تفاصيل الكتاب

the surest path to knowing conditions of nations

التونسي، خير الدين، - 1225-1308 هـ
دار الكتاب المصرى، - 2012
الدولة العثمانية – أوروبا – آسيا – إفريقية – جزر الأوقيانوس – التمدن – التنظيمات – المخترعات – التمدن - النهضة.
السياسة








أقوم المسالك فى معرفة أحوال الممالك

عودة الى الكتاب

خير الدين التونسي (1822م – الآستانة 1890م)
كتاب "أقْوم المسالك في معرفة أحوال الممالك"
خير الدين التونسي هو أحد أعلام النهضة العربية الحديثة. لكن تاريخ مولده مختلف عليه ما بين 1820م و1822م و1823م. أصله جركسي. وقد اختُطِف في صغره بعد إحدى المعارك العثمانية ضد روسيا، فقضى طفولته خادمًا لأحد أعيان الآستانة، ثم أهدِيَ إلى باي (حاكم) تونس عام 1839م، فدرس العلوم اللغوية والإسلامية هناك، وأتقن الفرنسية وفنون الحرب. وفي عام 1846م اصطحبه باي أحمد في أول زيارة رسمية لفرنسا، ثم أرسله بمفرده إلى فرنسا في مهمة خاصة امتدت من عام 1853م إلى 1856م، فاستطاع في هذه السنوات أن يستوعب روح الحضارة الفرنسية، ويدرك الفجوة بينها وبين بلاد المسلمين.
وفي عهد محمد باي تولّى وزارة البحرية. ولقربه من الباي، ساهم في معركة الإصلاح التي كانت أهم الأحداث الحاسمة بتونس في تلك الفترة؛ حيث حاول تأسيس أول نظام دستوري تونسي حين حاول محمد باي الاستقلال بتونس عن الدولة العثمانية. وقد استمر نجم التونسي في الصعود أيام الصادق باي، حتى أصبح رئيسًا للمجلس الأكبر، وهو مجلس مستشاري الباي، فاستغل هذه الحظوة مع عدد من أنصاره حتى صدر أول دستور عربي إسلامي عام 1861م، ثم لم يلبث أن اختلف مع الباي وعدد من رجاله حول بعض القضايا المهمة، فاستقال من جميع مناصبه في العام التالي وإنْ حافظ على صلة جيدة بالباي الذي ظل يستشيره ويرسله في سفاراته الخارجية؛ مما عمّق فهمه للحضارة الأوروبية.
ومع ابتعاد التونسي عن المناصب الرسمية، تفرّغ للتأمل وتأليف كتابه "أقوم المسالك"، بينما تدهورت الأوضاع السياسية والاقتصادية حتى أشرفت تونس على الإفلاس، وأسرفت في الاقتراض من الدول الأوروبية، فعاد للعمل السياسي وعيّن رئيسًا للجنة تصفية ديون تونس، ثم نائبًا للوزير الأكبر، ثم وزيرًا أكبر من عام 1873م إلى عام 1877م حيث جُرّد من مناصبه، فقد شعر الباي بأنه يفقد هو وحاشيته حريتهم في التصرف بأملاك وأموال الدولة وتبذيرها، بسبب إصلاحات التونسي على مستوى مؤسسات الدولة والاقتصاد والتعليم والقضاء.
وفي الآستانة، لم يكن حظه أوفر مع السلطان عبد الحميد الثاني، الذي اختاره صدرًا أعظم لمدة شهور معدودة، ثم عزله فاعتزل السياسة تمامًا، لأنه تقدم للسلطان ببرنامج إصلاحي لم يَرُقْ له لأنه يتأسّس على مبدأ الحكومة الوطنية وليس الفرد المستبد.
ومن الجدير بالذكر أن التونسي كان ينتقي مشاهداته في أوروبا بعين إصلاحية واعية، فأثبتَ أن أوروبا مرت بعصور مظلمة، حتى قررت تغيير أنظمة حكمها، فتطورت ونهضت. وكان بذلك حريصًا على إقناع قارئه بضرورة استقدام بعض النظم الأوروبية حتى نبدأ طريق نهضتنا؛ وهذا ما سمّاه بالاقتباس، الذي اعتبره شرطًا أساسيًّا لأي نهضة، فكل حضارة تقتبس من الحضارات السابقة لها.
وتقوم مكتبة الإسكندرية بنشر كتابه الأشهر "أقْوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" ضمن مشروعها "في الفكر النهضوي الإسلامي"، بمقدمة وافية للدكتور محمد الحداد.