بدء فعاليات مؤتمر أينشتاين اليوم بمكتبة الإسكندرية

تاريخ النشر

الإسكندرية في 4 يونيو 2005 — بدأت اليوم بمكتبة الإسكندرية فعاليات مؤتمر "أينشتاين" الذي تقيمه المكتبة في الفترة من 4-6 يونيو الجاري احتفالاً بمرور مائة عامٍ على "1905عام أينشتاين للمعجزات". افتتح المؤتمر كل من الدكتور عمرو سلامة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور فاروق الباز رئيس مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية، والدكتور محمد النشائي رئيس تحرير مجلة التشويش، الأمواج المتفردة والفتافيت الهندسية، والدكتور محمد حسن رئيس أكاديمية العالم الثالث، والدكتور محمد عبد اللاه رئيس جامعة الإسكندرية، والدكتور فيليب جريفيث أستاذ الرياضيات، ومدير معهد الدراسات المتطورة، والدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير المكتبة.

تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمة للدكتور محمد عبد اللاه دارت حول التعريف بأينشتاين باعتباره من أبرز العلماء الذين غيروا التاريخ المعاصر والحديث، فهو من أكثر العلماء الذين أثروا في الإنسانية، وأضاف ان هذا المؤتمر الثري الذي يضم كوكبة من العلماء والأساتذة المهتمين بعلم الفيزياء، وعدد من القيادات العالمية وحاملي جائزة نوبل في الفيزياء، من شتى أنحاء العالم يعد بوتقة ينصهر منها مفاهيم ورؤى جديدة تساعد على إعادة بناء المعرفة والعلم في شتى أنحاء العالم.

وفي كلمته تحدث الدكتور/فيليب حريفيث عن عام أينشتاين للمعجزات1905 ، وهو العام الذي نشر فيه أينشتاين خمسة أبحاث تحتوى كل منها على اكتشافات عظيمة في علم الفيزياء، اعتبرت بمثابة اللبنة الأولى للفيزياء الحديثة التي نعرفها اليوم.كما أشار إلى أهم إنجازات اينشتاين العلمية في مجالات الضوء، والزمن، والطاقة، والجاذبية الأرضية. كما تحدث عن ألبرت أينشتاين الإنسان، وآراءه عن الحرب والسلام، ومكانته كمواطن عالمي.

أما الدكتور/محمد حسن فقد قدم نبذة عن نشأة أكاديمية العالم الثالث(TWAS) وأهدافها ومبادئ أعمالها حيث ذكر ان الأكاديمية تهدف لوضع إطار ورؤية إستراتيجية إلى مستقبل العلم من أجل تحقيق المقدرة والتميز العلمي اللازمين للحصول على تنمية مستدامة (Sustainable development) بدول الجنوب. كما أوضح الدكتور محمد حسن ان الأكاديمية تدعم منذ عام 1986م البحث العلمي بدول الجنوب من خلال عدة برامج، لتحقيق عدد من الأهداف التي تتمثل في اكتشاف ودعم وترويج التميز في البحوث العلمية بدول الجنوب، وإمداد العلماء الواعدين بدول الجنوب بما يلزمهم من إمكانيات لدعم بحوثهم العلمية، كما تهدف إلى تسهيل عمل علاقات بين العلماء والمؤسسات العلمية بالجنوب، وتشجيع التعاون الجنوبي – الشمالي بين الأفراد والمراكز التي تمنح منحًا دراسية، بالإضافة إلى تشجيع البحث العلمي فيما يتصل بأهم مشاكل العالم الثالث.

تحدث بعد ذلك الدكتور فاروق الباز عن عبقرية اينشتاين من خلال نظرية النسبية حيث انه وبعد مرور قرن على نظرتي النسبية العامة والخاصة General & Special Relativity ، ما زالت معادلات اينشتاين تستخدم في وصف سقوط الأجسام، والتي نقضت نظرية نيوتن عن الجاذبية. كما أضاف ان أينشتاين اكتشف معادلة فيزيائية شهيرة تربط بين طاقة المادة وكتلتها وسرعة الضوء والتي كانت سببا في التوصل للقوة المدمرة للقنابل النووية، لكن هذه المعادلة أيضا لها العديد من الاستخدامات الإيجابية أيضا. وأخيراً أشار الدكتور فاروق الباز إلى دور وإسهامات مكتبة الإسكندرية في التعريف والاحتفال بالعلماء حيث أنها مؤسسة تهتم بالحفاظ على العلم ودعمه ونشره في كافة أنحاء العالم.

تلي الدكتور فاروق الباز بعد ذلك الدكتور عمرو سلامة الذي عرض لرؤية وأهداف المؤتمر التي تتمثل في مشاركة العالم في الاحتفال بالعام الدولي للفيزياء حيث أعلنت الأمم المتحدة عام 2005 عاماًّ دولياًّ للفيزياء احتفاءً بالإنجازات العلمية التي تمكن أينشتاين من تحقيقها في عامٍ 1905، وأدت إلى تغيير مجرى البحث العلمي ومفهومنا للزمان والمكان. ولذلك يعد هذا العام فرصة ملائمة للاحتفال بالعالم العبقري أينشتين، وأفكاره، الذي يدين له العالم بتصوراته عن المكان والزمان.

كما أضاف الدكتور سلامة قائلاً ان هذا المؤتمر الذي يجمع العلماء من مختلف أنحاء العالم يهدف إلى نشر الوعي بأهمية الفيزياء بصفة خاصة والعلوم بشكل عام في حياتنا وأثرها الكبير في النهضة التكنولوجية التي نعيشها، وكذلك تشجيع طلبة المدارس والجامعات على هذا النوع من الدراسة وتعريفهم بالدور الذي تلعبه الفيزياء في إثراء باقي العلوم والمجالات الأخرى كالهندسة والطب والصناعة.

واختتمت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بمحاضرة ألقاها الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية بعنوان "لماذا أينشتين"، والتي بدأها مشيرا إلى أن تاريخ الإنسانية يشهد لاثنين من العلماء بأن لهما الفضل في تغيير مفاهيم الإنسانية نحو قوانين الطبيعة وهما نيوتن وأينشتين، ثم قام بإعطاء نبذة عن تاريخ العلوم قبل نيوتن وأينشتين بداية من مصر القديمة، وبلاد ما بين النهرين (العراق)، ثم بداية النظريات في اليونان، وانطلاق العلم من مكتبة الإسكندرية، وصولاً إلى العلماء العرب والمسلمين. طرح الدكتور إسماعيل عدد من الأمثلة على الاكتشافات العلمية القديمة مثل قصة التاج الشهيرة لأرشميدس والتي تم اكتشاف كثافة المواد على أثرها، ونصوص ابن الهيثم وابن النفيس عن المنهج العلمي والذي يعتمد على الملاحظة والافتراض ثم التجربة والاستنتاج، والذي كانت البداية الحقيقية لتطور العلم الإنساني بكافة فروعه.

قام الدكتور سراج الدين بعد ذلك باستعراض أهم انجازات نيوتن مثل قوانين الحركة والجاذبية، وسلسلة من القوانين التي شرحت العديد من الظواهر الكونية اليومية المحيطة بنا، بالإضافة إلى نظرياته حول الضوء وانعكاساته، كما عرض لأهم كتبه "القواعد الرياضية للفلسفة الطبيعية" والذي يعد من أعظم كتب الفيزياء حيث قدم فيه نيوتن أكثر من 190 تجربة وقانون استطاع أن يقوم بها خلال سنة وخمسة أشهر فقط.

بعد ذلك استعرض الدكتور سراج الدين مجموعة من العلماء الذين تلوا نيوتن وسبقوا اينشتين مثل؛ فراداي، وماكسويل، توماس يونج، ومايكلسون ، ثم بدأ في عرض نبذة عن حياة اينشتين وكيف أنه وهو يبلغ من العمر 26 سنة (عام 1905) استطاع أن يكتب خمسة أبحاث غيروا التاريخ كان من بينها؛ بحث حول الجزيئات، وإضافات لنظريات حركة براون للجزيئات، ونظرية النسبية، بالإضافة إلى أهم معادلة في تاريخ الإنسانية E=Mc2 . وأكد الدكتور سراج الدين في آخر المحاضرة سبب اختيار عام 1905 العام العالمي للفيزياء وذلك لكل الانجازات والاكتشافات العظيمة التي قدمها علماء الفيزياء عامة واينشتين خاصة للبشرية.

من الموضوعات التي ناقشها اليوم الحاصلين على جوائز نوبل في الفيزياء خلال المؤتمر موضوع "أينشتاين والتفكير الإبداعي" تحدث فيه الدكتور/ موراي جلمان عضو معهد سانتا في للتكنولوجيا، وموضوع "جائزة نوبل التي حصل عليها أينشتين والأجهزة الكهربية متناهية الصغر" تحدث فيه الدكتور/ كلوس ﭬون كليتزينج مدير معهد ماكس بلانك للفيزياء الصلبة بشتوتجارت بألمانيا، وموضوع" اكتشاف العناصر الأساسية لبناء الطبيعة: تحديات العلم المعظم" للدكتور/ جيرارد هوفت أستاذ الفيزياء النظرية بجامعة أوتريخت (هولندا)، وأينشتين والتَوَحُّد للدكتور/ إدوارد ويتين أستاذ الفيزياء بمعهد الدراسات المتطورة، ببرينستون.

وانتهت فعاليات اليوم الأولى من المؤتمر بدائرة مستديرة تناولت الرؤيا المستقبلية لعلم الفيزياء والهدف من علم الكوزمولوجيا، ودارها الدكتور سراج الدين. شارك فيها كل من الدكتور موراي جلمان، والدكتور جيرارد هوست، والدكتورمحمد النشائي، الدكتوركلوس فون كليتزينج والدكتور دوجاس هوفستاتر والدكتور ميشيو كاكو .

   
المشاركون في
الجلسة الافتتاحية
  الجلسة الافتتاحية   الدائرة المستديرة


شارك