إذا كنت قد زرت من قبل مدينة دهب؛ وهي قرية صيد بدوية سابقًا وصارت الآن منطقة جذب سياحي شهيرة في البحر الأحمر، فمن المحتمل أنك قد مارست أنشطة الغطس أو الغوص الحر بمنطقة البلوهول، والمعروفة أيضًا بالحفرة الزرقاء أو الثقب الأزرق. وبينما يغمرك الحماس استعدادًا لبدء المغامرة، ربما تلاحظ نصبًا تذكاريًّا على سلسلة جبلية بها لوحات تحمل أسماء بعض الغواصين الذين فقدوا حياتهم في أثناء محاولة استكشاف جنة البلوهول الضائعة. ورغم أن هذه اللفتة قد تبدو عاطفية، إلا أنها تثير إحساسًا مقبضًا في تلك البقعة الخلابة.
اكتشفت مجموعة من الغواصين منطقة البلوهول لأول مرة في عام 1968؛ ففي أثناء قيامهم برحلة الغوص، اكتشفوا حفرة بحرية عميقة يبلغ عمقها 120 مترًا، على بعد 8 كيلومترات (5 أميال) فقط شمال دهب. ومنذ ذلك الحين، يُعتقد أن أكثر من 200 غواص قد فقدوا حياتهم فيها. ومع ذلك، لا توجد أي سجلات عامة أو رسمية توثق العدد الفعلي؛ مما جعل السكان والسياح والغواصين الذين فقدوا زملائهم يعتمدون على جهدهم الشخصي في تقدير الأعداد. فاشتهرت منطقة البلوهول بوصفها أحد أسوأ مواقع الغوص في العالم.
يوجد نفق يعرف باسم «القوس» يقع على عمق 55 مترًا أسفل السور البحري، وهو بمثابة مخرج من الحفرة. ويبلغ ارتفاع النفق من الأرضية إلى السطح 65 مترًا، ويمتد لمسافة 26 مترًا؛ فهو أشبه بكاتدرائية تحت الماء. ويمكن أن يكون لهذا تأثير مشتت على بعض الغواصين، إذ يكونوا غير مستعدين لهذا النوع من العمق. فمن الممكن أن يصاب الغواصين بتخدير النيتروجين (أو سُكر الأعماق) إلى جانب التسمم بالأكسجين؛ فيصبحوا مخمورين. وذلك التأثير يصيبهم بالضعف الجسدي والذهني؛ فقد سجل بعض الغواصين أنهم قد رأوا ضوءًا أبيض يخرج من النفق. لهذا لا بد من الاستعانة بمعدات متخصصة والحصول على التدريب اللازم قبل خوض تلك التجربة.
ولذلك فإن غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية CDWS في مصر تضع دورية شرطة في منطقة البلوهول لضمان أن الغواصين يرافقهم مرشد معتمد ليتأكد من اتباع إجراءات السلامة، ولمنع وقوع أي ضحايا آخرين بسبب تلك المغامرة.
المراجع
atlasobscura.com
iflscience.com
theguardian.com
wikipedia.org