بدء فعاليات مؤتمر "أينشتاين في مصر" اليوم بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر
الإسكندرية في 18 سبتمبر 2005— بدأت اليوم بمكتبة الإسكندرية فعاليات الجزء الثاني من مؤتمر "أينشتاين" الذي تنظمه المكتبة في الفترة من 18-20 سبتمبر الجاري. يناقش المؤتمر على مدار ثلاثة أيام الجوانب المهمة في الفيزياء الحديثة المرتبطة بالميكانيكية الكمية المتوحدة والنسبية العامة. افتتح المؤتمر كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور صالح العدل، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث، والدكتور جواد حمادة، نائب رئيس جامعة الإسكندرية للدراسات العليا والبحوث، والدكتور عبد الله بركات، نيابة عن الدكتور عمر سلامة وزير التعليم العالي.
بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة للدكتور جواد حمادة دارت حول التعريف بأينشتاين باعتباره من أبرز العلماء الذين غيروا التاريخ المعاصر والحديث، فهو من أكثر العلماء الذين أثروا في الإنسانية، وأضاف أن هذا المؤتمر الثري يهدف إلى تعريف المتخصصين بالمجهودات العلمية المصرية في مجال النسبية ونظرية المجال المتوحد، بالإضافة إلى تحليل أعمال وشخصية أينشتاين.
وأكد الأستاذ عبد الله بركات في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الدكتور عمرو سلامة على أنه ليس الجانب العلمي فقط في حياة أينشتاين هو الذي يدهش العالم وينال إعجاب المتخصصين والعامة على السواء، وإنما أيضا الجانب الإنساني، فبعد أن ألقى السلاح الجوي الأمريكي قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، يومي السادس والتاسع من أغسطس عام 1945، أسس أينشتاين اللجنة الطارئة لعلماء الذرة، والتي كانت غايتها الحث على الاستخدام الأمثل للطاقة الذرية، وكان يُسخر منه ما يتمتع به من شهرة في التزامه وسعيه السياسي من أجل السلام والتفاهم بين الشعوب، وهو ما يوقفنا على ما كان يتمتع به الرجل من فكر ثاقب ورغبة صادقة في إرساء السلام في العالم، فقد أكد بروحه المسالمة على أن النشاط العلمي الذي يمكن أن يقود إلى رخاء العالم ورفاهيته، هو ذاته الذي يمكن أن يقود إلى فنائه، فلأينشتاين مقوله شهيرة تقول" أنا لا أعرف السلاح الذي سيستخدمه الإنسان في الحرب العالمية الثالثة، لكنني أعرف انه سيستخدم العصا والحجر في الحرب العالمية الرابعة"، وهذه المقولة تشير على ما يمكن أن يجلبه الإنسان على نفسه من دمار، يفضي به إلى العودة لبداياته إذا كتبت له النجاة من الدمار.
كما أشاد الأستاذ عبد الله بركات بالجهود الطيبة للعلماء المصريين الذين نبغوا في مجال الفيزياء أمثال الدكتورة سميرة موسى، والدكتور محمد عبد السلام الباكستاني المنشأ والحائز على جائزة نوبل عام 1979، والدكتور محمد النشائي، والدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 1999.
تلي الأستاذ عبد الله بركات بعد ذلك الدكتور صالح العدل الذي عرض رؤية وأهداف المؤتمر التي تتمثل في مشاركة العالم في الاحتفال بالعام الدولي للفيزياء حيث أعلنت الأمم المتحدة عام 2005 عاماً دولياً للفيزياء احتفاءً بالإنجازات العلمية التي تمكن أينشتاين من تحقيقها في عامٍ 1905، وأدت إلى تغيير مجرى البحث العلمي ومفهومنا للزمان والمكان، وأضاف أن هذا المؤتمر يعد فرصة ملائمة للاحتفال بالعالم العبقري أينشتاين، وأفكاره الذي يدين له العالم بتصوراته عن المكان والزمان.
واختتمت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بمحاضرة ألقاها الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية عن "أينشتاين"، والتي بدأها مشيرا إلى حياة اينشتين وكيف أنه وهو يبلغ من العمر 26 سنة (عام 1905) استطاع أن يكتب خمسة أبحاث غيروا التاريخ كان من بينها؛ بحث حول الجزيئات، وإضافات لنظريات حركة براون للجزيئات، ونظرية النسبية، بالإضافة إلى أهم معادلة في تاريخ الإنسانيةE=mc2 . وأكد الدكتور سراج الدين أثناء المحاضرة سبب اختيار عام 1905 العام العالمي للفيزياء وذلك لكل الانجازات والاكتشافات العظيمة التي قدمها علماء الفيزياء عامة واينشتاين خاصة للبشرية.
قام الدكتور سراج الدين بعد ذلك باستعراض أهم انجازات نيوتن مثل قوانين الحركة والجاذبية، وسلسلة من القوانين التي شرحت العديد من الظواهر الكونية اليومية المحيطة بنا، بالإضافة إلى نظرياته حول الضوء وانعكاساته.
وفي نهاية المحاضرة صرح الدكتور سراج الدين بأن مقتنيات مكتبة الإسكندرية تضم كتاباً قيما للأستاذ الدكتور مصطفى مشرفة باشا والذي يعد من أوائل الذين كتبوا عن جوانب عديدة من النظرية النسبية، وتبعه العديد من تلاميذه.
والجدير بالذكر أن مكتبة الإسكندرية نظمت في الفترة من 4-6 يونيو الماضي الجزء الأول من مؤتمر اينشتاين احتفالاً بمرور مائة عامٍ على 1905 عام أينشتاين للمعجزات"، وذلك بحضور كوكبة من العلماء والأساتذة المهتمين بعلم الفيزياء، وعدد من القيادات العالمية وحاملي جائزة نوبل في الفيزياء من شتى أنحاء العالم بهدف تبادل الأفكار والخبرات، والتعرف على أهم وأحدث الإنجازات العلمية. ناقش المؤتمر عدة موضوعات منها ما يتعلق بحياة اينشتاين العلمية والشخصية، بالإضافة إلى مجموعة من الموضوعات المتنوعة مثل؛ " حصوله على جائزة نوبل" ، و"سر عبقريته"، و"الفيزياء المعاصرة"، و"التعجيل الكوني".
وقد أقامت المكتبة على هامش المؤتمر معرضاً يضم صورًا نادرة ونسخًا طبق الأصل من وثائق هامة تحكي تفاصيل حياة ألبرت أينشتاين الإنسانية والعلمية. والمعرض تم إهداءه للمكتبة من قبل المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي (AMNA)، تحت إشراف أمين المتحف مايكل شارا، وسوف يستمر المعرض بداية من افتتاح المؤتمر في يونيو وحتى نهاية عام 2005.
|
|
|
|
المشاركين في الجلسة الافتتاحية |
|
|
الدكتور إسماعيل أثناء إلقاء كلمته |