تُعد فترة المراهقة من أهم المراحل العمرية التي يمر بها أي فرد؛ فتعد بمثابة مرحلة نمو ثانية تشهد عديدًا من التغيرات، مثل التغيرات العقلية والعاطفية، بالإضافة إلى التطور البدني الشديد، فضلًا عن النضج المعرفي. ومن بين التحديات التي يواجها المراهقون خلال هذه الفترة هي النوم؛ حيث يعاني عديدًا منهم من مشاكل في تنظيم عادات نومهم، مما قد يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية والجسدية وأدائهم الدراسي. في هذا المقال، سنناقش أسباب كثرة النوم عند المراهقين، وتأثير قلة النوم عليهم أيضًا، ونقدم نصائح عملية لتحسين عادات النوم لديهم.
أسباب كثرة النوم عند المراهقين
تُعد عادات نوم المراهقين مزعجة؛ فيميلون إلى السهر لوقت متأخر ليلًا، والنوم ساعات طويلة نهارًا. يحتاج المراهقون إلى ساعات نوم أكثر مما ندرك يوميًّا، وذلك لدعم أدمغتهم النامية وطفرات النمو البدني، ويُقدر متوسط عدد ساعات النوم الضرورية لهم نحو 9–10 ساعات.
يشعر المراهقون بالنعاس الشديد معظم الوقت، وقد يكون ذلك استجابة للتغيرات العديدة التي تحدث لهم خلال هذه الفترة، أو نتيجة مرورهم بتغيرات بيولوجية تؤثر بشكل مباشر في أنماط نومهم. تشمل هذه التغيرات:
نمط الحياة: لا ينالون قسطًا كافيًّا من النوم ليلًا نتيجة تأخير موعد نومهم بسبب الواجبات الدراسية طوال الأسبوع، مما يجعلهم يعوضون ذلك بالنوم لمدة طويلة في عطلة نهاية الأسبوع، وهذا يزيد الأمر سوءًا لأنه يؤثر في بداية الأسبوع والذهاب إلى المدرسة.
التغيرات الهرمونية: خلال فترة بلوغ المراهقين تتسبب التغيرات الهرمونية في تأخير الساعة البيولوجية لديهم بمقدار ساعة أو ساعتين، مما يجعلهم يشعرون بالنعاس في وقت متأخر ويواجهون صعوبة في الاستيقاظ مبكرًا.
أسباب طبية: الاضطرابات كمتلازمة تململ الساقين أو انقطاع النفس أثناء النوم يمكن أن تؤدي إلى نوم غير مريح.
تأثير قلة النوم على المراهقين
النوم غير الكافي يؤثر بشكل كبير في صحتهم وأدائهم اليومي. من أبرز هذه التأثيرات:
التأثير على المزاج العام: حيث يكونوا أكثر عرضة للانفعال والقلق، ويمكن أن يصل الأمر إلى الاكتئاب، بالإضافة إلى ردود الفعل البطيئة أو المبالغ فيها، وقلة الحماس.
انخفاض الأداء الأكاديمي: قد تؤدي قلة النوم إلى صعوبة التركيز وقصر فترة الانتباه وصعوبة الاحتفاظ بالمعلومات.
المشكلات الصحية: ضعف المناعة وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض، والتأثير السلبي على تنظيم الهرمونات وعمل أجهزة الجسم.
نصائح لتحسين عادات النوم عند المراهقين
- الالتزام بجدول نوم منتظم: يفضل الذهاب إلى السرير كل يوم في الوقت نفسه حتى في عطلة نهاية الأسبوع.
- اتباع روتين مريح قبل النوم: التأكد من أن الغرفة مناسبة للنوم ومظلمة وهادئة، واستخدام السرير للنوم فقط وليس لمشاهدة التلفاز أو المذاكرة، وتناول وجبة خفيفة أو كوب لبن قبل النوم.
- ممارسة الرياضة بانتظام: يساعد النشاط البدني على تحسين جودة النوم.
- تنظيم الساعة البيولوجية: وذلك لتسهيل الاستيقاظ في الصباح والنوم ليلًا، عن طريق بدء اليوم مبكرًا تحت أشعة الشمس، وتناول الطعام صباحًا أمام النافذة، بالإضافة إلى تجنب أخذ قيلولة أثناء النهار وإذا اضطروا، فلتكن قصيرة نحو 30–45 دقيقة.
- تقليل استخدام الهواتف الذكية قبل النوم: حيث أن التعرض للضوء الصادر عنها يثبط إنتاج الجسم لهرمون الميلاتونين المحفز للنوم مما يجعل النوم أكثر صعوبة لذا يفضل عدم استخدامها قبل النوم بنصف ساعة.
- تقليل المنتجات التي تحتوي على الكافايين مساءً مثل الشاي والقهوة والكولا.
النوم مفيد لكل الأعمار ولكن للمراهقين بصفة خاصة، فهو ليس مجرد عادة بيولوجية، بل هو جزء أساسي لصحتهم ونموهم، لذا يجب مساعدتهم على أخذهم للقسط الكافي؛ فيمكن أن تؤثر قلة النوم سلبًا على تطورهم. واتباع عادات نوم صحية تحقق لهم فوائد كبيرة على المدى الطويل، لذا احرص على توفير بيئة داعمة للنوم الجيد، لأنهم يستحقون أن ينعموا بنوم هانئ يعزز من قدراتهم وإمكاناتهم.
المراجع
bcm.edu
betterhealth.vic.gov.au
hopkinsmedicine.org
msutoday.msu.edu
sleepfoundation.com
Cover Photo Designed by Freepik.