افتتاح مؤتمر المخطوطـات المترجمـة بمكتبة الإسكندريـة
تاريخ النشر
الإسكندرية—
افتتح الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية والدكتور يوسف زيدان، مدير مركز ومتحف المخطوطات بالمكتبة، واللواء صفاء الدين كامل، نائب محافظ الإسكندرية؛ المؤتمر السنوي الرابع للمخطوطات في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، تحت عنوان "المخطوطات المترجمــة"، والذي يستمر لمدة أربعة أيام يناقش فيها دور حركة الترجمة في حماية التراث والمخطوطات المترجمة من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية.
وقد بدأ اللواء صفاء الدين كامل كلمته الافتتاحية مرحباً بالعلماء والباحثين ضيوف المؤتمر، مشيداً بجهود مركز المخطوطات وحرصه على إحياء تقاليد المكتبة القديمة في أن تكون مكتبة الإسكندرية منارة للعلم ومركز للمعرفة في العالم.
عقبها أخذ الكلمة الدكتور سراج الدين، مرحباً بنخبة العلماء المجتمعين في رحاب مكتبة الإسكندرية، وأضاف أن التراث العربي بدأ مسيرته، بما ترجمه العرب من علوم الأوائل في بيت الحكمة ببغداد وفي معاقل العلم العربية التي حمل بعدها العرب مشعل الحضارة قروناً طويلة. فكانت ( الترجمة ) بمثابة الشرارة التي انطلق منها الإبداع العلمي والثقافي العربي، في زمن كانت المنطقة العربية خلاله هي البقعة المضيئة بالمعرفة في العالم.
وقال سيادته أن موضوع هذا المؤتمر، وإن كان تراثياً بطبيعته، إلا أنه يلقي الضوء أيضاً على الحالة الراهنة لثقافتنا العربية التي لا بديل لها عن الترجمة حتى تتفاعل مع ما يجري حولنا في العالم من تطور وثورات معرفية متتالية. كما أشاد سيادته في كلمته إلى ما أنجزه مركز المخطوطات ومتحف المخطوطات خلال هذا العام من أعمال في مجال الميكروفيلم، وفهرسة المخطوطات، والنشر الإلكتروني، والوصول بالرصيد المصور من المخطوطات إلى خمس وثلاثين ألف مخطوطة.
عقبها ألقى الدكتور يوسف زيدان محاضرة افتتاحية، استهل بها جلسات المؤتمر بعنوان "مفهوم المخطوطات المترجمة". قال الدكتور زيدان أن هذا المؤتمر محاولة للفهم وإمعان النظر في مكونات هذا الركام الهائل، الممتد فينا، الذي نسميه التراث.وقد أكد في مستهل هذا المؤتمر على أن حركة الترجمة والنقل لم تتطور بمعزل عن ظروف موضوعية أدت إلى توالي هذه المراحل، والي اكتساء كل مرحلة منها بطابع مميز. وشدد على أن الترجمة كانت هي الواسطة الأولى للتفاعل الحضاري فمن الهيروغليفية إلى اليونانية، ومن لغات الشرق إلى اليونانية، ومن اليونانية إلى السريانية، ومن كليهما إلى العربية، ومن العربية إلى اللاتينية واللغات الأوروبية .. امتد العطاء الإنساني وتراكمت الإسهامات الحضارية للأمم والشعوب.
وأقر الدكتور زيدان بأن المؤتمر لا يسعي لامعان النظر في حركة الترجمة ودراسة المنقول إلى لغة العرب، أو المنقول منها إلى اللغات الأخرى. وإنما يسعي أيضا لفهم طبيعة اللغة العربية ذاتها، في تواصلها التاريخي مع لغات الأمم التي تفاعلت تراثياتها تفاعلا مستمراً.
وحول عنوان المؤتمر ومعني استخدام كلمة المخطوطات في عنوان المؤتمر، أوضح الدكتور زيدان أن الترجمة كانت وما تزال تتم بين النصوص سواء المخطوطة منها أو التي صارت مطبوعة. فقد جاء اختيار كلمة المخطوطات لتكون إشارة إلى ما تم قديماً من ترجمات، أو ما قد يتم الآن من ترجمة لنصوص ذات طابع تراثي، كانت مخطوطة قبل انتشار الطباعة .. فهذا المؤتمر يعني بالجانب التراثي من الترجمة، وآثاره التي لا تكاد تقع تحت الحصر.
وأكد سيادته أن المؤتمر يبحث في النص المترجم، والمشهور والمغمور من الامتدادات الثقافية والعلمية بين الأمم. ليكون خطوة على درب التأسيس المعرفي، وإسهاماً جديداً في صناعة المعرفة التراثية، عبر قراءة علمية للتواصل الإنساني الذي لا ينقطع.