"تحديات العلوم والتكنولوجيا" محاضرة لليو إيزاكي بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر
الإسكندرية في 20 يونيو 2005 — نظم مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية صباح أمس محاضرة عن "تحديات العلوم والتكنولوجيا" وذلك في إطار احتفالات المكتبة بمرور مائة عام على 1905 "العام الدولي للفيزياء". ألقى المحاضرة الدكتور ليو إيزاكي عالم الفيزياء الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام ١٩٧٣. ولد ليو إيزاكي عام 1925 في بلدة أوساكا باليابان، وحصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة طوكيو عام 1959، وفي نفس العام قام إيزاكي مع زملائه بتصميم نموذج لموصل كهربائي يتبع نظام جديد للموصلات الكهربائية، وهو يعد اكتشاف متميز في عالم الفيزياء
بدأ ايزاكي محاضرته مشيراً إلى دور الحضارة الحديثة وتأثيرها على الإنسان من خلال خلق بيئة صناعية منجزة أمددت الإنسان بكل الأدوات والآلات والماكينات التي تساعده بشكل يومي، فقد بدلت الحضارة طاقة الإنسان الجسدية وعمله بالماكينات والآلات التي تقلل عمل الإنسان الجسدي وجهده وتزيد من الإنتاجية، في نفس الوقت الذي بدلت فيه الحضارة؛ طاقة الإنسان الذهنية بأنظمة تكنولوجيا المعلومات حيث استطاع الأسلاف استخدام عقولهم وتفكيرهم ليصنعوا أجهزة الكمبيوتر مما أنتج تطورات كثيرة في مجال معالجة المعلومات والذكاء الاصطناعي. ذكر الدكتور ايزاكي أيضاً واحدة من أهم انجازات الوقت الحالي التي تساعد الإنسان على مواجهة حياته اليومية وهي اكتشاف الحمض النووي وتحليله الذي يساعد بشكل فعال في إطالة عمر الإنسان وإمداده بصحة أفضل ويمكن معالجة العديد من الأمراض الصعبة كالسرطان من خلال الفهم الجيني المتميز لكل إنسان.
انتقل الدكتور ايزاكي بعد هذا للحديث عن جائزة نوبل كأحد أهم الجوائز العلمية والتي يمكن من خلالها معرفة مدى الجهد الذي يبذله الباحثين لمواجهة التحديات التي تواجههم في العلم والتكنولوجيا بالإضافة إلى دور جائزة نوبل في تحديد حياتنا اليومية، وذكر الدكتور ايزاكي أنه على الرغم من الإسهامات القيمة للعلم في حياتنا اليومية إلا أننا لا يمكن أن ننكر الوجه السلبي للعلم، مثل الأسلحة النووية التي تهدد العالم يومياً والتأثير السلبي للعلم على البيئة، كما أشار الدكتور ايزاكي إلى دور جائزة نوبل في هذا المجال مشيراً إلى حصول ثلاثة من العلماء على جائزة نوبل عام 1995 عن أبحاثهم في مجال الكيمياء الجوية وخاصة في مجال تكون وتحلل طبقة الأوزون حيث ثبت من دراساتهم أن مادة كلوروفلوروكاربون المستخدمة في الثلاجات هي المسبب الرئيس لتحلل الأوزون ونفاذ الأشعة فوق البنفسجية الضارة للأرض.
وفي كلمته حول العقول الحكيمة والعقول المبدعة؛ أشار الدكتور ايزاكي إلى اهتمام اليونسكو بالاحتفال بعام 2005 "العام الدولي للفيزياء" للاحتفاء بمرور 100 عام على معجزات اينشتين العلمية، الذي كان في السادسة والعشرين من عمره الأمر الذي جعله يتحدى الأفكار السائدة وقتها ويحقق العديد من النتائج والانجازات الخلاقة، وفي هذا الموضوع يذكر الدكتور ايزاكي أن قوة العقل البشري يمكن تقسيمها لقسمين رئيسيين؛ الأولى قوة العقل الحكيم التي تمكن الإنسان من التحليل الدقيق والفهم الجيد وإصدار الأحكام العادلة، أما القوة الثانية فهي قوة الإبداع التي تنتج أفكار جديدة من خلال الخيال الفكري والتي على مر العصور أمّنت تقدم الحضارات. ويشير الدكتور ايزاكي في هذه النقطة إلى مقولة لاينشتين ذكر فيها انه لا يمتلك مواهب أو قدرات خاصة بل أن كل ما وصل إليه كان سببه الفضول الذي تملكه لمعرفة مسببات الأشياء من حوله، وهي احد أهم فضائل الشباب بجانب الإبداع في مجال العلوم.
وحول مجتمع المعرفة جاءت كلمات الدكتور ايزاكي لتؤكد على أهمية البحث من أجل خلق معرفة جديدة للعالم والاهتمام بالتعليم لإمداد الطلاب بالمعرفة المنهجية المنظمة وذلك للاستفادة القصوى من معرفة المجتمع التي قسمها الدكتور ايزاكي إلى أربعة أقسام هي؛ معرفة المجتمع لتوسيع حدود العلم، والمعرفة من أجل البنية التحتية للمجتمع مثل العلوم الاجتماعية وغيرها، والمعرفة من أجل البشر مثل علوم الإنسانيات والعلوم الطبية، وأخيراً المعرفة من أجل أمن وبقاء الجنس البشري مثل العلوم الخاصة بالبيئة والطاقة والعلاقات الدولية.
BR>تحدث الدكتور ايزاكي بعد ذلك عن كيفية الحصول على جائزة نوبل مشيراً إلى خمسة أفعال تمكن صاحبها من الحصول على جائزة نوبل وهي؛ عدم الوقوع في شرك التقيد للتجارب السابقة، وعدم التعلق الزائد بالعلماء الأكبر سناً بما يفقد الإنسان القدرة على رؤية ذاته ومصادرة روح الشباب في البحث، وعدم التعلق بالمعلومات غير الهامة أو المضللة بل الاحتفاظ بالمعلومات الأكثر قرباً وأهمية لموضوع البحث، أما القاعدة الرابعة فهي عدم الهروب وتجنب المواجهة حيث أشار إلى أهمية المواجهة للحفاظ على الحقوق، وأخيراً تأتي القاعدة الخامسة لتذكر الباحثين والعلماء بأهمية الحفاظ على روح الطفولة كأحد أهم العناصر في عملية التخيل.
جدير بالذكر أن ليو ايزاكي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء تقديراً لدوره في اكتشاف مسار الإلكترون داخل الأجسام الصلبة، كما حصل على العديد من الجوائز منهم جائزة نيشينا التذكارية عام 1959، وجائزة أساهي الصحفية عام 1960، وحصل على جائزة مؤسسة تويو رايون لنشر العلوم والتكنولوجيا عام 1960، وجائزة الأكاديمية اليابانية عام 1965، وغيرها من الجوائز الدولية. ويشغل الدكتور إيزاكي حالياً منصب مدير شركة IBM المحدودة باليابان، وهو أيضاً مدير مؤسسة يامادا للعلوم والمؤسسة اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، وهو عضو بالعديد من المجالس الاستشارية واللجان الدولية في مجال العلوم والتكنولوجيا.
|
الدكتور ليو إيزاكي أثناء إلقاء محاضرته |