رسالة من الدكتور صلاح سليمان
د.صلاح سليمان
في يوليو ٢٠٠٢ وقبل أربع سنوات فكان العاملون على مكتبة الإسكندرية يتهيئون لافتتحها رسميا في أكتوبر من ذلك العام تمت بداية هذا البرنامج. من أهم أهداف مكتبة الإسكندرية الجديدة أن تصبح كما كانت مكتبة الإسكندرية القديمة نافذة يطل العالم من خلالها على مصر وتطل منها مصر على العالم من حولها وأن تصبح مركز للتعليم والحوار والتقريب لخدمة البشرية وان تزاحم أقرانها في عصر الرقمنة وتقنيات المعلومات الجديدة.
وعلى هذا الدرب بدأت مسيرة برامج وجهت نفسها نحو أجيال جديدة هي بالقطع نصف الحاضر أو يزيد وهى بالتأكيد كل المستقبل. وتهدف تلك البرامج إلى تفجير طاقات الإبداع وتنمية حب المعرفة والعلم عند أولئك الشباب.
ومن هنا بدأنا في يوليو ٢٠٠٢ في التقرب من مجموعات من شباب بدأت تتكون ذاتيا ويلتقي أعضائها على رغبة في بناء قدرات أنفسهم كي يصبحون مصدر الحركة والتوحيد لوطن يحلمون بمكان رفيع له بين الأمم.
يحلمون اليوم ولكنهم يتسلحون بأدوات تحقيق وتفصيل هذا الحلم وجعله واقعا ملموسا في بضع سنين. لذلك بدأ منذ ذلك الحين بالمكتبة برنامج شباب من أجل بيئة مستدامة وفهم أفضل 'Youth for Environmental Sustainability and Better Understanding' أو بإختصار (كن أنت) وبالتعاون من أحد الجامعات العالمية بدأ شباب البرنامج تباعاً في تلقي مقرر دراسي عن بعد يتم خلاله توعيتهم بمشاكل البيئة العالمية و بناء قدرتهم المعرفية بمبادئ و أهمية الإدارة الوقائية للبيئة .
وعلى مدي الأعوام الأربعة مر عبر هذا البرنامج الآن من الشباب تتراوح أعمارهم بين الثالثة عشر والتاسعة عشر وأصبحوا يمثلون حلقة وصل بين البرنامج بالمكتبة وأقرانهم في المدارس والجامعات ينشرون ما تعلموه وما عرفوه واجتهدوا من أجله بين زملائهم ومعارفهم لتعلم الفائدة و تتشابك أيادي و عقول الآلاف من أجله تحقيق ما نسعى إليه جميعاً.
وها نحن اليوم نبدأ خطوة جديدة ليمتد هذا البرنامج ويصل إلى كل شبابنا في الوطن العربي نسعى به لتحفيزهم و تنمية قدراتهم الإبداعية في شتى مجالات العلم والمعرفة والمحافظة على تنمية الموارد المتاحة في الوطن العربي وزيادة ملكات وخصائل القوة والغيرة والانتماء والالتزام و التفوق وحب الوطن تحقيقاً لأحلامهم في وطن عربي يعود إلى موقع الصدارة و الازدهار و التقدم.
وها نحن سوياً نضع أولي خطواتنا على طريق نختاره للتقارب و المودة و العلم طواعية وتطوعاً و رغبة في التقدم لنا ولهذا الوطن الذي يشرفنا أن ننتمي إليه. وهي خطوة نحو إذكاء حب المعرفة والتعلم الذاتي والغير نمطي والتمرن على الوسائل الجديدة لنشر المعرفة والتواصل على بعد.
وفقنا الله جميعا لما فيه خير أمتنا
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رسالة من الدكتور مصطفي كمال طلبة
د. مصطفي كمال طلبة
الرئيس السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة
نتفق جميعاً على أن شباب اليوم هم قيادات مصر وبانيها في المستقبل.
ونتفق أيضاً أن الإعداد الجيد للشباب لتحمل مسئوليات المستقبل يشكل أهم واجبات الجيل الحالي.
قضيت معظم حياتي العاملة في مجالين أساسيين:
- .البحث العملي والتخطيط العملي
- حماية البيئة باعتبارها ومصادرها الطبيعية الركيزة الوحيدة لاستمرار عمليات التنمية وبالتالي تحقيق رفاهة الإنسان .
وكان يقلقني خلال العقود الثلاثة السابقة ما ألاحظه من قصور المنظومة التعليمية على مختلف المستويات في تدريب الشباب على أن يتبعوا الأسلوب العلمي والمنهج العملي التحليلي في ممارسة شئون حياتهم وأن يشعروا بأن نشاط كل فرد في المجتمع يؤثر سلباً أو إيجاباً على مكونات الطبيعة وبصفة خاصة على مصادر الثروة الطبيعية – الماء والأرض والهواء والمعادن وما إليها فيخرج الشاب إلى سوق العمل مستنداً إلى السطحية في ممارسة عمله – لا يعمل فكرة في تحليل ما يعرض عليه أو يتعرض إليه ولا يشعر بمسئوليته أو واجبه في التعامل الواعي مع مكونات البيئة .
وعندما استعرض معي الأستاذ الدكتور/ صلاح سليمان تفاصيل برنامج المحاضرات الذي يعده – في إطار النشاطات المتعددة الهادفة التي تقدمها مكتبة الإسكندرية – لتعريف الشباب بقضايا البيئة بالأسلوب الذي كنت أتمنى أن أراه – أسلوب شحذ فكر الشاب ليحلل كل ما يقوم به من أنشطة شخصية بطريقة علمية سليمة ليصل بنفسه إلى آثار تلك الأنشطة على مكونات البيئة المحيطة به ومقدراً للآثار التراكمية لنشاطه ونشاط غيره على مكونات البيئة في الوطن كله .
لقد عالج هذا البرنامج المتميز مصدري القلق الذي كنت أشعر به : خلق التفكير التحليلي العلمي واتباع المنهج العلمي وتأكيد الارتباط الوثيق مع البيئة والفهم الواعي لتأثير أنشطة الإنسان عليها .
إن نجاح هذا البرنامج الرائد في اجتذاب الشباب وأساتذتهم ومديري مدارسهم إلى الاشتراك فيه ثم التوسع فيه مستفيدين بأسلوب التعليم عن بعد مستخدمين في ذلك أحدث وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات – كل هذا جعلني أشعر أننا على بداية الطريق الصحيح لإعداد الشباب إعداداً جيداً لمواجهة مسئولياتهم المستقبلية في بناء هذا الوطن ورعايته وتمنيت أن يصبح هذا الأسلوب واقعاً يمارسه كل شاب وفتاه في مصر يتبناه المسئولون عن التعليم في مصر بمختلف مستوياته .