|
افتتح الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، فعاليات ندوة "المثاقفة والترجمة والتقارب بين الشعوب" بالتعاون مع لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة بمشاركة د. حسين محمود؛ عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر ومقرر لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، ود. أشرف فراج؛ المشرف العام على سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أستاذ العلوم اللغوية المقارنة وعميد كلية الآداب بجامعة الإسكندرية الأسبق، ولفيف من أساتذة الجامعات المصرية.
أكد الدكتور أحمد زايد في كلمته أن الثقافة لها العديد من المعاني والمرادفات، ولكنه يفضل استخدام كلمة "المثاقفة" لأنها تعني التفاعل بين ثقافتين وتوحي بالتفاعل والأخذ والعطاء.
وطرح "زايد" تساؤلاً عما إذا كانت الترجمة تحقق درجة من الثقافة لأنها ترصد أحدث ما ينتجه الفكر الإنساني في المجالات المختلفة أم ما زالنا غير قادرين على التثاقف، مؤكدًا إلى الحاجة الماسة لنهضة ثقافية وخاصة في مجال الترجمة لنقل ما يُنتج في الفكر الإنساني.
وفي هذا السياق، أوضح "زايد" إن مكتبة الإسكندرية أطلقت على مدار العامين الماضيين عدد من الجوائز، منها الجائزة العالمية للقراءة والتي تخضع لمعايير دقيقة، ومن المقرر أن تطلق جائزة أخرى تخص الشباب.
فيما تحدث الدكتور أشرف فراج؛ عن مفهوم حرب اللغات والتي بدأت منذ القدم، موضحًا أن الغزو اللغوي أخذ ٣ أشكال؛ الأول الغزو الجبري الذي جاء مع الاستعمار حيث تدخل مفردات وتراكيب جديدة داخل الجسم اللغوي، ولغات قليلة حول العالم فقد نجحت في النجاة والمقاومة مثل اللغة اليونانية القديمة.
وأضاف "إن الشكل الثاني هو الغزو الطوعي، والأخير والأخطر هو الغزو الرقمي الذي بدأ بعد الحرب العالمية الثانية، وبدأ يظهر في المفهوم اللغوي غزو جديد مع قيام الولايات المتحدة الأمريكية بنشر لغتها الإنجليزية الأمريكية في المجتمعات المحلية، ومن نجح في التصدي لها حتى الأن هما فرنسا والصين".
فيما قال د. حسين محمود؛ مقرر لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، إن مفهوم المثاقفة موجود في التراث الثقافي العربي، مشيرًا إلى أن الندوة تناقش المثاقفة والترجمة من الجانب الإيجابي بمعنى التقارب وليس بمعنى الغزو والتأثير الثقافي، وموضحًا أن الثقافة لها تعريفات متعددة ولكن حجر الزاوية في شبكة المعاني هو "تثقيف الروح".
وأضاف "الثقافة في كل لغة كلمة مستخدمة في المعجم اليومي وهناك خلط قديم وكبير بين الثقافة والحضارة، وفي العربية بمعنى "ثقف" وهي كلمة لها جانب سلبي واخر إيجابي"، مشيرًا إلى أن المشكلة عند ترجمة مفاهيم الثقافة لم تكن دقيقة وكان هناك خلطًا بين اكتساب ثقافة داخلية أم اكتساب ثقافة خارجية، لذا لابد من إعادة النظر في ترجمة المصطلحات وتبنى مصطلحات اخرى مثل التثقيف والاقتباس الثقافي بدلا من المثاقفة والمصطلحات الأخرى التي تؤدي إلى الغموض.
ومن جانبها؛ تحدثت الدكتورة رشا كمال؛ وكيل كلية اللغات والترجمة جامعة بدر، عن المثاقفة في سياق الحلم الصيني، مبينه الفرق بين مفهومي المثاقفة واللامثاقفة، حيث حدثت المثاقفة في الصين عبر التواصل مع الحضارات الأخرى وبعضها حدث بدون رغبتها في فترات الاحتلال ففي عشرينيات القرن العشرين كان يحتلها ١٤ دولة، لذا بدأت في نهاية السبعينات وحتى الآن في نشر لغتها مما ساهم في تقدم حركة الترجمة.
وتابعت" ثم حدثت المثاقفة الحديثة بسبب السياحة الوافدة إلى الصين وإطلاق مبادرة الحزام والطريق، حيث ساهم ذلك في تعريف الآخرين بحضارة الصين وصورتها الحقيقية"، مشيرة إلى أن مفهوم "اللامثاقفة" مازال موجود إذ الحواجز اللغوية والثقافية بين الصين والعالم العرب مازالت موجودة رغم أعمال الترجمة.
وأختتم د. هشام درويش؛ رئيس قسم اللغة اليونانية بكلية الآداب جامعة القاهرة، باستعراض تاريخ ترجمة الأدب في العالم بداية من الحضارة اليونانية مرورًا بالفارسية والعربية والغربية، متحدثًا عن الترجمة والمثاقفة بوصفهما تفاعل ثقافي إنساني. |