إن التطور الكبير في وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد أتاح الوصول بشكل فعال وسريع إلى البيانات لقطاع عريض من المستخدمين. ومما لا شك فيه، وتواكبًا مع العصر الحديث، فإن تعلم الهيروغليفية من خلال مواقع شبكة الإنترنت يبدو أسهل بكثير وأسرع من البحث في كثير من الكتب. لذلك فإن الفائدة الرئيسة من إنشاء موقع لتعليم الهيروغليفية على شبكة الإنترنت هي دعم التعليم والتعلم والبحث عن اللغة المصرية القديمة؛ حيث تم تصميم هذا الموقع ليكون نموذجًا للمواقع الإلكترونية والتي أصبحت واحدة من الأدوات الهامة في التعليم الإلكتروني.
وكخطوة تنفيذية، تبنَّى الموقع هدفًا أساسيًّا وهو إعداد قاموس للعلامات الهيروغليفية باللغتين العربية والإنجليزية؛ وذلك بسبب ندرة مواقع تعليم الهيروغليفية التي تستهدف الجمهور الناطق باللغة العربية. وهو قاموس طويل الأجل يتم تزويده بشكل مستمر مع استمرارية زيادة العلامات والكلمات والموضوعات التعليمية الأخرى. ويحتوي القاموس على أكثر من 5000 كلمة، ومازال العمل جاريًا لزيادة عدد الكلمات.
كذلك تمت إضافة عدد من الدروس المرتبطة بقواعد اللغة المصرية القديمة والتي أُعدت بكفاءة عالية لتناسب المبتدئين. وتم ترتيبها بشكل تدريجي وفقًا لاستخدامها. ولقد اهتمت هذه الدروس بالتركيز على الكتابة المصرية القديمة التي تضم العلامات الأحادية، والعلامات ثنائية الحروف والعلامات ثلاثية الحروف، وكذلك اتجاه الكتابة المصرية القديمة، والمخصص، والمتمم الصوتي، والطرق المختلفة لكتابة نفس الكلمة.
وفي نفس السياق، تمت إضافة موضوعات أخرى تتناول كيفية استخدام المصريين القدماء للأرقام والأسماء، والصفات، والضمائر الشخصية. وكان من المهم أيضًا إعداد نبذة للمبتدئين والمهتمين عن الألقاب في مصر القديمة وصيغ القرابين. ولقد صاحبت هذه الدروس مجموعة من الاختبارات التفاعلية لتمكين المستخدم من تطبيق ما درسه. وتم إعداد هذه الاختبارات على مستويين وتم ترتيبها وفقًا لدرجة صعوبتها.
بالإضافة إلى ذلك، فقد تم إثراء الموقع أيضًا بعدد من الموضوعات المختارة والتي تتعلق بالحضارة المصرية القديمة لإعطاء القارئ معلومات كاملة عن التاريخ المصري القديم. وكان حجر رشيد وقصة اكتشافه أحد الموضوعات الهامة التي أُعدت بشكل خاص. وصاحبها تقديم نبذة عن جهود العلماء العرب في فك رموز اللغة المصرية القديمة. بالإضافة إلى الأسماء التي عُرفت بها مصر القديمة، والألقاب الملكية، والآلهة الجنائزية المصرية، فكانت من بين الموضوعات المختارة أيضًا.
ولقد أُثري الموقع أيضًا بدليل عملي لقراءة النصوص المصرية القديمة من خلال "دعنا نقرأ"؛ حيث يساعد المستخدم لاستكشاف الصور والتعرف على العلامات الهيروغليفية بسهولة؛ حتى يقرأ النص بمفرده. ويرافق هذه الصور الدلالة الصوتية والترجمة للنص.
الجدير بالذكر أن هذا المشروع غير تجاري يهدف إلى بناء المعرفة في العالم من خلال مواقع التعليم الإلكتروني لتعليم الهيروغليفية. بالإضافة إلى ذلك، فإنه قد تم مراجعة المادة العلمية لهذا الموقع، والتي أعدها أساتذة متخصصون في علم المصريات اعتمادًا على العديد من المراجع العلمية الهامة. ومن ضمنها:
- عبد الحليم نور الدين، اللغة المصرية القديمة (القاهرة، 1998).
- عبد المحسن بكير، قواعد اللغة المصرية القديمة في عصرها الذهبي (القاهرة، 1982).
- برناديت موني، المعجم الوجيز في اللغة المصرية بالخط الهيروغليفي، ترجمة ماهر جويجاتي (القاهرة، 1999).
- A. H. Gardiner, Egyptian Grammar (Oxford,1973).
- J. P. Allen, Middle Egyptian: An Introduction to the Language and Culture of Hieroglyphs (Cambridge, 2010).
- M. Collier and B. Manley, How to Read Egyptian Hieroglyphs (London, 1998).
- R. O. Faulkner, A Concise Dictionary of Middle Egyptian (Oxford, 1964).
- A. Erman and H. Grapow, Wörterbuch der aegyptischen Sprache (Berlin, 1971).
- P. Dickson,
Dictionary of Middle Egyptian in Gardiner Code
(California, 2006).
- O. El Daly, The Missing Millennium. Ancient Egypt in Medieval Arabic Writings (London, 2005)