المقالات

الرضاعة الطبيعية وحليب الأطفال الصناعي: بين الصحة والاختيار

شارك

في عصرنا الحالي، تواجه الأمهات تحديات كبيرة عند اتخاذ القرار بين الرضاعة الطبيعية وحليب الأطفال الصناعي؛ إذ يمكن أن يكون هذا القرار مرهقًا، خاصةً مع الظروف الاجتماعية والصحية التي قد تواجهها. وتُعد فترة الرضاعة من أهم المراحل في حياة الطفل؛ إذ يتحصل فيها على الغذاء والحماية الأساسية التي يحتاجها لنموه وتطوره الصحي.

تتميز الرضاعة الطبيعية بسحرها الفريد، إذ تجمع بين التغذية الكاملة والروابط العاطفية العميقة بين الأم وطفلها. ومع ذلك، يُعد حليب الأطفال الصناعي خيارًا مهمًّا في بعض الحالات، فيمكن أن يوفر العناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل بشكلٍ صحيح.

الرضاعة الطبيعية

يؤكد الخبراء أن لبن الأم هو أفضل خيار غذائي للأطفال، كما توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بالرضاعة الطبيعية المطلقة خلال الأشهر الستة الأولى للطفل بعد الولادة. فيوفر لبن الأم النسب المناسبة من العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل، بما في ذلك البروتين والكربوهيدرات والدهون والكالسيوم؛ كما يوفر أجسامًا مضادة طبيعية تساعد الطفل على مقاومة الأمراض، ويقلل من مخاطر الإصابة بالعدوى.

وقد يرفع لبن الأم من ذكاء الطفل؛ إذ تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتلقون الرضاعة الطبيعية لديهم مستويات أعلى من الوظائف الإدراكية. وقد يساعد لبن الأم الطفل أيضًا في السنوات اللاحقة على تقليل خطر زيادة الوزن، أو الإصابة بالربو والحساسية، أو مرض السكري من النوع الأول أو الثاني، أو ارتفاع الكوليسترول في الدم، كما يسهل من عملية الهضم.

حليب الأطفال

مع ذلك، يدرك مقدمو الخدمات الطبية أنه ليست كل النساء متماثلات، وأن أوضاع حياة الناس مختلفة، واعتمادًا على ظروفك، قد تقودك عوامل معينة إلى اختيار حليب الأطفال الصناعي بدلًا من الرضاعة الطبيعية. في بعض الأحيان، يمكنك اختيار مزيج من الرضاعة الطبيعية وحليب الأطفال الصناعي؛ فهناك بعض النساء ببساطة غير قادرات على الرضاعة الطبيعية نظرًا لوجود بعض الأسباب الطبية، مثل الأمراض والأدوية وما إلى ذلك، أو قد يتعلق الأمر بنمط الحياة والتفضيلات الشخصية، أو قد لا تستطيع المرأة إنتاج كمية كافية من حليب الثدي، وتُعد هذه عقبات مفهومة أمام الرضاعة الطبيعية.

ولحليب الأطفال الصناعي إيجابيات أيضًا، ففي بعض الأحيان يُعد أكثر ملاءمةً ومرونةً، ويزيد من مشاركة كلا الوالدين في إطعام الطفل. وبالنسبة للأم، فلا داعي للقلق بشأن ما تأكله، فقد تضطر الأمهات اللواتي يرضعن طبيعيًّا إلى تجنب بعض الأطعمة أو الأدوية التي يمكن أن تنتقل إلى الطفل.

في الواقع، لا تحتوي تركيبات الحليب التجارية على الأجسام المضادة اللازمة لتعزيز المناعة ومكافحة العدوى، كما أن هضم لبن الأم أسهل من هضمها، وقد يعاني الأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي من تقلصات الأمعاء والغاز أكثر من أولئك الذين يرضعون طبيعيًّا.

إنه اختياركِ

يعتمد القرار حول كيفية إطعام طفلكِ على اختياركِ أنتِ، حتى لو لم يكن خيارًا مناسبًا، فلا تغذي طفلكِ أي مشاعر سلبية، بدلاً من ذلك، حاولي أن تثقي في قدرتكِ على توفير الرعاية والتغذية اللازمة لطفلكِ، وإذا لزم الأمر، يمكنكِ الأخذ بمشورة مقدم الرعاية الصحية.

يمكن أن تكون الضغوطات الاجتماعية والعائلية أيضًا من العوامل التي تؤثر في قرار الأم فيما يتعلق بطريقة تغذية طفلها، لكن الأهم هو أن تستمع الأم إلى احتياجاتها الشخصية وظروفها الفردية، وينبغي أن يكون قرارها مبنيًّا على ما هو أفضل لها ولطفلها، وهنا تظهر أهمية البحث عن المعلومات الموثوقة واستشارة المهنيين في مجال الصحة؛ إذ يمكن أن يساهم ذلك في اتخاذ القرار الصحيح.

المراجع

whmcenter.com

americanpregnancy.org

Mayoclinic.org

Image

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2025 | مكتبة الإسكندرية