Speaker Details
Dr Sami Saleh Abd al-Malik + Dr Ramla El Hasaery
كلية العلوم الانسانية والاجتماعية – جامعة تونس/ وزارة الآثار – مصر
Presentation Abstract:
نقش إنشاء قنطرة مجاز الباب بتونس( رجب 1088هـ/ 30 أغسطس – 28 سبتمبر 1677م )
” دراسة في النقوش والآثار “
هذا النقش هو نقش إنشائي هام يُؤرخ لإنشاء وعمارة قنطرة مدينة مجاز الباب على وادي مجردة في منطقة مجاز الباب بتونس، وتأتى أهمية هذا النقش في أن نقوش تسهيل الطُرُّق وتشييد القناطر من النقوش القليلة في الحضارة والعمارة الإسلامية.وقد أسس هذه القنطرة المورسيكيون الأندلسيون اثر طردهم خلال الهجرة الأندلسية الأخيرة في عهد الأمير مراد بن محمد بن مراد الأول ( 1086-1111هـ/1675-1699م ) على أنقاض جسر عتيق، وذلك من أجل تسهيل عبور الناس فيما بين مدينة مجاز الباب والحدائق المجاورة كتستور والسلوقية وغيرها؛ أدخلت على القنطرة بعض الإصلاحات نظراً لما خلفته الصراعات الفرنسية الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية حيث تم ترميم هذه القنطرة في سنة 1121هـ/1709م حسب نقش مثبت هناك، كما تم تعميرها كذلك في عام 1943م.ونظراً لما يتميز به وادي مجردة الذي يشق كامل البلاد التونسية والمتأتي من البلاد الجزائرية من فيضانات وأمام خبرة الأندلسيين في مجال المنشآت المائية كانت القنطرة متميزة معمارياً: ارتفاع وسطها وانخفاض طرفيها، وذلك من أجل تجنب ارتفاع المياه الذي يؤدي إلى إتلاف الأراضي الفلاحية على ضفاف الوادي. وقد استعمل في تشييدها الحجارة الجيرية ذات اللون الأصفر المقطوعة والمصقولة جيداً، وهي تتكون من سبعة عقود " أقواس " كبيرة الحجم أكثرها ارتفاعاً أوسطها، وهي ترتكز على دعامات مربعة ضخمة محكمة التأسيس مدببة من جهة جريان المياه لتساعد على انشطار المياه وكسر حده السيول لتخفيف قوة ضغط المياه على الدعائم الحاملة، لأجل حمايتها القنطرة من الانهيار خاصة عند حدوث سيول قويه وهي ما تتميز به المنطقة؛ وهي قنطرة مزدوجة الوظيفة بمثابة قنطرة لتسهيل عبور المشاة والدواب بين شطري الوادي، وجسر حاجز يستخدم لحجز المياه لاستخدامها في الأغراض الزراعية.والنقش الإنشائي مُثبت في منتصف أحد جوانب الأكتاف الحامية للسير على القنطرة، ونُفذ النقش على بلاط من الرخام مستطيل رأسي الوضع، يشتمل على عشرة أسطر بخط الثلث المركب والمتقن والمجود والمنقوط والمشكل، وجاء في صورة قصيدة داليه منظمومة، قُسمت على شطرين، كُتبت أبياتها داخل إطار مقسم إلى خرطوشات مفصصة ومدببة الحواف، حيث يبدأ النص في الأعلى بالسطر الأول الذي توجد فيه البسملة مفردة بخط جميل، ثم البيت الأول يتضمن العمل الذي تم وهو قنطرة، واسم الأمير الذي أمر بإنشاء القنطرة في عهده مراد بن محمد بن مراد؛ وفي البيت الثاني وصف القنطرة بأنها حسنة ومتقنة وبأن ليس لها نظير في كل البلاد؛ ثم في البيت الثالث الدعاء لله بقبول هذا العمل الذي كان الهدف منه اجتياز أهل القرية الوادي؛ وفي البيت الرابع الشاعر يتمنى للأمير بهذا العمل أن يمن الله عليه بالعفو والمغفرة يوم المعاد؛ وفي البيت الخامس يُؤرخ للانتهاء من عمارة القنطرة في شهر رجب من سنة 1088هـ التي جاءت في البيت السادس كتابةً وفي نهاية النقش كانت بالأرقام؛ والبيت السابع فيه بقيه تاريخ النقش والشفاعة؛ والبيت الثامن فيه ختام بالصلاة والسلام على رسول الله ؛ ثم يختتم النص الإنشائي بتاريخ النقش العام وهو سنة 1088هـ.وسيتم دراسة نقوش القناطر الإسلامية التي وجدت سواء في شرق العالم الإسلامي أو غربه، ومقارنتها مع نقش هذه القنطرة من حيث الشكل والمضمون، كما سيتطرق البحث لعمارة القناطر في العمارة الإسلامية كمظهر من المظاهر الدالة على رقي الحضارة المدنية الإسلامية.