إذا كنت مغامرًا ومن محبي الطبيعة، فعليك أن تضع جزر جالاباجوس على قائمة أمنياتك. بالإضافة إلى الحياة البرية اللطيفة وقلة عدد الحيوانات المفترسة، تعج هذه الجزر بمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات المتوطنة. هذا يعني أنها غير موجودة في أي مكان آخر في العالم، وذلك بسبب انعزال الجزر جغرافيًّا.
يقع أرخبيل جالاباجوس على بعد 1,000 كيلومتر من الساحل الإكوادوري في المحيط الهادئ، ويتكون من 13 جزيرة رئيسية، وسبع جزر أصغر، ونحو 125 جزيرة صغيرة. تُعد هذه الجزر من أنشط المناطق بركانيًّا في العالم. فساعد النشاط الزلزالي والبركاني المتكرر في تكوين المناظر الطبيعية الجبلية الوعرة لجزر جالاباجوس. ولا تزال هناك براكين نشطة عبر الجزر تؤثر في الجزر وتضعها في حالة تغيير مع ظهور جزر جديدة أو غرق بعضها.
وفقًا لليونسكو، يُعد أرخبيل جالاباجوس من أكثر المناطق الفريدة، وله أهمية علمية وحيوية متميزة على كوكب الأرض. فتتميز جزر جالاباجوس بالتنوع الحيوي الثري وذلك لاختلاف مناطق الموائل الموجودة على هذه الجزر. وقد ساعدت الظروف البيئية في تكوين هذا النظام البيئي الفريد وأثر المناخ في الحيوانات والنباتات.
هناك نظريات عدة حول طبيعة الحيوانات والنباتات في جزر جالاباجوس. والاعتقاد الأكثر شيوعًا هو أن الأنواع الأصلية التي تطورت في هذا النظام البيئي الفريد وصلت إلى هذه الجزر من الجزر المحيطة على النباتات الطائفة على المياه أو النفايات أو عن طريق الرياح والعواصف والتيارات البحرية. كان من الأسهل على الطيور أن تصل إلى الجزر أكثر من الزواحف أو الثدييات، التي يمكن أن تستغرق أيامًا أو حتى شهورًا في البحر، و لم ينجُ عدد كبير منها.
الإجوانا البرية
من أشهر الأنواع المتوطنة في جزر جالاباجوس الإجوانا البرية، التي تُعد واحدة من كبرى السحالي في العالم. قد يصل طولها إلى متر ونصف، وقد يصل وزنها إلى 13 كيلو جرامًا، وذلك يعتمد على الجزيرة التي تعيش عليها. تتميز الإجوانا باللون الأصفر مع بقع سوداء وبيضاء وبنية؛ رأسها قصير وأرجلها الخلفية قوية، مع وجود مخالب حادة على أطراف قدميها. على الرغم من أنها قد تبدو مرعبة، إلا أنها من الحيوانات الآكلة للعشب التي تتغذى على أوراق الكمثرى والفاكهة. ويمكن رؤيتها على الجزر على مدار السنة ولها علاقة تكافلية مع الطيور؛ حيث تزيل الطيور الطفيليات والقراد من جسم الإجوانا، مما يوفر الغذاء للطيور. التهديد الرئيسي الذي يواجه الإجوانا البرية على جزر جالاباجوس الإنفجارات البركانية أو حالات الجفاف الدورية.
.jpg)
طائر الغاق الذي لا يطير
نوع متوطن آخر هو «طائر الغاق الذي لا يطير» المعروف أيضًا باسم غاقة جالاباجوس، والذي يشتهر بعدم الطيران. إنه النوع الوحيد من بين 29 نوعًا من طيور الغاق الذي لا يستطيع الطيران؛ يبلغ حجم أجنحته ثلث حجم الأجنحة التي يحتاجها الطائر للطيران. كذلك، فإن حجم العارضة على عظام الصدر، التي تربط العضلات الكبيرة اللازمة للطيران، أصغر كثيرًا. ومع ذلك فإن طيور الغاق تستخدم أجنحتها من أجل التوازن في أثناء القفز من صخرة إلى أخرى. يتراوح طول طائر الغاق من 90 إلى 100 سم، وقد يصل وزنه إلى 5 كيلو جرامات، مما يجعله أثقل طيور الغاق في العالم. تشد طيور الغاق أجنحتها وتغوص في المحيط للحصول على الطعام، مثل الأخطبوط وثعبان البحر والسمك الصخري.
.png)
المراجع
galapagosconservation.org.uk
gogalapagos.com
nationalgeographic.com
national-parks.org
whc.unesco.org
هذ المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في مجلة كوكب العلم، عدد ربيع 2022 «النظم البيئية والحياة: على اليابسة»