أصدر برنامج دراسات الحضارة الإسلامية بمكتبة الإسكندرية موسوعة «المزارات الإسلامية والآثار العربية في مصر والقاهرة المعزية» من تأليف الأستاذ حسن قاسم في ثمانية مجلدات، وتحقيق نخبة من المحققين المتميزين.
تُعَدُّ هذه الموسوعة أوفَى مصدرٍ لتاريخ مساجد القاهرة والقطر المصري، ومزاراتها ومشاهدها، وخططها القديمة والحديثة، ومعالمها التاريخية والأثرية، وتراجم علمائها وملوكها وأمرائها، وأنساب أُسَرِها، نتيجة بحث ومشاهدات واكتشافات وتحقيقات علمية؛ وقف عليها المؤلف ورتَّبها ودوَّنها في أعوام وسنين طويلة. وتتناول تاريخ التراث المعماري الإسلامي في مصر منذ الفتح الإسلامي حتى العصر الحديث، عبر عصور الفتوح الإسلامية الأولى ثم الطولونيين والإخشيديين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين، إلى عصر أسرة محمد علي، حتى أواخر الستينيات من القرن الماضي.
تناول المؤلف في الجزء الأول مقدمةً عن تاريخ الفن والعمارة الإسلامية، تطرَّق فيها بالشرح والوصف لأهم عناصر العمارة الإسلامية من مآذن وقباب ومحاريب. يليه الجزء الثاني، الذي تناول فيه الآثار الإسلامية المبكرة؛ مثل جامع عمرو أقدم مساجد مصر الإسلامية، وجامع أحمد بن طولون درة العمارة الإسلامية، وكذلك المساجد الفاطمية في القاهرة وأسوان والصعيد والإسكندرية وسيناء، وقسَّمها بترتيب زمني وفقًا لتولي الخلفاء والوزراء العظام؛ أمثال المستنصر وبدر الجمالي وابنه الأفضل، ثم أُدمِج معها دراسة عن المقياس والقلعة الصلاحية، والقصور والفنادق والرباع والسقايات (الأسبلة)، والحمامات والمدارس ودور العلم.
ثم تناول في الجزء الثالث نشأة المدارس العلمية بالقاهرة ودور العلم بها، وقد أتبعناها بالمزارات والآثار المنتمية للقرنين السابع والثامن الهجريين، بدايةً بآثار الدولة الأيوبية والمملوكية البحرية حتى بداية دولة المماليك الجراكسة.
واشتمل الجزء الرابع على مزارات القرنين التاسع والعاشر الهجريين، وما استجد من مساجد وجوامع خلال عصر دولة المماليك الجراكسة، وأتبعناها بملحق عن آثار ومزارات قرافة المماليك بجنوب وشرق القاهرة.
في حين خُصّص الجزء الخامس لعرض مزارات الفترة العثمانية، بدايةً من النصف الثاني للقرن العاشر الهجري حتى نهاية القرن الثاني عشر الهجري، وأُتبِع بملحق عن مزارات العظماء والصالحين بمدينة القاهرة.
أما الجزء السادس ففيه عرض شامل لمساجد قديمة ومندثرة بخطط القاهرة القديمة والفسطاط، مع ملحق للمذكرات التاريخية لبعض الآثار المندثرة.
في حين جاء الجزء السابع مشتملاً على المساجد النسوية الحديثة، والمساجد الحديثة والمستجدة التي أقامتها وزارة الأوقاف المصرية خلال القرن العشرين، ومشاهد الأشراف المسجلة بأسوان والقاهرة، ومشاهد الأشراف غير المسجلة. وتضمن الجزء الثامن والأخير الفهارس والخرائط والمراجع.