تعزيز المناعة لمحاربة الفيروسات

شارك

يبحث الناس دائمًا عن أفضل السبل لتحسين صحتهم وتعزيز جهازهم المناعي؛ فمنهم من يلجأ إلى استخدام الأعشاب والأدوية البديلة أو العلاج الطبيعي، ومنهم من يتناول المكملات الغذائية، ومنهم من يحرص على تعديل أنظمته الغذائية.

المكملات الغذائية مقابل الغذاء

توجد بعض الحالات الطبية التي تستدعي تناول المكملات الغذائية لتعويض عناصر غذائية يفشل الجسم في امتصاصها. فعلى سبيل المثال، في بعض أنواع فقر الدم، لا يستطيع الجسم امتصاص فيتامين (ب 12)؛ ولعلاج هذا الأمر، توصف جرعات من حقن فيتامين (ب 12). كذلك تحتاج الحوامل إلى جرعات أكبر من حمض الفوليك، لذلك يتناولن مكملات غذائية تحتوي عليه. حتى عند إصابتك بنزلة برد، يوصى بتناول مكملات فيتامين (ج).

ومع ذلك، يجب ألا تحل المكملات الغذائية محل العناصر الغذائية وفوائد تناول الطعام. علاوة على ذلك، لا يمكن تناول المكملات الغذائية بدون جرعات محددة؛ لأنه وفقًا لبعض الدراسات، فإن الإفراط في تناولها مرتبط ببعض المشكلات الصحية. عند تناول هذه المكملات، يحتفظ الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة وعادة ما يتخلص من العناصر الغذائية الزائدة. والفيتامينات القابلة للذوبان في الماء مثل فيتامين (ج) وكل فيتامينات (ب) يُتَخَلَّص منها بسهولة من الجسم، على عكس الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، مثل فيتامين (أ)، وفيتامين (د)، وفيتامين (ه)، فتخزن في أنسجة الجسم.

نظرًا لأن الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون يمكنها أن تبقى في الجسم لفترة أطول، فإن تناول جرعات عالية منها يمكن أن يؤدي إلى التسمم، بالإضافة إلى آثار جانبية أخرى مرغوب عنها. فقد يؤدي تناول كميات كبيرة من مكملات فيتامين (د) إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم؛ ما قد يؤدي إلى تلف الأعضاء، بالإضافة إلى فقدان الوزن والشهية وعدم انتظام ضربات القلب. وقد تتداخل الجرعات العالية من مكملات فيتامين (ه) مع تخثر الدم؛ ما قد يؤدي إلى حدوث نزيف وسكتات دماغية نزفية. على الرغم من سهولة التخلص من فيتامين (ج) عن طريق البول، فتناول جرعات كبيرة منه يمكن أن يسبب بعض المشكلات مثل: الإسهال، والغثيان، والقيء، وحرقة المعدة، وتشنجات البطن، والصداع.

طرق أخرى لتعزيز جهاز المناعة

إلى جانب الحفاظ على تناول نظام غذائي متوازن مليء بالعناصر الغذائية المهمة التي تعزز المناعة، توجد بعض التوصيات الأخرى التي قد تساعد على تحسين حالتك الصحية العامة؛ ومن ثم تساعد على تحسين جهاز المناعة في النهاية. بادئ ذي بدء، يجب أن تنام جيدًا؛ نحو 7–8 ساعات يوميًّا. فتؤدي قلة النوم إلى التعب والإرهاق؛ ما قد يمنع جسمك من العمل بطريقة صحيحة، وهو الذي سيؤثر بدوره في جهاز المناعة. تجنب التدخين؛ فالتدخين يؤثر مباشرة في جهاز المناعة. حاول أن تمارس الرياضة بانتظام؛ ولو تمشي يوميًّا لمدة 30 دقيقة. تساعد التمارين الرياضية الخفيفة على إزالة السموم من الجسم، وتساعد على التخلص من التوتر. وكذلك تساعد ممارسة الرياضة بانتظام على تحسين التمثيل الغذائي المرتبط بجهاز المناعة.

في النهاية، يجب أن نضع في الاعتبار أن تناول الوجبات الصحية أو المكملات الغذائية، أو الحفاظ على نمط حياة صحي، لن يمنعنا من الإصابة الفيروسات، ولن يعالجنا منها أيضًا. فهذه ليست سوى وسيلة من بين وسائل عديدة لمساعدة جندي الدفاع في الخطوط الأمامية –جهازنا المناعي– على القيام بدوره في مكافحة أي مرض.

المراجع

bbc.com
healthline.com
mayoclinic.org
medicalnewstoday.com
webmd.com


هذا المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في مجلة كوكب العلم، عدد شتاء/ ربيع 2021. 


Cover image by Freepik

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية