العلاقة بين السياسة والدين في العدد الجديد من سلسلة "مراصد"
تاريخ النشر
صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية العدد الثلاثون من سلسلة «مراصد»، التي تضم دراسة بعنوان «السياسة والدين: مسارات مختلفة وسياقات متباينة».
توجد ثلاثة اتجاهات نظرية ومنهجية كبرى للتعامل مع إشكالية العلاقة بين الدين والسياسة في الفكر العربي المعاصر؛ الاتجاه الأول ينطلق من مقاربة عقائدية للإشكالية، ويعِد طبيعة العلاقة بين الدين والسياسة محسومة بمقتضى النص الديني على أساس من الوصل المطلق بينهما.
ومقابل هذه المقاربة العقائدية لإشكالية العلاقة بين الدين والسياسة، هناك مقولة الفصل التام بين الدين والسياسة.
أما الاتجاه الثالث، فينظر إلى العلاقة بين الدين والسياسة كعلاقة تاريخية محكومة بموازين القوى الفعلية على أرض الواقع، وليست علاقة عقائدية أو منطقية مجردة عن محدداتها الموضوعية.
إن جوهر حل مشكلة العلاقة بين الدين والدولة يتوقف على النظر إلى الرأسمال الديني باعتباره رأسمالاً مشاعًا ومشتركًا لا يحق لأي فريق أن يحتكره أو يصادره، كما يتوقف على التوافق والإجماع على مرجعية جامعة، مثلما يتوقف على النجاح في بلورة قاعدة ثابتة وواضحة لتوزيع السلطات الاجتماعية بما في ذلك السلطة الدينية.