فعاليات مؤتمر أينشتاين بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر
الإسكندرية في 5 يونيو 2005 — تضمنت فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر "أينشتاين" الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية في الفترة من 4-6 يونيو الجاري احتفالاً بمرور مائة عامٍ على "1905عام أينشتاين للمعجزات" مجموعة جلسات ناقشت عدة موضوعات من بينها موضوع بعنوان "الفيزياء الكمية للمكان والزمان" تحدث فيه الدكتور محمد النشائي عضو مجلس الأمناء المؤسسي بمعهد فرانكفورت للدراسات المتقدمة بجامعة ألمانيا مشيراً إلى ضرورة تطوير المنظور التقليدي للزمان والمكان التي أتاحته نظريتي النسبية الخاصة والعامة. وذلك نظراً لاحتمال أن الفيزياء الكمية لازالت تتطلب تعديلات جذرية، ليس بالنسبة للمكان والزمان فقط ولكن للاستمرارية أيضاً.كما قام الدكتور النشائي أثناء محاضرة بتوضيح وشرح الخط البحثي الذي يمكن إتباعه لتطوير هذا المنظور التقليدي للمكان والزمان عن طريق نظرية معينة، والتي تبدأ بحقائق تجارب الكمية، وتنتهي بهندسة تتناسب مع الجاذبية الكميّة.
أيضا ألقى الدكتور ميتشاو كاكو أستاذ الفيزياء النظرية بكلية سيتي جامعة سيتي بنيويورك، محاضرة بعنوان "سر عبقرية أينشتين: هل يمكن أن يساعدنا ذلك في إيجاد نظرية المجال الموحَّد"، والتي جاء فيها أن سرّ عبقرية ألبرت أينشتين ونيوتن جاءت من اهتمامهم بالمنظور الفيزيائي، والذي يكشف عن طبيعة القواعد الفيزيائية.حيث كان أينشتين يعتقد أنه إذا لم يستطع الطفل فهم نظرية فيزيائية، فإنها تعتبر لا قيمة لها. ولكن للأسف، نجد اليوم كثيراً من الفيزيائيين يحتمون وراء حسابات معقدة (والتي أطلق عليها أينشتين "المعرفة غير الضرورية")، والتي تخفي ورائها انعدام المنظور الفيزيائي. وعلى سبيل المثال، عندما رأى نيوتن التفاحة وهي تقع، تساءل لماذا لا يقع القمر كذلك، فلمّا توصل نيوتن لأن النظام الكوني لا ينهار ولا يقع، عكس التفاحة، فأبدع الحسابات التي تحل هذه المعادلة، وهي حسابات التفاضل والتكامل. أما الموقف بالنسبة لأينشتين كان مختلفاً، فإنه كان يتصور غلاماً عمره 16 عاماً يحاول مسابقة شعاع ضوئي، أو مصعد ينزل، أو التواء الزمان والمكان كالقماش، أو مراجيح الأطفال تدور. فنجد أنه عندما يتضح المنظور الفيزيائي، تأتي الحسابات في مرحلة لاحقة (حساب التفاضل والتكامل الموّتري والهندسة التفاضلية). ولكننا نجد أن أينشتين فشل في آخر محاولاته، حيث أنه لم يكن هناك مفهوم فيزيائي وراء نظرية المجال الموحَّد. كما أضاف الدكتور كاكو أن لدينا اليوم نظرية الأوتار، ونظرية أم، اللتان بنيا على الأوتار والأغشية التي تهتز في 10 أو 11 فراغ متعدد الأبعاد. إن عبقرية هذه النظريات تكمن في أنها تقوم على مناظير فيزيائية بسيطة.
كما قدم الدكتور دوجلاس هوفشتاتر أستاذ العلم والمعرفة، وعلوم الكمبيوتر، ومدير مركز البحث في المفاهيم والمعرفة محاضرة بعنوان "كيف أظهر التناظر الضوء لأينشتين" أشار فيها إلى أن إسهامات أينشتاين في فهمنا للطبيعة تعكس أسلوبه الشخصي في التفكير. كما أوضح كيف تأثرت قفزات أينشتين الفكرية الجريئة بتناظر عميق وبارع مع الظواهر الفيزيائية والرياضية المألوفة له، كما لو كان أينشتين قادراً على ملاحظة صخور صغيرة جدا، لم يلاحظها الآخرون، تحت سطح الماء أثناء عبور نهر ما، والتي تمكِّنك من عبور هوة سحيقة، لا يستطيع عبورها الآخرون. وأخيراً أكد الدكتور هوفشتاتر على أن النسبية العامة، والنسبية الخاصة على وجه الخصوص، هما ثمار تماثلات عديدة، شغل أينشتين ذهنه فيها طويلا.
ومن الموضوعات الهامة التي أثيرت خلال جلسات اليوم الثاني للمؤتمر موضوع " التنظيم والحركة البراونية والجزيئات متناهية الصغر (جزيئات نانونية)" التي قامت الدكتورة كاثرين بريخنياك -مديرة البحوث بالمركز القومي للبحوث العلمية بفرنسا (CNRS) – من خلاله بإلقاء الضوء على التأثير اللطيف للتكتلات سابقة التشكيل وحركتها على الأسطح في فتح أبوابا جديدة لتصنيع أشكال جديدة على مقياس النانومتر، حيث تؤدي الأشكال غير العادية للمادة، والتي تكون نسبة السطح للحجم فيها كبيرة إلى تكوُّن مواد مرحلة النانو، والتي تتميز بخواص غير متوقعة. وأضافت أن الخواص المستقلة ذات الحجم الحبيبي تُعدِّل قوانين الحركة الخاصة وذلك بإعادة بناء المواد، كما أن طاقة تشغيل بلورة النانو يمكن أن تكون اقل بنسبة 50% عن المواد متعددة البلورات التقليدية. بالإضافة إلى ذلك فإن قدرة جسم النانو المذهلة على تعديل شكله لتقليل طاقته الحرة، يؤدي إلى تعديلات شكلية يمكن ملاحظتها على مقياس زمني معقول. ناقشت الدكتورة بريخنياك أثناء المحاضرة أيضاً تشكيل، واستقرار، وتفتيت، وتنظيم، هياكل النانو المكوَّنة من ترسيب التكتلات، وذلك في ضوء الأدلة التجريبية.
واختتمت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر بمحاضرة تحت عنوان "الأوتار، والبلورات، ونسيج المكان والزمان" تحدث فيها الدكتور كومرون ﭬافا أستاذ كرسي دونر للعلوم بجامعة هارفارد عن إن الفضاء يبدو مستوٍ وساكن للعين المجردة. ولكن منذ أن طرح أينشتين النظرية الهندسية للجاذبية، أصبحت السمات الحركية للفضاء واضحة. ومع قدوم ميكانيكا الكم أصبح من الواضح أيضًا أن المكان والزمان يتقلبان، وأن هذا التقلب يكون عنيفا في المسافات القصيرة. كما ناقش الدكتور ﭬافا في محاضرته كيفية تشكيل هذا التقلب الكمي باستخدام بلورة ذائبة، وذلك من خلال شرح مبسط عن نظريات الأوتار.
|
|
|
الجلسة الرابعة |
|
المشاركين في الجلسة الخامسة |