وجدت الأسطورة في الحياة قبل الحقائق بزمن بعيد؛ فمنذ فجر الخليقة استخدم الإنسان الأسطورة لتفسير كل أنواع الظواهر المحيرة. وعلى مر آلاف السنين، تطورت الأساطير، وتشعبت، وتداخلت؛ لتشكل شبكة محكمة من الخيال لا تزال تقيد الإنسان على الرغم من التقدم والاستكشاف العلمي الهائل.
حقًّا، فإن عباءة الأسطورة تكاد تستحيل إزاحتها؛ ببساطة لأن الأساطير متأصلة في طبيعتنا ووعينا الثقافي. لماذا؟ لأن الأساطير عادةً ما تكون أكثر جذبًا وتشويقًا وإثارة من الحقائق الصريحة؛ فنميل بطبيعتنا إلى تفضيل المبالغة والدراما. والمثير للسخرية أنه إذا استثمر الناس في البحث وراء الحقائق، فإنهم سيجدونها أكثر بهرًا بكثير من الأساطير؛ فما علينا إلا أن نزيح عنها الستار ونجمع أجزاءَها بشكل صحيح. هنا يأتي دور العلم، وعلينا بصفتنا موصلين للعلوم أن نوصل روعة الحقائق؛ لمساعدة الجمهور على تبديد سحر الأساطير وخلع عباءة الخيال.