رصد مجرة غنية في النجوم حديثة التكوين
14 يوليه 2008

 

 

رصد فريق من علماء الفلك مجرة بعيدة، تجري فيها عملية تكون النجوم بمعدلات مذهلة، تصل إلى ما يقدر بولادة 4 آلاف نجم جديد كل عام، وعلى سبيل المقارنة، الفلكيون أنه يولد في مجرتنا، مجرة الطريق اللبني، 10 نجوم جديدة في السنة.


 وهذا الاكتشاف المثير تم التوصل إليه باستخدام عدد من التلسكوبات المتطورة، منها التلسكوب الفضائي الأمريكي "سبيتزر"، الذي يرصد الكون في الأشعة تحت الحمراء، ويتبع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". ومن المثير أن هذا الاكتشاف يناقض نظرية رائجة، تصف تكون النجوم في المجرات. ووفقًا لهذه النظرية، فإن تكون النجوم في المجرات يتم تدريجيًّا، وليس من خلال تفجر عملية نشطة لتكون النجوم، كما هو مرصود في المجرة موضع الدراسة، التي أصبح الفلكيون يصفونها بأنها مجرة تتفجر بالنجوم الصغيرة، أو أنها "مجرة النجوم الوليدة".


 ويرى الباحث "بيتر كاباك"، من مركز التلسكوب "سبيتزر" العلمي، أنه: "هذه المجرة تمر بمرحلة كبيرة نشطة من تكون النجوم الجديدة، تولد فيها معظم النجوم دفعةً واحدةً. ولو أن البشر على سطح كوكبنا يولدون بنفس المعدل، فإن أغلب الأحياء الآن سيكونون في نفس العمر." و"كاباك" هو الباحث الرئيس في دراسة مفصلة لمجرة النجوم الوليدة، نشرت مؤخرًا في مجلة علمية.


 و"مجرة النجوم الوليدة"، التي تنتمي إلى طائفة من المجرات تعرف باسم المجرات المتفجرة بالنجوم، أي التي تولد فيها النجوم بمعدلات عالية، هي حامل اللقب الجديد لألمع مجرة متفجرة بالنجوم، في الكون البعيد، ولمعانها مؤشر على نشاط تكون النجوم. لقد تم اكتشاف هذه المجرة ودراستها باستخدام مجموعة من التلسكوبات التي ترصد الكون في إشعاعات متنوعة، منها الأشعة تحت الحمراء، وهي أشعة مماثلة للضوء، إلا أنها لا ترى بالعين.


 ومن الجدير بالذكر أن تلسكوب "ناسا" الفضائي "هبل" وتلسكوب "سوبارو" الياباني العملاق كان لهما السبق في رصد هذه المجرة في الضوء المنظور، وقد بدت في الصور كبقعة باهتة، بسبب بعدها الشديد.

 
إلا أنه لم يكن ممكنًا معرفة لمعان المجرة الحقيقي قبل رصدها في إشعاعات غير منظورة، هي الأشعة تحت الحمراء، والموجات تحت-الملليمترية، بواسطة التلسكوب "سبيتزر" الفضائي، وتلسكوب "ماكسويل" الأرضي، على الترتيب. والسبب في ذلك أن المجرة تكون فيها عدد كبير من النجوم صغيرة السن وشديدة اللمعان.


وعندما تولد النجوم، يكون قدر كبير من إشعاعها في الأشعة فوق البنفسجية، وينبعث منها الكثير من الغبار الكوني، الذي يمتص الأشعة فوق البنفسجية، فتزداد درجة حرارته، ويتوهج في الأشعة تحت الحمراء والأشعة تحت الملليمترية، وهو ما يجعل المجرة ساطعة لتلسكوبات الأشعة تحت الحمراء والتلسكوبات تحت الملليمترية.


وقد أجرى الباحث "كاباك" وزملاؤه أرصادًا لاحقة، باستخدام تلسكوبات أخرى، وأفادوا من قياسات في الضوء المنظور، أجريت بواسطة المرصد الأمريكي الضخم "كيك"، في جزيرة هاواي، وذلك لتقدير بعد المجرة المكتظة بالنجوم اللامعة، وقد جاء تقدير البعد مذهلاً: 12.3 بليون سنة ضوئية. إذن نحن نرى مجرة النجوم الوليدة عندما كان عمر الكون 1.3 بليون سنة فقط، وفقًا لأحدث النظريات في علم الكونيات "الكوزمولوجيا"، التي تبين أن عمر الكون يقدر بحوالي 13.7 بليون سنة.


ويبسط "كاباك" هذه الأرقام الكبيرة بمثال طريف قائلاً: "لو كان الكون في مثل عمر إنسان يقارب سن التقاعد، فسنه كانت ست سنوات في الوقت الذي نرى عليه المجرة في الصور."


لقد قام فريق الفلكيين بقياسات في الأطوال الموجية الراديوية باستخدام تلسكوب راديوي، يرصد السماء في الأطوال الموجية الراديوية، ويعرف اصطلاحًا باسم VLA، وبالإضافة إلى استخدام بيانات التلسكوب "سبيتزر" والتلسكوب "ماكسويل"، لحساب معدل ميلاد النجوم في مجرة النجوم الوليدة، ووجدوا أنه يتراوح بين 1000 و4000 نجم كل عام. وبهذا المعدل، فإن المجرة ستنمو إلى مجرة عملاقة الحجم، في نحو 50 مليون سنة، وهي فترة وجيزة بالمقاييس الكونية.


وبينما تكون المجرات في الكون القريب، أي ذات أبعاد تقل عن حوالي 500 مليون سنة ضوئية، قادرة على تكوين نجوم بمثل هذا المعدل، فإن ثاني أبعد مجرة متفجرة بالنجوم يبلغ بعدها 11.7 بليون سنة ضوئية.


لمزيد من الإطلاع، يرجى زيارة الموقع التاليين على شبكة الإنترنت:-


SST
http://www.spitzer.caltech.edu/spitzer/
JPL
www.jpl.nasa.gov/  

 
أجندة المركز
أخبار المركز

برنامج معرض مكتبة الإسكندرية للعلوم والهندسة 2023

اقرأ المزيد >>