هانس فيشر: الكيميائي الذي فك أسرار الدم والنباتات

شارك

في 13 نوفمبر 1930، حصل العالم الألماني هانس فيشر على جائزة نوبل في الكيمياء وقد كان آنذاك في التاسعة والأربعين من عمره، وكان أستاذًا للكيمياء العضوية في جامعة ميونيخ التقنية. كانت جائزة نوبل تتويجًا لجهوده وإنجازاته في اكتشاف البنيات الجزيئية لبعض الصبغات الحيوية مثل الكلوروفيل في النبات والهيم –أحد مكونات الهيموجلوبين– في الدم، بالإضافة إلى تمكنه من تخليق الهيم من خلال مركبات عضوية بسيطة. ولقد حفر فيشر اسمه بحروف من نور في مجال كيمياء البيرول، وهو نوع من المركبات العضوية.

نشأته وتعليمه

ولد فيشر في 27 يونية 1881 في مدينة هوكست بألمانيا، والتي تقع على ضفاف نهر الماين، وكانت تشتهر المدينة بالصناعات الكيميائية، وكان والده الدكتور يوجين فيشر مديرًا لشركة مختصة بتصنيع المواد الكيميائية. بدأ رحلته التعليمية في المدرسة الابتدائية بمدينة شتوتجارت، وحصل على شهادة الثانوية من إحدى مدارس فيسبادن، ودرس حينها العصر الكلاسيكي والتاريخ الثقافي لليونانيين القدماء والرومان.

وبعد دراسته للعلوم الإنسانية في مرحلة الثانوية، التحق بجامعة لوزان بسويسرا في عام 1899 لدراسة الكيمياء والطب في الوقت نفسه، وحصل على الدكتوراه في الكيمياء من جامعة ماربورج في عام 1904، وبعد مرور أربع سنوات حصل على درجته الجامعية في الطب من جامعة ميونيخ.

حياته العملية

بعدما أتم دراسته عمل بعد ذلك لمدة عامين مساعدًا للكيميائي البارز إميل فيشر والذي كان قد حصل على جائزة نوبل في عام 1902، ودرس هانس فيشر حينها الببتيدات والسكريات. وبعد ذلك دعاه فريدريك فون موللر ليعمل معه في ميونيخ وبدأ بدراسة صبغة البيليروبين الصفراء ودراسة العلاقة بينها وبين صبغات الدم، والتشابهات والاختلافات بينهما.

عمل في ميونيخ محاضرًا لمدة أربع سنوات. وفي عام 1916، انتقل إلى النمسا ليعمل أستاذًا للكيمياء الطبية بجامعة إنسبروك لمدة عامين، ثم عمل بجامعة فيينا لمدة ثلاث سنوات، وكانت جامعة ميونيخ التقنية المحطة الأخيرة في رحلته المهنية التي عمل فيها أستاذًا للكيمياء العضوية.

وفي خلال رحلته الأكاديمية والبحثية، كرس جهوده لدراسة مركبات البيرول وصبغات الصفراء والمركبات الأخرى ذات الصلة، كما أنه كان مُعلمًا ناجحًا درس على يديه عديد من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد كيميائيين بارعين وأكاديميين متميزين في ألمانيا وخارجها.

أهم إنجازاته

كرس هانس فيشر ثلاثة عقود من حياته في سبيل فك أسرار الصبغات الحيوية مثل الهيموجلوبين في الدم والكلوروفيل في النبات والبيليروبين وبعض صبغات الصفراء الأخرى. وبعد عمل مكثف وشاق، تمكن هانس من اكتشاف البنية الجزيئية للهيم واكتشف أنه مكون من أربع حلقات من البيرول مرتبطين معًا بجسور مع وجود ذرة حديد في المركز.

تمكن بعد ذلك من تخليق الهيم في عام 1929، ثم توجه بعد ذلك لاكتشاف بنية الكلوروفيل وطريقة تخليقه، وبعدها انتقل إلى دراسة صبغات الصفراء مثل البيليروبين والبليفردين وتمكن من معرفة تركيبهما الكيميائي وطريقة تخليقهما. كما تمكن من تخليق ما يزيد عن 130 مركب من مركبات البورفيرينات. كان لهانس فيشر أكثر من 300 بحث نُشر معظمها في الدوريات العلمية الشهيرة في الكيمياء، كما شارك في تأليف ثلاث مجلدات من كتاب عن كيمياء البيرول.

تكريمًا لمجهوداته

وتكريمًا لجهوده، مُنح قلادة ليبيج التذكارية وقلادة ديفي وجائزة نوبل، ومنحته جامعة هارفارد الدكتوراه الفخرية، وتكريمًا له ولأستاذه إيميل فيشر، أُطلق اسم فيشر على فوهة قمرية. لقد أسهمت أبحاث هانس فيشر في فك أسرار الدم والنبات ومهدت الطريق أمام الباحثين لدراسة الصبغات الطبيعية.

المراجع

chemindigest.com

chemistry.msu.edu

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2025 | مكتبة الإسكندرية