ينظم متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية هذه المحاضرة، وسوف يلقيها الدكتور صبحي عاشور؛ أستاذ الآثار والفنون اليونانية والرومانية المساعد بكلية الآداب، جامعة حلوان. ويتناول الباحث ما شهدته الإسكندرية من حركة ثقافية وعلمية مزدهرة خلال العصر البطلمي، كانت نواتها المكتبة والموسيون الشهيرين، وكانت الرعاية الملكية لهذه النشاطات حافزًا كبيرًا لقدوم كثير من رجال العلم والأدب اليونانيين إلى مصر. وتمتلئ المصادر الأدبية والبردية بكثير من المعلومات عن مثل هذه الأنشطة، على العكس من المادة التصويرية لهؤلاء المثقفين، التي كانت يومًا موجودة. وقد ازدهرت هذه الأنشطة الثقافية والعلمية في مصر الرومانية أيضًا، وامتدت إلى الأقاليم؛ مثل الفيوم البهنسا والأشمونين وأفروديتوبوليس. واستمر الاهتمام أيضًا بتصوير المثقفين والفلاسفة في مصر خلال هذه الفترة، فنعرف من أريان أن ثمة معبدًا لهوميروس بناه بطليموس الرابع، وربما كان هناك نموذج ٳسكندري سابق لاكسدرا الفلاسفة والشعراء في منف.
يقتني متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية مجموعة قيمة من صور المثقفين؛ منها لوح جنائزي من جبانة الشاطبي، يقدم تذكارًا لأحد الفلاسفة أو المفكرين الذين نشطوا في الإسكندرية خلال القرن الثالث قبل الميلاد. وعادةً ما وُجدت كثير من تماثيل المفكرين اليونانيين في نسخ رومانية، مثل الهرم الرخامي الذي يصور كسينوفون؛ المؤرخ والفارس الأثيني المعروف. كما نجد تماثيل ومنحوتات من مصر تصور سقراط وأفلاطون وزينون وهيرمارخوس وميناندروس وهزيود وغيرهم. وربما كان القرن الثاني الميلادي هو قمة ازدهار الفلسفة اليونانية في الشرق، فانتشرت تماثيل المتفلسفين/ السوفسطائيين الجدد. ولعل التمثال الرخامي الأنيق بعباءته اليونانية Palliatus من مرسي مطروح، خير مثال على ذلك. كما كان الفرسان الرومان Togati في وظائفهم المدنية حريصين على الظهور بهيئة المثقف أو المتعلم أيضًا كما يبين تمثال رخامي آخر من مقبرة سبورتنج. بالإضافة إلى تماثيل التراكوتا التي تصور تلاميذ المدارس والمتعلمين، لذا لمجموعة متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية أهميتها بين المتاحف المصرية.