مكتبة الإسكندرية تحيي ذكرى "عمر طوسون: أمير الإسكندرية"
تاريخ النشر
الإسكندرية في 15 فبراير 2005— تقيم مكتبة الإسكندرية يوم الخميس السابع عشر من فبراير 2005 احتفالية كبرى، إحياءً لذكرى "الأمير عمر طوسون"، الابن الثاني للأمير طوسون ابن محمد سعيد ابن محمد علي مؤسس مصر الحديثة، وفي هذه المناسبة يهدي أحفاده للمكتبة مجموعة نادرة من مؤلفاته، والتي احتفظوا بها في باريس لسنوات طويلة.
تضم المجموعة المهداة، نسختين نادرتين باللغتين العربية والفرنسية قام الأمير بتأليفهما عن أديرة وادي النطرون ورهبانه بالإضافة إلي أعماله الأثرية وخاصة انتشال الآثار الغارقة في أبي قير.
وتُصدر مكتبة الإسكندرية بهذه المناسبة كتاباً تذكارياً بعنوان "عمر طوسون - أمير الإسكندرية"، يتكون من 5 فصول تشتمل على قصة حياته وانجازاته في مجال البحث الأثري وكتاباته حول هذا الموضوع، كما يستعرض الكتاب الجوانب المختلفة لشخصية عمر طوسون الذي جمع بين انتمائه إلي العائلة الحاكمة واقترابه من الشعب بطبقاته المتعددة، يخصص الكتاب أيضا في نهايته جزءً خاصاً يستعرض كل ممتلكات الأمير عمر طوسون في القاهرة والإسكندرية، وجميع مؤلفاته التي نشرت بالعربية أو الفرنسية والمؤلفات التي لم تطبع، بالإضافة إلى الدوريات الزراعية والمطبوعات العسكرية عن الجيش المصري.
تقام الاحتفالية في تمام السادسة مساءً بالقاعة الغربية في مركز المؤتمرات بمكتبة الإسكندرية.
ولد الأمير عمر طوسون في الإسكندرية عام 1872، وقد كفلته جدته لأبيه منذ عامه الرابع بعد وفاة والده، وتلقى الأمير دراسته الأولى في القصر ثم استكملها في سويسرا، وبعد تخرجه تنقل بين عدة بلدان أوروبية منها، فرنسا وإنجلترا، وشاهد ما هي عليه من حضارة وتقدم، ووقف على ما وصلت إليه من رقي وتطور في مجالات الصناعة والزراعة، وعاد إلى الوطن محملا بزاد كبير من العلم والثقافة وإجادة للإنجليزية والفرنسية والتركية وعزم على إصلاح بلده والتجديد فيها.
كانت حياة الأمير مليئة بالأعمال الجليلة، وشغل وقته بالبحث والتأليف والمشاركة في العمل العام والإسهام بالرأي في قضايا الوطن، فقد كان قريبا من عامة المصريين، يعد نفسه واحداً منهم ويعمل على تحسين أحوالهم حسب قدرته.
توفي الأمير عمر طوسون في يناير من عام 1944م. وقبل وفاته بأكثر من عشر سنوات كتب وصية تخص مكتبته العامرة، وكانت تضم نحو ثمانية آلاف مجلد من نفائس الكتب والمخطوطات والصور والخرائط، والتي يندر أن تجتمع عند شخص واحد، وقد أوصى أن تهدى هذه المكتبة إلى المتحف الحربي والمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية ومكتبة بلدية الإسكندرية.