتابة تذكارية كانت فوق السد الذي أقامه معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنه- في الطائف عام 58هـ. وقدم تحليلاً عميقًا لتلك النماذج تناول فيه كل الجوانب التاريخية، والفنية، والدلالية. وقد ختم الباحث هذا الفصل بذكر بعض الخطاطين العرب المبدعين، وخاصة ابن مقلة، وابن البواب، والمستعصمي. ويعني المبحث الثالث بدراسة خط المصحف العثماني من الناحيتين التاريخية والفنية، فذكر في البداية مراحل جمع القرآن، وأوضح الفرق بين صحائف القرآن التي جُمعت في عهد أبي بكر والمصحف الذي تم تدوينه في عهد عثمان بن عفان. كما قام بدراسة الخط الذي استخدم في تدوين المصحف العثماني، وقرر أنه خط يجمع بين الخط المكي والخط المدني، وأنهما تمازجا ليصبح الخط واحدًا، وأن هذا الخط هو الذي استعمل في الرسائل النبوية.