IPS2010

أعلنت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" أن السفينة الفضائية "كاسيني"، التي تدور حول كوكب زحل، سوف تحلق على ارتفاع منخفض من سطح "إنسيلادوس"، قمر زحل الجليدي، في تجربة علمية هامة، تهدف إلى قياس قوة جاذبية هذا القمر الصغير، الذي يبلغ قطره 504 كم. وفي خلال هذه المناورة الفضائية، المقرر إجراؤها في 28 أبريل الجاري، ستقوم "كاسيني" الجريئة بالطيران خلال السحابة الباردة، التي تنبعث من المنطقة القطبية الجنوبية لإنسيلادوس. وستكون أقصر مسافة بين "كاسيني" و"إنسيلادوس" حوالي 100 كم فقط، خلال هذا التحليق القريب.

ويخطط العلماء في مشروع "كاسيني" لأن يستخدموا جهاز راديوي على متن "كاسيني"، من أجل قياس جاذبية "إنسيلادوس"، ودراسة تركيبه الداخلي، عن طريق استقبال الإشارات اللاسلكية الصادرة من "كاسيني" خلال مناورتها، وهو ما قد يمكن العلماء أيضًا من كشف طبيعة مصدر السحابة الباردة، التي تنبعث من "إنسيلادوس".

صورة مقربة من السفينة الفضائية "كاسيني" تبين السحابة الباردة التي تنبعث من القمر "إنسيلادوس"
صورة من: NASA/JPL/Space Science Institute

وهذه السحابة الباردة تتكون من بخار الماء وجسيمات عضوية، وتتفجر من شقوق طولية، تسمى "خطوط النمر"، لأنها تشبه في شكلها الخطوط المميزة لفراء النمر. وهذا النشاط الجيولوجي يسمى "البراكين الباردة"، لأنه يشمل لفظ مواد باردة من باطن "إنسيلادوس". وقد تم اكتشاف براكين "إنسيلادوس" الباردة بواسطة "كاسيني" في عام 2005. ويعتقد العلماء بوجود محيط أو بحيرة كبيرة من الماء المالح تحت سطح "إنسيلادوس".

و"إنسيلادوس" قمر جليدي صغير، يدور حول زحل مرةً كل 1.37 يوم، أو 32.9 ساعة، على مسافة متوسطة تبلغ حوالي 240 ألف كم. ومثل قمر الأرض (قطره 3476 كم)، يواجه "إنسيلادوس" كوكبه بوجه واحد باستمرار. ومن الطريف، أنه في الأساطير الإغريقية كان "إنسيلادوس" كائنًا عملاقًا، وأخًا لكرونوس (زحل)، كبير العمالقة.

ومهمة "كاسيني" مشروع مشترك بين "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية "إيسا" ووكالة الفضاء الإيطالية. ويتولى "معمل الدفع النفاث"، التابع لمعهد "كالتك" الأمريكي، تشغيل المركبة "كاسيني" لصالح "ناسا".
لمزيد من الإطلاع، يرجى زيارة موقعي السفينة "كاسيني" على شبكة الإنترنت:-
The Cassini Mission Websites
http://www.nasa.gov/cassini
http://saturn.jpl.nasa.gov

أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك