تفاصيل الكتاب

in defense of shari'a

الفاسي، علال، - 1910-1974
مكتبة الاسكندرية، - 2011
الشريعة – القانون – الجماعة – الدين – الاستعمار - الإصلاح الديني.
الشريعة الإسلامية



دراسة الكتاب
محتوى الكتاب



دفاع عن الشريعة

عودة الى الكتاب

علاّل الفاسي (فاس 1910م - بوخارست 1974م)
كتاب "دفاع عن الشريعة"
هو أحد أهم رواد التجديد الإسلامي، وأحد زعماء حركة الاستقلال في المغرب العربي. ولد محمد علال الفاسي، لأسرة عربية عريقة أندلسية الأصل، هي عائلة الفاسي الفهري، وكان والده الشيخ عبد الواحد بن عبد السلام الفهري مفتيًا لفاس. دخل علال الكُتّاب حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، وعند بلوغه سن التمييز ألحقه والد بالمدرسة الناصرية الحرة في القديم من المدينة، حيث تعلم قواعد اللغة ومبادئ الدين، وقد أمل والده أن يكون ابنه الوحيد عالمًا فذًّا ممن يفخر بهم المغرب. فألحقه بالدراسة في جامع القرويين عام 1927م، وفيه تبحر على يد عدد من أكابر العلماء في علوم الشريعة واللغة حتى حاز على شهادة العالمية وهو في العشرين من عمره عام 1930م. وأخذ يلقي عددًا من الدروس التطوعية في الجامع.
وقد انخرط في العمل السياسي العام هادفًا المشاركة في تحقيق استقلال المغرب من الاستعمار الفرنسي. فكان هدفًا لملاحقة المحتلين. واعتقل عام 1930م، ثم أفرج عنه، لكن السلطات منعته من إلقاء دروسه في جامع القرويين، فارتحل إلى شمال المغرب، ثم عاد لينخرط في حركة مقاومة سرية. وعقب أحداث دامية عام 1936م أعلن عن تأسيس حزب "الكتلة الوطنية" ثم "الحزب الوطني"، واعتقله الفرنسيون عام 1937م لينفى إلى الجابون. وفي منفاه، اختير رئيسًا لحزب الاستقلال، وعقب الإفراج عنه عام 1946م. غادر إلى القاهرة ليلتقي فيها بعدد من وطنيي تونس والجزائر ويشكل معهم "لجنة تحرير المغرب العربي". ومع تصاعد حركة المطالبة باستقلال المغرب، انفصل الفاسي عن حزب الاستقلال لانتهاجه الخط الدبلوماسي في المطالبة بالاستقلال، بينما أيد الفاسي الحل الثوري المسلح.
وبعد تحقيق الاستقلال عام 1956م، وعودة السلطان محمد الخامس من منفاه، عاد الفاسي إلى حزب الاستقلال. وأخذ يدعو في الصحافة إلى استصلاح الأراضي المغربية، وعلى رأسها الصحراء التي كانت تحتلها إسبانيا. وبانفصال حزب "التحالف الوطني للقوات الشعبية" عن حزب الاستقلال عام 1959م، أصبح الفاسي رئيسًا للأخير. وفي عام 1961م، عُيَّن وزيرًا للشئون الإسلامية بيَّد أن استقال في العام التالي ليعود إلى صفوف المعارضة. ولكنه دخل البرلمان منتخبًا عام 1963م وتحالف حزبه الذي كان يرأسه مع حزب "التحالف الوطني للقوات الشعبي" ليكونا "الكتلة الوطنية" التي انحلت عام 1970م.
وإلى جانب نشاطه السياسي، كان الفاسي أكاديميًّا مرموقًا؛ فقد عُيَّن أستاذًا بكلية الشريعة التابع لجامع القرويين، كما درس في كليتي الحقوق و الآداب بجامعة محمد الخامس في الرباط، كما كان عضوًا مقررًا في لجنة مدونة الفقه الإسلامي التي تم تشكيلها عقب الاستقلال. وانتُخب عام 1971م عضوًا برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة. وقد توفي عام 1974م أثناء زيارته لرومانيا، ونُقِل جثمانه ليدفن في وطنه.
مثَّل الفاسي تيار السلفية التجديدية التي اعتنقها بعد تعرفه على فكر الإمام محمد عبده والأمير شكيب أرسلان، والمصلح المغربي الكبير ابن شعيب الدكَّالي، وكانت السلفية آنذاك دعوة لحرية الفكر ونبذ الخرافات والانغلاق الفكري وسبيل للإصلاح الاجتماعي. وقد دعا الفاسي في كتاباته إلى "عقيدة الفكر الحر، والنظر المستقل، والتآخي البشري، والكفاح ضد الطغيان"، وقد اقترن مذهب الفاسي السلفي بالدعوة الوطنية ومقارعة الاستعمار، ولم تهتم كتاباته بجوانب الماضي وقضاياه بقدر ما اهتمت بإصلاح الحاضر والنهوض بالمستقبل. وقد تجسد مشروعه الفكري والإصلاحي في كتابه "النقد الذاتي" الذي وضعه فيه رؤية إصلاحية متكاملة على كافة المستويات في إطار المنظمة الإسلامية، وقد أضفى عمله السياسي طابعًا عمليًا على مشروعه الفكري. وكان له إنتاج غزير تراوح بين المؤلفات الفكرية والسياسية والدينية والمقالات والقصائد الشعرية، كما أصدر عددًا من الجرائد والمجلات.
وتصدر مكتبة الإسكندرية لعلال الفاسي ضمن سلسلة "في الفكر النهضوي الإسلامي" كتاب "دفاع عن الشريعة" بمقدمة من الأستاذ دريسا تراوري. ويعبر هذا الكتاب عن الاتجاه السلفي التجديدي الذي تبناه الفاسي، ويتناول فيه خصائص ومميزات الشريعة الإسلامية، وبيان مدى صلاحيتها لكل زمان ومكان، وأصالتها في المجتمعات الإسلامية، ويتعرض فيه للقوانين الوضعية التي نقلها الاستعمار الأجنبي إلى هذه المجتمعات، والتي تدافع عنها النخب التحديثية.