يستمر مركز دراسات الخطوط التابع لقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية في صناعة المعرفة الأكاديمية الرصينة ونشرها على المستوى الدولي في مجالات دراسات النقوش، والخطوط، وتاريخ الكتابة؛ إذ يمثل العدد الرابع عشر لعام 2019 من حولية ’أبجديات‘ التي تصدر سنويًّا بالتعاون مع دار النشر بريل بهولندا – طفرة كمِّية ونوعية في الموضوعات والأبحاث المختلفة التي تُنشر. فقد استطاعت حولية ’أبجديات‘ منذ إصدارها الأول في عام 2006 أن تسد الثغرة القائمة في مجالات دراسات الكتابات والخطوط، بل أسهمت في نشر الاهتمام بهذا التخصص الدقيق، الذي أصبح مجالًا بحثيًّا خصبًا وثريًّا للباحثين المتخصصين، يؤطرون مناهجه المختلفة.
وقد حرصت هيئة تحرير حولية ’أبجديات‘ على تخصيص هذا العدد للنقوش الإسلامية؛ استشرافًا باختيار مدينة القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2020؛ فجاءت الأوراق البحثية متماشية مع هذا الطرح الثقافي. ويضم العدد الرابع عشر من حولية ’أبجديات‘ بين دفتيه أبحاثًا متميزة ومتنوعة تتناول موضوعات عدة ومجالات مختلفة للباحثين بلغات عدة؛ فمنها ما يتناول عرضًا جديدًا للنقوش الكتابية بالزاوية العدوية بالقاهرة (زاوية زين الدين يوسف) (697–736هـ). ومنها ما جاء بدراسات عميقة لنقوش كتابية لبعض الطرق والمذاهب الدينية على آثار القاهرة المعمارية الدينية المملوكية البحرية (648–784هـ). ومنها ما يتناول المصاحف القرآنية في جزر الملايو خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين؛ وذلك من خلال مجموعة متحف الآثار الإسلامية في ماليزيا. ومنها ما تناول التبليطات التي تُكتب الكلمات فيها بالخط الكوفي التربيعي على العمائر الإسلامية في القاهرة، بطريقة تجعل المساحة أو الخلفية بين الحروف تُقرأ ككلمات نص. ولعل أحد الأمثلة الأكثر شيوعًا لهذا النوع من التصميم هو نموذج ’محمد/ علي‘ المربع. كذلك كان من بين تلك الأبحاث ما يلقي الضوء على بعض جوانب نقوش العمائر العثمانية في اليونان ثنائية وثلاثية اللغة والأبجدية وسياقات وجودها. بالإضافة إلى أن هذا العدد قد أولى الكتابات التي ظهرت على العملات في العصر الإسلامي اهتمامًا كبيرًا؛ فزخر ببحثين يتناول الأول منهما دينارًا مزيفًا باسم الخليفة العباسي الناصر لدين الله، ضرب مدينة السلام سنة 616هـ، في حين يتناول البحث الثاني نقدين فضيين نادرين من اليمن للمختار لدين الله. كذلك كان من الأبحاث الشائقة في هذا العدد بحث تناول دراسة ونشر مجموعة جديدة من الكتابات العربية الإسلامية بجامع دير سانت كاترين بجنوب سيناء. وهذا ما يؤكد أنها حولية عالمية تضم كلَّ الأبجديات والكتابات التي ظهرت في تاريخ البشرية، مشكِّلة توازنًا لمحاور البحث العلمي كافة، ومعبرة في الوقت نفسه عن روح التنوع، وقيم الاختلاف، وثقافة استيعاب الآخر.
ملخصات الأبحاث: