الأخبار

حلقة حوارية ساخنة بطلها عمرو عبد السميع في مكتبة الإسكندرية

الإسكندرية— شهدت مكتبة الإسكندرية أمس ناقشاً وجدالاً أثاره الإعلامي عمرو عبد السميع رئيس تحرير جريدة الأهرام الدولي في ندوة منتدى الحوار التي دارت حول "الإعلام وثقافة الحوار".

وأوضح عبد السميع أن موضوع الصحافة من أكثر الموضوعات التي اختلطت والتبست حوله الآراء والانطباعات والأفكار، وفسر ذلك بأن مهنة الصحافة في ذاتها – وإن تمتعت بمساحة ضوء كبيرة بحكم علنيتها وبحكم شدة تأثيرها وبحكم اتساع نطاق اختصاصها لتشمل كل شيء تقريباً- مازالت مهنة غامضة في ذهن الكثيرين.

وأضاف أنه ربما تكون أحد جوانب الخلط والالتباس أن الصحافة تشارك في صناعة القرار السياسي، لقيام بعض الصحف بإثارة حالة من حالات عدم الرضا العام لدى الجمهور تجاه هذا النظام أو ذاك في توزيع القيم والأهداف.

وأشار إلى أن الصحافة لعبت دوراً تاريخياً في إفشاء وإذكاء حالة حوار عام في مصر منذ أن شهدت بزوغها الأول على يد الشيخ رفاعة باشا رافع الطهطاوي 1828، حيث مرت بخمس مراحل منذ نشأتها حتى الأن وهي مرحلة الترجمة ، المرحلة الخطابية، ثم مرحلة أطلق عليها " ثرثرة الصالونات"، ومرحلة التأميم، وأخيرا المرحلة التي تبدأ بإقرار التعددية الحزبية في مصر.

واستفاض عمرو عبد السميع في الحديث عن جوانب الخطر الذي يتهدد مؤسسة الصحافة ودورها المفترض في إذكاء حالة الحوار حول قضايا المجتمع المصري. وأوضح أن إثارة النقاش العام حول قضية الديمقراطية، وهي الدائرة المباشرة التي تعمل فيها الصحافة وتمارس دورها، ليس منصباً فقط على إدانة الانتقائية التي تمارسها قوى دولية حين تتعرض لمفهوم الديمقراطية.

وكشف عبد السميع أن الخطورة التي يراها البعض في تبني دعاة خلط الدين بالسياسة، لمرجعية ترتبط بالماضي، لا تقل عن الخطورة التي يجب أن نستشعرها في تبني البعض الآخر لمرجعيات ترتبط بماض ليس ماضينا، وبأفكار وتطبيقات ترتبط بمراحل نمو اقتصادي اجتماعي ، ليس لنا بها أدنى علاقة .

وأضاف أن الحوار الذي يجب أن تتبناه الصحافة سيساعد الجميع في واحدة من أهم وأخطر نتائجه على إدراك حقيقة أن السلطة في مصر، ليست هي الطرف الذي يجب أن يكون مقصوداً بالصراع أو العداء.

وخلص عبد السميع إلى أن المخاطر تكمن في عدة عناصر وهي أننا بصدد التعامل عبر الحوار مع حقائق في حالة ديناميكية تضيف التطورات لها في كل يوم أبعاداً جديدة . كما أننا بصدد التعامل مع زمان يشهد تغييرات بحجم الثورة الفرنسية أو ربما أكبر، ويترك تأثيرات هائلة على شكل منطقتنا، أو على شكل العلاقة بين الخراج والداخل فيها.

وأكد أن الانحياز إلى الحوار الديمقراطي عبر القنوات والأدوات الديمقراطية سيظل العاصم الوطني المؤكد، الذي يقي بلادنا شرورا مدمرة تسعى القوى الخارجة عن القانون والشرعية إلى ان تصيب بها الجسد السياسي والفكري لمجتمعنا، كما تسعى هذه القوى ذاتها إلى أن تمحو بها كل تراكم تراث هذا المجتمع في الحرية والتنوير.

وفي ختام الجلسة تبادل الحضور مع الإعلامي عمرو عبد السميع المناقشات والتساؤلات حول كثير من الأمور السياسية والاجتماعية والإنسانية الخاصة بالمجتمع المصري والوطن العربي.