المقالات

كيف تؤثر ساعتك البيولوجية في حالتك المزاجية

شارك

هل استيقظت يومًا من نومك وشعرت أنك لا تقوى على عمل أي شيء بدون أدنى سبب واضح؟ هل حاولت بعد ذلك قضاء يومك ومحاولة العمل أو الدراسة أو إنهاء بعض الأعمال المنزلية ولكنك لست على ما يرام؟ حسنًا، لا تستبعد أن يكون إيقاعك اليومي مرتبطًا بحالتك العاطفية والعقلية، أو ما يمكننا وصفه ببساطة بـ«حالتك المزاجية».

في حال إذ كنت تتساءل عن العلاقة بين حالتك المزاجية وإيقاع الساعة البيولوجية، فقد تحتاج أولاً إلى استكشاف طبيعة إيقاع الساعة البيولوجية. والمقصود به الجدول الزمني الداخلي الموجود في كل خلية، وفي كل عضو من أعضاء أجسامنا، بما في ذلك المخ. أيضًا، يعد إيقاع الساعة البيولوجية المحرك الرئيسي الذي يوجه كل جين من جينات الجسم التي يبلغ عددها 20.000 جين للعمل أو التوقف خلال ساعات النهار والليل.

فنحن البشر تطورنا على مدار آلاف السنين للتكيف مع بيئتنا وتوقع التغيرات المستمرة في محيطنا؛ مثل: المناخ، وتوافر الغذاء، وعوامل الخطر، إلخ. ترتبط كل هذه الظروف بدوران الأرض حول محورها دورة مدتها 24 ساعة. وهنا يأتي دور إيقاع الساعة البيولوجية؛ إذ يساعدنا على التكيف مع تلك التغييرات.

تتحكم جينات متعددة في إيقاع الساعة البيولوجية لدينا، وهو مسؤول عن مجموعة متنوعة من الوظائف المهمة، بما في ذلك اليقظة ودرجة حرارة الجسم والتمثيل الغذائي والهضم والجوع. كذلك يتحكم إيقاع الساعة البيولوجية في تقوية الذاكرة، وتوقيت إفراز الهرمونات، والتعافي. وقد تبين أن عدم انتظام إيقاع الساعة البيولوجية يمكن أن يؤثر سلبًا في قدرة الشخص على النوم والعمل بشكل صحيح. وبالتالي، يمكن أن تؤدي مثل هذه الاختلالات إلى عديد من اضطرابات الصحة العقلية؛ مثل: الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب والاضطراب العاطفي الموسمي.

ربطت معظم الدراسات التي أجريت في هذا المجال بين إيقاع الساعة البيولوجية والمشكلات المزاجية لدى عمال المناوبات الذين يضطرون إلى التأقلم مع فترات نوم غير متزامنة مع إيقاعات الساعة البيولوجية الطبيعية. فتشير التقارير إلى أن العاملين في المناوبات الليلية أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 40٪ مقارنة بالعاملين في النهار. وبسبب العلاقة بين الصحة العقلية وإيقاعات الساعة البيولوجية، ظهرت عديد من العلاجات الناجحة للاكتئاب وبعض الاضطرابات الأخرى؛ مثل: العلاج بالضوء الساطع، والعلاج باليقظة، والعلاج بالإيقاع الشخصي والاجتماعي.

لتجنب مثل هذه الاضطرابات والاهتمام بإيقاع الساعة البيولوجية بشكل أفضل، يُنصح دائمًا بالحفاظ على النوم لمدة ثماني ساعات وتجنب تناول الطعام بعد الاستيقاظ مباشرةً لتمكين أعضاء الجسم من العمل بكامل طاقتها والقيام بعملية الهضم بشكل أفضل. وعلى عكس المتوقع، أول ما يمكنك فعله بعد مغادرة سريرك مباشرةً هو الحصول على جرعة صحية من ضوء النهار؛ 30 دقيقة على الأقل لإعادة ضبط ساعة الدماغ. لهذا السبب أصبح الصيام المتقطع أكثر شعبية في جميع أنحاء العالم؛ لأنه يسمح لجسمك بتلقي الطعام وهضمه في أوقات محددة ومتزامنة مع إيقاعات الساعة البيولوجية لجميع أعضاء الجسم.

المراجع

health.harvard.edu
 ncbi.nlm.nih.gov
pubmed.ncbi.nlm.nih.gov

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2025 | مكتبة الإسكندرية