مكتبة الإسكندرية ومستشفى الشاطبي
تاريخ النشر
زاد الحديث حول مستشفى الشاطبي، ويؤسفنا أن يكون الحديث دخله الكثير من المغالطات ولذا رأينا أن نصحح ما يخص مكتبة الإسكندرية منها، وأن نوضح حقيقة علاقة مكتبة الإسكندرية مع مستشفى الشاطبي وهي كالآتي:
- إنه من الظلم الفادح أن يقال بأن مكتبة الإسكندرية "تتأفف من منظر المرضى"،
فمكتبة الإسكندرية ليست منعزلة عن المجتمع، ذلك أنها تستقبل حوالي 800.000
زائر منهم حوالي 600.000 من مصر من كل طبقات الشعب، وتهتم بالفقراء والمهمشين بدعوتها المستمرة إلى الإصلاح والتنمية في كل القطاعات، وبصفة خاصة القطاعات الخدمية أي التعليم والصحة.
-
صحيح : أن المكتبة تفكر في بناء فندق خمسة نجوم بجوار المكتبة، وذلك لتفعيل مركز المؤتمرات، ولكن المكان المناسب لهذا المشروع هو "أرض كوتة" التي تجاور مركز المؤتمرات، ولا يناسب أن يبنى مثل هذا الفندق على أرض المستشفى التي هي من الناحية الأخرى من المكتبة وبعيدة عن مركز المؤتمرات..
- - صحيح : أن للمكتبة تصور للتوسع، فبعد مشروع أرض كوتة يأتي مشروع ترميم وإعادة تأهيل قصر أنطونيادس وهو مهجور ومغلق حاليا.
وهنا نثير التساؤل: ما هي علاقة المكتبة بمستشفى الشاطبي؟
والإجابة عن ذلك هي أنه جرى الحديث بصورة عامة عن أن مدينة الإسكندرية في طور التحول إلى مدينة عالمية وهناك دعوة صريحة لمكتبة الإسكندرية أن نضع تصورات مستقبلية لمدينة الإسكندرية التي لابد وأن تستعيد مكانتها كعروس البحر المتوسط، وأن يتم من الآن التفكير في تخطيط بعيد المدى يتفق والصورة المرجوة لها. فالإسكندرية ليست مصيفا فحسب، ولكنها من أقدم وأعظم المدن التاريخية، وكانت إلى عهد قريب _ خصوصا في الفترة من 1840-1940 _ بؤرة للنشاط الفكري، ومركزا للتعددية.
.
ولتحقيق هذه الرؤية للإسكندرية، يجب علينا أن نضمن تضافر ثلاثة تيارات إيجابية ظهرت في السنوات الأخيرة بالإسكندرية، وهي:
:
-
النشاط الاستثماري الذي بدأ مؤخرا في الإسكندرية، وبصفة خاصة بدفعة من السيد المحافظ محمد عبد السلام المحجوب.
.
- - اكتشاف الآثار الغارقة التي بهرت العالم، وذكرت قطاعات واسعة من تاريخ الإسكندرية المجيد المديد.
- النشاط الثقافي الكبير في الإسكندرية الذي واكب افتتاح المكتبة والمتحف القومي
ومركز الإبداع والأوبرا بقاعة سيد درويش وترميم قلعة قايتباي وعمليات تجديد المتحف الإغريقي الروماني، وغير ذلك الكثير.
ومن ثم بات ضروريا التفكير في النسيج العمراني للمدينة ونموها، وتوقعاتنا أن نغير الخريطة السياحية لمصر حتى تظهر الإسكندرية في رؤية السياحة العالمية ركنا رابعا مكملا للقاهرة والأقصر/ أسوان والبحر الأحمر وأن تظهر كمدينة لها ماضيها وحاضرها. ومن المهم التفكير في كيفية تطوير منطقة الميناء الشرقي من قلعة قايتباي إلى السلسلة وما بعدها، ويجب أن يكون التفكير حينئذ هادفا إلى وضع الأسس للتطوير على الأعوام العشرين القادمة، حتى يتم ذلك التطوير في نسق عام متكامل... وهذا ما تفعله كل المدن المتحضرة التي فتنت العالم بجمالها من باريس إلى سان فرانسيسكو.
وفي مثل هذا التفكير، يجب أن يكون التفكير في المنطقة التي حول مكتبة الإسكندرية – وهي قطب جاذب في هذا الجزء من المدينة – تفكيرا واسعا.
.
وقد تعددت الاقتراحات: من متاحف تحت الماء إلى فنادق في وسط الميناء، إلى إعادة بناء الفنار القديم إلى تغيير كل معالم المنطقة، بما في ذلك أجزاء من الشوارع والكورنيش والمستشفى وأرض كوتة وحتى هدم أو تطوير مركز المؤتمرات بالإضافة إلى الكثير والكثير من التصورات والاقتراحات المتفردة المتباينة، أغلبها يعد ضروبا من الخيال بعيدة كل البعد عن الحقائق الاقتصادية والفعلية التي تنقل الأحلام إلى مشروعات والمشروعات إلى حيز التنفيذ. ولكنها تمثل ظاهرة إيجابية، وهي انطلاق الخيال لأحلام المستقبل بكل ما يعني ذلك من ثقة في المدينة ومستقبلها. .
ولنا في هذا الصدد اقتراح مبنى علي ثلاثة محاور :
:
- - أن يفتح الحوار حول الرؤية المستقبلية لمدينة الإسكندرية ونشرك فيه الشباب في
كليات العمارة والتخطيط، وقد تتبنى مكتبة الإسكندرية فكرة مسابقة لهؤلاء الشباب.
-
أن يكون التفكير في كل ما يخص قطاع الصحة وقطاع التعليم مبنيا دائما على زيادة وتحسين مستوى الخدمات التعليمية والصحية وبصفة خاصة للفقراء.
أن يتم تبني مخططات محددة لتنفيذ الرؤية التي يتفق عليها بقيادة المحافظة ومشاركة أهل الإسكندرية، تلك الرؤية المعبرة عن رغبات أهل الإسكندرية وآمالهم لمدينتهم.
هذه هي أفكار مكتبة الإسكندرية والتي ندعو كل أصحاب الرأي والقلم، وأصحاب الفكر والخيال، من كل أنحاء مصر أو من خارجها، أن يشاركوا مع أهل الإسكندرية في نقلها إلى حيز الوجود. ويحدونا الأمل أن نقيم هذا الحوار البنَّاء المفتوح، بعيدا عن المزايدات والاتهامات، بصفاء النفس والاحترام المتبادل ولخدمة المصلحة العامة.
.