29 يوليه 2008

في كشف مثير، بين فريق من علماء الفلك الحجم الكبير واللمعان الشديد لنجم عملاق، يدور في الفضاء بالقرب من مركز المجرة، وأوضحت التقديرات أن لمعان هذا النجم الهائل يزيد على لمعان الشمس ثلاثة ملايين مرة، وهو ما يجعله ثاني ألمع نجوم مجرتنا، بعد النجم المعروف اصطلاحًا باسم "إيتا كارينا"، وهو عملاق آخر، ألمع من الشمس خمسة ملايين مرة.
وهذا العملاق المجري الجديد تم رصده بواسطة التلسكوب الفضائي الأمريكي "سبيتزر"، الذي يرصد الكون في الأشعة تحت الحمراء، وباستخدام تلسكوبات أرضية أخرى، ويعرف هذا النجم باسم "نجم سديم البيوني"، والبيوني نبات مزهر، أزهاره تشبه شكل السديم الذي يحيط بالنجم العملاق (السديم سحابة كونية ضخمة، تتكون غالبًا من الغازات والغبار الكوني). ويرى الفلكيون أن النجوم العملاقة يصعب تقدير لمعانها، ومن المحتمل أنها تتقارب جدًّا في سطوعها.
وترى الباحثة "ليديا أوسكينوفا"، وهي من الباحثين الذين أعدوا الدراسة التي حققت الاكتشاف المذهل، أنه من المحتمل أن يتم اكتشاف نجوم مماثلة أو أكثر لمعانًا من نجم البيوني في مجرتنا.
وقد كان الفلكيون يعرفون نجم البيوني، إلا أن تقدير لمعانه لم يكن سهلاً، وذلك لقربه من قلب المجرة، الذي ينتشر خلاله الغبار الكوني، الذي يعوق الأرصاد في الضوء المنظور، كما أن مركز مجرتنا يبعد حوالي 27 ألف سنة ضوئية عن الشمس. إلا أنه بفضل حساسية التلسكوب "سبيتزر" للأشعة تحت الحمراء، التي تمكن الفلكيين من النفاذ، والرؤية خلال الغبار الكوني، وبالاستعانة بأرصاد من تلسكوب أرضي متطور، تابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، تم حساب لمعان نجم البيوني.
وألمع النجوم في المجرة هي الأكبر كتلةً، ويقدر الفلكيون أن كتلة نجم البيوني كانت في الأصل تتراوح بين 150 و200 مرة قدر كتلة الشمس. واكتشاف مثل هذه النجوم العملاقة يربك الفلكيين، ويدعو إلى تغيير نظريات نشأة وتطور النجوم، فالنظريات الحالية تفيد بأنه لو تكون نجم شديد الضخامة فسوف يتحلل إلى نجمين أصغر حجمًا.
ونجم البيوني ينتمي لطائفة من النجوم الضخمة، تلفظ بعضًا من مادتها إلى الفضاء، بمعدلات وسرعات كبيرة، وتعرف باسم "نجوم ولف-رايت"، نسبة لاثنين من علماء الفلك الفرنسيين. ويزيد قطر نجم البيوني على قطر الشمس مائة مرة، أي لو وجد هذا النجم مكان الشمس، فسيكون سطحه قريبًا من كوكب عطارد، أقرب الكواكب إلى الشمس.
وفي النهاية، وكما تفيد نظريات تطور النجوم، فإن نجم البيوني سوف ينفجر، ويتمزق إربًا، وهي ظاهرة تعرف باسم السوبرنوفا، وهي من أعنف الانفجارات الكونية، ويعتقد فريق الباحثين أن نجم البيوني سوف ينفجر في غضون عدة ملايين من السنين، وهذه فترة قصيرة جدًّا بالمقاييس الكونية. ومثل هذه الانفجارات تستحث ميلاد نجوم جديدة.
لمزيد من الإطلاع، يرجى زيارة موقع التلسكوب الفضائي "سبيتزر" على شبكة الإنترنت:-
http://www.spitzer.caltech.edu/