لقاء بين الكواكب
19 مارس 2009

 

 

لقطة فريدة من التلسكوب الفضائي "هبل" الذي يدور حول الأرض على ارتفاع 600 كم تقريبًا، تبين كوكب زحل وأربعة من أقماره وهي تمر أمام قرص الكوكب، في ظاهرة مدارية نادرة، تتكرر كل نحو 15 عامًا.
صورة من: NASA, ESA, and the Hubble Heritage Team (STScI/AURA)

في كل 15 عام تقريبًا، تمر الأرض خلال مستوى حلقات كوكب زحل البديعة، وتصبح الحلقات مرئية على حافتها الرفيعة، بالنسبة لسكان كوكب الأرض. ولهذا تختفي هذه الحلقات العجيبة، في ظاهرة نادرة، تعرف باسم "عبور مستوى الحلقات" توفر فرصةً للعلماء كي يدرسوا كوكب زحل وأقماره بوضوح، وأن يكتشفوا المزيد من أقمار زحل الصغيرة، القريبة من كوكبها، التي يصعب رصدها في وهج الحلقات اللامعة. 

 أيضًا، وعندما تكون الأرض قريبة من عبور مستوى الحلقات، تمر الأقمار الأكبر لزحل أمام قرص الكوكب، لتتيح لعشاق زحل مشاهدة ظاهرة ديناميكية جميلة، تشبه ظاهرة الكسوف الشمسي. وحيث أن الأرض الآن قريبة من مستوى الحلقات، ففي يوم 24 فبراير 2009، التقط التلسكوب الفضائي "هبل" صورة لأربعة من أقمار زحل في عبورها لقرص الكوكب. والأقمار الأربعة كانت "تيتان"(قطره 5150 كم)، أكبر أقمار زحل، الذي يزيد حجمه على حجم كوكب عطارد (قطره 4880 كم)، و"ميماس" (قطره 397 كم تقريبًا)، وديوني (قطره 1126 كم)، والقمر الغامض، النشط جيولوجيًّا "إنسيلادوس" (قطره 500 كم تقريبًا).

 وفي هذا المنظر الساحر، يتألق القمر "تيتان" في لون برتقالي، بسبب انتشار عوالق صلبة في غلافه الجوي، ويرى ظل "تيتان" كنقطة داكنة كبيرة، في المنطقة القطبية الشمالية لزحل. والقمر "ميماس" يلمع كنقطة ضوئية، أسفل "تيتان" وفوق الحلقات، ويسقط ظلاً على سطح زحل، كنقطة داكنة صغيرة. أما "ديوني" و"إنسيلادوس" فيظهران كنجوم لامعة بالقرب من الحلقات، إلى اليسار، و"ديوني" هو الجرم الأكثر لمعانًا. ومثل هذه الحالة المدارية تسمى عبورًا رباعيًّا (لأربعة أقمار). تبين الصورة أيضًا بوضوح كبير أشرطة السحاب الذي يغلف كوكب زحل تمامًا، والشريط الداكن الذي يمر عبر قرص الكوكب هو ظل الحلقات على الكوكب.

 وستكون حلقات زحل مرئية على حافتها يومي 10 أغسطس 2009 و 4 سبتمبر 2009، ولكن، للأسف، سيكون زحل قريبًا جدًّا من الشمس في السماء، ومن الصعب تصويره. وفي آخر اقتراب للأرض من مستوى الحلقات، في الفترة من مايو 1995 إلى مارس 1996، كانت هناك ثلاث حالات عبور لمستوى الحلقات، وكانت جميعها متاحة للرصد بواسطة التلسكوب الفضائي "هبل"، باستخدام أجهزته الحساسة الدقيقة، فتم تصوير الحلقات وهي على حافتها، بل وساعدت صور "هبل" على اكتشاف عدد من الأقمار الصغيرة لزحل.

 تم التقاط الصورة يوم 24 فبراير 2009، عندما كان زحل على مسافة 1.25 بليون كم من الأرض، باستخدام الكاميرا WFPC 2، على متن التلسكوب الفضائي "هبل".

لمزيد من الاطلاع، يرجى زيارة الموقعين التاليين على شبكة الإنترنت:-

Hubble Site
http://hubblesite.org/
Saturn Ring Plane Crossings of 1995-1996
http://www2.jpl.nasa.gov/saturn/saturn.html
 

   
أجندة المركز
أخبار المركز

برنامج معرض مكتبة الإسكندرية للعلوم والهندسة 2023

اقرأ المزيد >>