يرصد التلسكوب الفضائي الأمريكي "هبل" الكون من الفضاء، من مدار حول الأرض، منذ عام 1990. ومؤخرًا أتم التلسكوب "هبل" مائة ألف دورة حول الأرض، بلغت مدة كل منها 90 دقيقةً تقريبًا، واحتفالاً بهذه المناسبة الكبيرة، أدار العلماء في "ناسا" هذا التلسكوب الضخم المتطور نحو جرم سماوي خلاب، هو سديم (سحابة كونية) بعيدة، يجري فيها تكون النجوم بنشاط.

لقد فحص التلسكوب "هبل" جزءًا صغيرًا من السديم، المسمى اصطلاحًا NGC 2074، ويقع بالقرب من الحشد النجمي الذي يعرف أيضًا باسم NGC 2074، ويظهر في أعلى يسار الصورة. تتم عملية ميلاد النجوم في هذه السحابة الكونية بمعدل كبير، ويعتقد أنها مستحثة بفعل انفجار نجم عملاق، كان يقع قريبًا من هذه السحابة، التي تقع في مجرة صغيرة، تابعة لمجرتنا، وتبعد عن المجرة 170 ألف سنةً ضوئية تقريبًا. تعرف هذه المجرة باسم سحابة "ماجيللان الكبرى"، لأن البحار المستكشف "فرديناند ماجيللان" كان أول أوروبي يرصد هذه المجرة الصغيرة، التي ترى بالعين المجردة كغيمة باهتة صغيرة في الليالي الصافية غير المقمرة.

تتميز مجرة ماجيللان بأنها تحتوي "سديم العنكبوت"، الذي يسمى كذلك لأنه يشبه العنكبوت في شكله، وهو سديم عملاق، براق، يقع بالقرب من السديم NGC 2074.
تم التقاط هذه الصورة في 10 أغسطس 2008، بواسطة الكاميرا WFPC 2 على متن "هبل"، والألوان في الصورة غير حقيقية، لتمثل المكونات الكيميائية للسديم، فاللون الأحمر يعود إلى ذرات الكبريت، والأخضر يمثل إشعاع ذرات الهيدروجين، أما الأزرق فيمثل إشعاع الأكسجين.

والسديم NGC 2074 سحابة تتألف من الغازات والغبار الكوني، تتوهج بفعل الأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة، التي تأتي من النجوم اللامعة حديثة التكوين. وتتاخم هذه السحابة سحابة مظلمة عملاقة، تتكون في معظمها من الجزيئات، وتوصف بأنها تحوي المادة الخام الكونية اللازمة لتكون النجوم. كذلك تؤدي الأشعة فوق البنفسجية إلى تآكل السديم تدريجيًّا.

 
لمزيد من الاطلاع، يرجى زيارة موقع التلسكوب الفضائي "هبل":-

http://hubblesite.org/