افتتاح المؤتمر الدولي الثالث "منارة حرية التعبير" بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر
الإسكندرية—
عقد بمكتبة الإسكندرية اليوم الثلاثاء 22 إبريل 2008، المؤتمر الثالث في سلسلة المؤتمرات المنعقدة لمناقشة قضايا حرية التعبير وإتاحة المعرفة، بعنوان: "منارة حرية التعبير". حضر المؤتمر كوكبة من المسئولين والمثقفين من عدة دول، بالإضافة إلى وفد رفيع المستوى من النرويج، التي قامت بتصميم وإصدار "قاعدة بيانات حرية التعبير" الببليوجرافية عن حرية التعبير والرقابة في العالم، احتفالاً بإعادة إحياء مكتبة الإسكندرية .. مكتبة الإنسانية.
وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن حرية التعبير هي قضية ثقافية أكثر منها سياسية، كما أنها آنية في مصر وعالمنا العربي، وستظل كذلك في المستقبل، مشيراً إلى أن حرية التعبير قضية مطلوب من الجميع العمل من أجل حمايتها، فبدونها لا يمكن أن تحقق المشاركة الفعلية المطلوبة. ونوه سيادته إلى أنه لا يمكن تخيل فرض الوصاية اليوم في ظل الإمكانات التي تتمتع بها التكنولوجيا الحديثة، التي ساهمت في إتاحة الكلمة بكافة صورها للجميع، متسائلا عن دور المثقف والمؤسسات التنويرية في عالم متاح فيه للفرد أن يقول ما يشاء، بما في ذلك الدعوة للفتنة الطائفية والعنصرية والكراهية.
وفي ذات السياق، أعرب السيد بول ستيرجس، رئيس اللجنة الخاصة بحرية التعبير وتداول المعلومات بالاتحاد الدولي للمكتبات، عن امتنانه للدور الذي تلعبه مكتبة الإسكندرية كمنارة إشعاع ثقافي ليس في مصر فحسب وإنما على الصعيد الدولي أيضا.وشدد سيادته على أن هناك علاقة وطيدة بين المكتبات وقضية حرية التعبير وتداول المعلومات، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من حقوق الإنسان التي نصت عليها الأمم المتحدة.
من جانبه، أكد السيد ماهر نصار، مدير مركز معلومات الأمم المتحدة بالقاهرة، على الاهتمام الذي يولونه لقضية حرية التعبير وتداول المعلومات، مضيفاً أن الأمم المتحدة تقوم على الاحترام المشترك والتنوع الثقافي وقبول الآخر، وهو ما يتمثل في تبنيها لمبادرة تحالف الحضارات عام 2005، والتي تم اختيار الدكتور سراج الدين سفيرا لها.
واقتبس سيادته مقولة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والتي شدد فيها على أهمية ضمان الحفاظ على حرية التعبير كحق أساسي من حقوق الإنسان وكرافد أساسي من روافد الديمقراطية، بالإضافة إلى ضرورة احترام وسائل الإعلام لثقافة الآخرين ومقدساتهم. كما أدان السيد نصار استهداف الإعلاميين، منوهاً إلى أن ذلك ضد الحرية والإنسانية والحق في معرفة ما يحدث حول العالم.
بينما لفت الدكتور هشام الشريف، عضو الهيئة التنظيمية للجنة الدولية للبنية التحتية المعلوماتية، إلى أن حرية التعبير مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بثقافة التعبير، كما أنها لا يمكن أن تمارس دون حرية إتاحة المعلومات وتداولها، مشيرا إلى أن المعلومة تكون متوفرة عادة، لكن لا يتم إتاحتها للجمهور، قائلا إن ذلك يعد جريمة في حق المجتمعات. وذكر سيادته أن هناك عدداً من القيم التي ترتبط بشكل مباشر بحرية التعبير، وهي: الحوار، والتسامح، واحترام الآخر ومعتقداته، مضيفا أن حرية التعبير في الجانب السياسي لا تقل في أهميتها عن الاقتصادي أو الاجتماعي.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، تحدث السيد هيلجه سونيلاند، سكرتير عام وزارة الثقافة النرويجية، عن قاعدة البيانات الخاصة بمنارة حرية التعبير، والتي أعدتها النرويج احتفالاً بإعادة إحياء مكتبة الإسكندرية، موردا بعض المعلومات والأرقام المتعلقة بها، ومعلنا عن برنامج لإتاحتها باللغة العربية. وطالب سيادته بالحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة، بحيث يكون مبنيا على الاحترام المتبادل، مشيرا إلى أن التنوع الثقافي عامل إثراء للإنسانية ولا يهدد الهوية، وهو ما تعمل الحكومة النرويجية على تأكيده والترويج له.
جدير بالذكر أن فكرة مؤتمر منارة حرية التعبير عرضت لأول مرة أثناء مؤتمر نظمته مكتبة الإسكندرية لمدة يوم واحد (١٩ مايو ٢٠٠٣) وتلاه مؤتمر آخر من ١٨ إلى ٢٠ سبتمبر ٢٠٠٤. وكان الهدف من إقامة المؤتمرين هو زيادة الوعي بالقضايا والتحديات المتصلة بحرية التعبير.