أحدث مشروعات منتدى الإصلاح "الشباب والتحديث في العالم العربي"
تاريخ النشر
الإسكندرية في 21 فبراير 2005 — ينظم منتدى الإصلاح العربي بمكتبة الإسكندرية مؤتمراً لمناقشة وعرض أحدث مشروعاته الإصلاحية في الفترة من 23-24 فبراير الجاري والذي يحمل عنوان "الشباب والتحديث في العالم العربي". يفتتح المؤتمر الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة، والدكتور حسام بدراوي رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب، والأستاذ نبيل صمويل مدير الهيئة القبطية الإنجيلية، كما يشارك في المؤتمر عدد كبير من الشباب المصري وذلك لدراسة الورقة الأساسية للمشروع، ليقوموا بتقديم تصوراتهم حول مجالات وأسباب وعوامل ومشروعات التحديث من خلال 5 مجموعات تمكنهم من التوصل إلى مجموعة من المشروعات وآليات التنفيذ المناسبة لها وخطة عمل لمدة عام. ويعتزم المنتدى أن ينشر الأبحاث الخاصة بكل محور في كتاب، وذلك بعد إجراء التحكيم عليها ومدى صلاحيتها للنشر ليكون الاطلاع عليها في متناول قطاعات واسعة من المواطنين في المحيط العربي ولاسيما الشباب كما سيقوم المنتدى بوضع كل الأبحاث على موقع منتدى الإصلاح العربي لتعميم الاستفادة على أوسع نطاق ممكن.
صرح الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة بأن منتدى الإصلاح العربي يعطي اهتماماً كبيراً بهذا المشروع انطلاقاً من الدور الأساسي الذي يلعبه المنتدى في تبني مفهومي الإصلاح والتحديث بشتى جوانبهما، وانطلاقاً من قدرته على التواصل مع القطاع العريض من المجتمع المدني بحكم ما له من مبادرات قاعدية في مجالات شتى وشراكات مع مختلف منظمات المجتمع المدني. بالإضافة إلى الإمكانات الاتصالية التي تمكن المنتدى من التواصل مع جمهور واسع من المثقفين والمهتمين بقضايا التحديث.
ولمشروع الشباب والتحديث عدداً من المنطلقات الأساسية يبينها الدكتور محسن يوسف المشرف على المنتدى حيث يذكر أن من بين هذه المنطلقات؛ إفساح مجال للشباب (20-35 عاما) لطرح رؤاهم بشأن التحديث في المجتمع العربي، في الوقت الذي يعد دور الشباب وحضوره هامشياً وشكلياً في مبادرات الإصلاح والتحديث التي طرحت في المنطقة العربية، بالإضافة إلى الرغبة في بناء جيل من الباحثين الشباب القادرين علي التعبير عن مشكلات واقعهم وطرح رؤى علمية جادة للتعامل معها استناداً لما يمتلكه الشباب من طاقات وقدرات غير محدودة.
ويركز الدكتور محسن يوسف على الأهداف التي يطمح مشروع "الشباب والتحديث في العالم العربي" إلي تحقيقها مثل؛ تطوير الخطاب العام حول قضايا التحديث من خلال إنتاج بنية معرفية جديدة تتجاوز الخطابات والشعارات، وتعتمد علي دراسات عميقة علي المستويين النظري والتطبيقي. أيضاً يهدف المشروع إلى خلق جماعة بحثية جديدة شابة ممتدة علي المستوي العربي مؤمنة بقضايا الإصلاح والتحديث، تبذل جهدا علمياً ومعرفياً تراكمياً، وتعمل علي تطوير أدوات البحث وآلياته في هذا المجال.
ويشير العديد من القائمين على عمليات الإصلاح في الوطن العرب من صناع القرار إلى رجال الأعمال والمفكرين والأدباء إلى أهمية هذا المشروع الجديد باعتباره يتناول مفهوم التحديث من خلال عدة أبعاد تغطي كافة جوانب الحياة في المجتمع الذي تتطلع إليه الجماهير العربية مثل؛ الخطاب الثقافي أو الرؤى الفكرية التي تساهم في دفع المجتمعات العربية على طريق التحديث، ولهذا البعد الثقافي عدداً من المحاور التي سيركز عليها المشروع مثل-مساهمات الشباب في إنتاج خطاب التحديث، الخطاب الشبابي المطمور في المنطقة العربية، تصحيح مسارات هذه الخطابات، تأثير الخطابات الثقافية الفرعية في مجالات التحديث والإصلاح.
أما البعد الثاني من أبعاد مشروع الشباب والتحديث فهو بناء رأس المال الاجتماعي (منظمات المجتمع المدني، ولهذا البعد عدة محاور فرعية أساسية تتعلق بالحالة الآنية لرأس المال الاجتماعي في كل قطر عربي على حده وفي العالم العربي بأسره، وحالة رأس المال الاجتماعي في أوساط الشباب، وتحديث مؤسسات العمل المدني.
أيضاً يعد تحديث مؤسسات المجتمع العربي والمهتمة بقضايا الشباب من الأبعاد التي يهتم بها مشروع الشباب والتحديث، وذلك لمعرفة المداخل المناسبة للتحديث المؤسسي، والدروس المستفادة من التجارب العربية في هذا المجال، وذلك من خلال سلسلة من المناقشات حول مؤسسة البيروقراطية، والمؤسسات السياسية والمؤسسة التعليمية.
كما يغطي المشروع أبعاد مثل التحديث والديمقراطية، والتحديث والتغيير الاجتماعي، ويرصد هذان البعدان عدداً من القضايا المهمة التي تتصل بتعميق الممارسة الديمقراطية، وتنشئة المواطن على قيم التنوع، ومعرفة التغيير الاجتماعي المرغوب فيه داخل المجتمع العربي، ورؤية الشباب لأنفسهم ومستقبلهم.
يعد أيضاً التحديث وبناء مجتمع المعرفة من الأبعاد التي سيتم مناقشتها، والتي تنصرف إلى دراسة العديد من الموضوعات الأساسية ككيفية بناء مجتمع المعرفة في العالم العربي، والإسهام الحقيقي للمنطقة في إنتاج المعرفة علي الصعيد العالمي.
وأخيراً يعد التحديث والاقتصاد آخر بعد يناقشه المشروع، وهو يجنح إلى دراسة أوجه النهوض الاقتصادي في المنطقة العربية، كما يهتم هذا البعد بطرح قضايا مهمة تتصل بالتكنولوجيا والسياسات الاقتصادية، والاتصال بالسوق العالمية.