Speaker Details
Dr Asmhri El-Mahfoud
المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ـ المغرب
Presentation Abstract:
نقائش الكتابة الأمازيغية القديمة بالمغرب
تؤكد عدة معطيات تاريخية أن اللغة الأمازيغية (الليبية) التي كانت متداولة في العصر القديم بالمجال الممتد بين المحيط الأطلسي والنيل وبين البحر المتوسط والصحراء، تم تدوينها أول مرة بألفبائية ليست نسخة مطابقة الأصل لأي من الأبجديات المستعملة في الحوض المتوسطي القديم. أطلقت الدراسات العلمية المتخصصة على هذه الألفبائية عدة تسميات أكثرها تداولا هي الكتابة الليبية (Le libyque)، لأن الأمازيغ عرفوا في بداية التاريخ بالاسم الذي أطلقه عليهم الإغريق، وهو الليبيين (Les Libyens). كما أطلق على هذه الألفبائية أحيانا اسم تِيفِينَّاغْ القديمة، تميزا لها عن تِيفِينَّاغْ الحالية، الاسم الذي ما يزال الطوارق، أمازيغ الصحراء، يطلقونه على كتابتهم الأمازيغية التي استعملوها منذ العصر القديم.في المغرب، تم العثور على عدة نقائش للكتابة الأمازيغية القديمة، سواء بمواقع المدن القديمة (ليِكْسُوسْ، تَمُودَا، وَلِيلِي) الموجودة شمال المملكة أو بمواقع الفن الصخري وسط البلاد وجنوبه. ورغم أن عدد هذه النقائش قليل، فإن توزيعها المجالي يبين أن الكتابة ليست مقتصرة على المناطق المحاذية للبحر المتوسط، بل نجدها حتى في المناطق الداخلية البعيدة عن التأثيرات المتوسطية. أما تاريخها، فرغم الصعوبات التي تعترض تأريخها بشكل دقيق، فإنها تعود إما إلى القرون الثلاثة الأولى للميلاد، وإما إلى النصف الثاني من الألف الأخير قبل الميلاد. هكذا، فالمداخلة تتوخى إبراز خصوصيات الكتابات الأمازيغية المكتشفة بالمجال المغربي وأوجه تشابهها واختلافها مع مثيلاتها في شمال إفريقيا.