مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط
منذ أن أنشأ الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية عاشت المدينة عصرين ذهبيين، أحدهما ثقافي والآخر تاريخي. وخلال العصر الكلاسيكي كانت مدينة الإسكندرية هي العاصمة المتوجة للعالم القديم وأيضًا مركزًا للإشعاع الثقافي به. وقد ساهم موقع المدينة في أن تصبح حضارة متوسطية لها شأنها في هذا الوقت، وأثرى نموها الثقافي الذي نفد إلى كل أرجاء المنطقة. وخلال القرون الوسطى حافظت الإسكندرية على علاقتها القوية وتبادل الثقافات مع العالم الإسلامي وعالم البحر المتوسط (مثال الأندلس، المغرب، الشام، تركيا، فينيسيا، جنوة، واليونان، وقبرص).
بدأت الفترة الثانية لازدهار المدينة منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، وقد أطلق على هذه الفترة عصر الجاليات المختلفة بالمدينة أو العصر الذهبي للمدينة. ومرة أخرى أدى النمو الثقافي للمدينة بجانب تعدد العرقيات بها إلى ازدهارها وإحيائها من مدينة مهملة طواها النسيان إلى أن تصبح العاصمة الثانية لمصر، وتحقق رؤية الإسكندر لها حين أصدر أوامره بإنشائها لتصبح العاصمة الأولى ومهدًا للثقافة والتجارة والفن، وتدعم روح العالمية والتنوع والتعددية والتفاعل البناء.
ويهدف مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط إلى إحياء الدور التاريخي للإسكندرية، وإلى رفع شأن الثقافة السكندرية وكل ما هو سكندري، من خلال إعادة اكتشاف روح التنوع، والتسامح والتعاون في هذه المدينة. وهكذا تكون مهمة مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط هي توثيق ونشر الثقافة السكندرية وثقافة البحر المتوسط، وفي ذات الوقت تشجيع الحوار والتفاهم المتبادل. وسوف يركز على التطور الاقتصادي، والتعاون والدعم اللازم لنشر هذه المبادئ. ويُركز مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط على البحث عن تراث الإسكندرية والبحر المتوسط المادي والمعنوي وتوثيقه، وذلك بهدف دعم الحوار والتبادل في المنطقة. ويسعى المركز إلى الحفاظ على التطورات القديمة لمدينة الإسكندرية ودعم التنمية المستقبلية عن طريق إجراء الأبحاث وإقامة المؤتمرات والمعارض.
وينظم المركز عمل اللجان التي شكلها المحافظ لتحديد المباني التاريخية. وقد أنتج الخرائط الإلكترونية وقواعد البيانات الخاصة بالمباني والشوارع والأحياء السكنية والأعمال الفنية من خلال نظم المعلومات الجغرافية. وتمت الموافقة على كتالوج التراث السكندري بناءً على القرار رقم ٢٧٨ لسنة ٢٠٠٨ الصادر في ٣١ يناير ٢٠٠٨.
ويهتم المركز أيضًا بالتنمية العمرانية، حيث يدعم جهود محافظة الإسكندرية في البحث وكتابة تقارير مفصلة عن أهم معالم البيئة السكندرية؛ مثل: الإسكان والصناعة والسياحة والتخطيط والتوزيع العمراني والقضايا البيئية والزراعة.
ولمركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط برنامج نشر نشط يغطي مجالات متعددة ويصل إلى جمهور عريض من الباحثين والعامة على حد سواء. وتركز الدراسات الصادرة عن المركز على موضوعات متعلقة بالإسكندرية؛ من تاريخ وثقافة ومجتمع، كما تتضمن مذكرات وسيرًا ذاتية لأشخاص ارتبطوا بالمدينة. وقد أصدر المركز أيضًا كتبًا عن تاريخ السينما في الإسكندرية، وتراثها الشفهي وكذلك عن المطبخ السكندري.
وتوثق المجلة الدورية للمركز أخباره وأنشطته، بجانب مقالات متعددة تغطي موضوعات متعلقة بالإسكندرية ومنطقة البحر المتوسط؛ حيث يضم التصميم الجذاب للنشرة الإلكترونية جوانب مختلفة للمدينة وشعبها في الماضي والحاضر للقراء في الداخل والخارج.
الموقع الإلكتروني: http://www.bibalex.org/alexmed