مُعضلة التعليم

شارك

يُعَد التعليم أهم عناصر تقدم أي دولة؛ لأنه مسئول عن تربية شعوب مثقفة ملمة بالمعرفة، أو أجيال غافلة رغم تخرجها في المدارس والجامعات. فينبغي أن تكون إعادة هيكلة المنظومة التعليمية على رأس قائمة أولويات أية دولة.

وللحصول على مستوى تعليمي ممتاز ومستدام في الوقت نفسه، توجد ثلاث عوامل رئيسية، وهي: اختيار الأشخاص المناسبين للعمل بالتدريس؛ وتطوير مهارات المدرسين ليصبحوا معلمين فعَّالين؛ والتأكد من أن النظام التعليمي قادر على تقديم أفضل مستوى تعليمي ممكن للطالب.

أحد الأسباب الرئيسية وراء مشكلات التعليم، البيئة غير الصحية التي يعمل فيها المعلم. فقد تكتظ الفصول في معظم المدارس بالطلاب؛ فيضم كل فصل نحو ستين طالبًا إن لم يكن أكثر. وكذلك لا يتناسب دخل المعلم مع متطلبات الحياة؛ فلا يُمَكِّنُه من الحصول على مستوى معيشي مناسب، مما أدى بدوره لتفشي ظاهرة الدروس الخصوصية.

علاوة على ذلك، ينبغي تدريب المعلمين على أحدث تقنيات التدريس تدريبًا جيدًا حتى يتسنى لهم مواجهة أي نوع من المتاعب مع الطلاب والتعامل معها. فعلى وزارات التربية والتعليم وضع اختبارات صارمة لتقييم المعلمين؛ لأنه ليس بمقدور أي شخص التدريس للطلاب والتعامل معهم على اختلاف أعمارهم.

وتغيير طريقة التدريس والمواد التي تُدرَّس من أهم الخطوات التي ينبغي اتخاذها من أجل تطوير النظام التعليمي. فالمواد التي تُدرَّس في المدارس يجب أن تتوافق مع قدرات الطلاب العقلية؛ بمعنى آخر، ينبغي أن تكون المعلومات التي تُدَرَس في كل مرحلة تعليمية متوافقة مع قدرات الطلاب العقلية وفقًا لفئاتهم العمرية.

كذلك المواد التي تُدرَّس ينبغي أن تساعد الطلاب في حياتهم العملية فيما بعد، ومن ثم فلا يجب أن يحفظوا المناهج فقط من أجل النجاح في الاختبارات. وهذا يساعد الطلاب على التفكير بشكل صحيح وحل أية مشكلات يواجهونها في الامتحانات وخلافه، كما يسترجعون المعلومات بسهولة؛ لأنها تتوافق مع قدراتهم العقلية.

وغياب التكنولوجيا وعدم توافر مختبرات مناسبة ومكتبات داخل المدارس من ضمن عيوب عديدة بالمدارس؛ فللأسف مدارس كثيرة لا يوجد بها أي نوع من الأجهزة التكنولوجية، كما لا تحتوي المكتبات المدرسية على كتب مفيدة، وتفتقر المختبرات إلى المعدات الملائمة حتى المواد الكيميائية التي من شأنها أن تساعد الطلاب على فهم ما يتعلمونه في الفصل وتخيله؛ ويرجع هذا إلى غياب التمويل المناسب.

فيتحتم على الحكومات اتخاذ قرارات صارمة للقضاء على هذه المشكلات في أسرع وقت ممكن؛ لأن أطفال اليوم هم الأمل في مستقبل أفضل. فينبغي تدريب المعلمين بشكل أفضل حتى يصبحوا أكثر كفاءة؛ ومن ثم يحفزون الطلاب حتى يصبحوا أكثر إنتاجية فيفيدوا مجتمعهم، الذي سينعكس بدوره على الاقتصاد فيحقق الاستقرار والازدهار.

المراجع

http://www.ukessays.com/

http://www.civicpole.net/

http://www.telegraph.co.uk

 


هذا المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في مجلة كوكب العلم، عدد ربيع 2015.

Cover designed by Freepik

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2025 | مكتبة الإسكندرية