لغة الشبكات العالمية بين الإنجازات والتحديات
تاريخ النشر
الإسكندرية—
عقدت مكتبة الإسكندرية مؤخراً، ورشة العمل الدولية الأولى عن المعالجة الآلية للغات الطبيعية: باستخدام لغة الشبكات العالمية، والتي نظمتها المكتبة بالتعاون مع الأمم المتحدة، وذلك في الفترة من 4 إلى 7 مايو الحالي.
وقد خرجت ورشة العمل بحزمة من التوصيات الخاصة بمشروع المعالجة الآلية للغات الطبيعية، كان من أهمها: الاتفاق على التعاون مابين المراكز والتي تضم مركز إبراهيم شحاتة بمكتبة الإسكندرية. وقد جاءت التوصية الثانية لتؤكد على أهمية تنسيق العمل ما بين المراكز وكيفية تبادل الأدوات بينها، بحيث لا يقوم مركز بتصميم برنامج قد صممه مركز آخر، كذلك جاءت توصية أخرى خاصة بمراعاة حقوق المؤلفين والكتاب.
بدأ مشروع المعالجة الآلية للغات الطبيعية وترجمتها على الانترنت باستخدام لغة الشبكات العالمية بدعم من الأمم المتحدة من خلال مؤسسة لغة الشبكات الرقمية العالمية UNDL، حيث بادر معهد الدراسات المتقدمة بجامعة الأمم المتحدة بفكرة مشروع يهدف لرأب تلك الفجوة الثقافية عن طريق تخطّي الحواجز اللغوية بين بلدان العالم المختلفة وإتاحة المعلومات والمعرفة الثقافية لكل شعوب العالم بلغتهم الأم.
وحول هذا المشروع، صرح الدكتور مجدي ناجي، رئيس قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بمكتبة الإسكندرية، بأن لغة الشبكات العالمية هي لغة صناعية تهدف إلى أن تحل محل وظائف اللغات المحلية في الاتصال الإنساني، وقد تبنت الأمم المتحدة مشروع " لغة الشبكات العالمية"، وأسست له في يناير 2001 منظمة مُستقلة لتكون مسئولة عن التطوير والإشراف على هذا المشروع الذي امتد ليشمل لغات الأمم المتحدة الست بالإضافة إلى عشر لغات أخرى واسعة الانتشار تمهيداً ليشمل جميع لغات العالم ليكون هذا المشروع بمثابة ثورة جديدة في عالم الاتصال والتقنيات الحديثة يُحقق بنجاحه حلماً داعب مُخيّلة الكثيرين بتخطّي حاجز اللغة الذي يقف كعثرة في طريق التبادل المعرفي والثقافي بين الشعوب.
وعن خواص هذه اللغة الجديدة، يقول الدكتور مجدي ناجي أنها لغة شاملة جامعة تمثل المحتوى اللغوي العالمي، لغة تفهمها الآلة، خالية من ازدواجية المعنى، لذا فهي شديدة الوضوح. وأضاف أن مكتبة الإسكندرية بدأت شراكة مع مؤسسة لغة الشبكات الرقمية العالمية UNDL في يوليو 2004، وتم توقيع اتفاق تقوم بموجبه مكتبة الإسكندرية باستضافة مركز إبراهيم شحاتة للغة الشبكات العالمية العربية ISAUC، على أن يقوم الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية AFESD بتمويل هذا المركز.
وأكد الدكتور ناجي أن مركز إبراهيم شحاتة يقتني في مكنزه اللغوي حوالي 50 مليون كلمة، تم تحليلها ويجري حالياً ربطهم معا، تم الحصول عليها من الجرائد ومن الكتب وغيرها، وقام بجمعها 20 أخصائياً في اللغة العربية ولغة الشبكات العالمية، فضلاً عن أن المركز يقوم بتصميم برامج في هذا المجال وبناء قواعد الترجمة من وإلي العربية.
ويؤكد الدكتور ناجي بأن هذا المشروع يواجه مجموعة من العقبات مثله كمثل عمليات الترجمة من وإلى اللغات الطبيعية ومنها: ظهور كلمات جديدة تغير قاموس المصطلحات، فهناك تراكيب لغوية جديدة تظهر مما يشكل بعض الصعوبة في عملية الترجمة.كما أن هناك إشكالية المثنى في اللغة العربية، حيث أن هناك لغات أخرى لا يوجد بها المثنى. كذلك مشكلة التصحيح اللغوي، خاصة وأنه عند الترجمة يجب أن يكون هناك اعتبارات أخرى، فيجب على المترجم أن يعيد صياغة الجملة ولكن دون المساس بها احتراماً للكاتب أو المؤلف.
ويضيف بأن من اعتي العقبات والتحديات هي مسألة الربط بين الكلمات والتراكيب الغوية بحيث تكون جملة مفهومة، خاصة إذا كانت المادة التي يتم ترجمتها بها بعض الأخطاء النحوية.
وقد أعلن الدكتور ناجي أن مركز إبراهيم شحاتة يعكف حالياً على مشروع مبدئي"Pilot "، كخطوة يتم فيها ترجمة 3 وثائق من موسوعة دعم الحياة، كل وثيقة تضم 40 صفحة. في ما يعد تجربة مبدئية، يتم بعدها تحديد العقبات والمشاكل التي ستواجه المترجمين.