كيف نجت بعض المنازل من حرائق لوس أنجلوس؟

شارك

في 7 يناير من عام 2025، اندلعت سلسلة من حرائق الغابات في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث أصابت أيضًا المناطق الحضرية. ومن أكبر الحرائق المندلعة حريق منطقة باليسيديس وحريق منطقة إيتون، وهما من أكبر الحرائق التي احتلت المركزين الثاني والثالث في تاريخ كاليفورنيا من حيث الدمار الذي خلفتهما. وبعد قرابة شهر من استمرارها، أُعلن أخيرًا علن احتواء هذه الحرائق.

أدت الحرائق في منطقتي باليسيديس وإيتون إلى مقتل 29 شخص على الأقل، واحتراق قرابة 37 ألف هكتار من الأراضي، وإجلاء أكثر من 100 ألف شخص عن منازلهم، كما احترقت آلاف المنازل وتحولت إلى أكوام من الرماد والركام. ومن المثير للدهشة نجاة بعض المنازل من هذه الحرائق، بل والعثور على بعض السيارات أمام المباني المحترقة بحالتها كما لو لم يكن هناك حريق من الأساس، إلى جانب عدم احتراق الكتب في بعض المكتبات العامة. تداول الناس مثل هذه القصص على وسائل التواصل الاجتماعي ووصفوها بالمعجزة. ومن المرجح أن نجاة بعض المباني والممتلكات يرجع إلى تغير اتجاه الرياح، ولكن السبب الأكثر احتمالًا هو الأخذ باحتياطات الوقاية من الحرائق.

لوضع احتياطات الوقاية من الحرائق، يجب دراسة المنازل المتضررة دراسة متفحصة، ودراسة أسباب اشتعالها؛ مثل كيفية انتقال النيران من السطح إلى بقية المنزل، أو سقوط بعض الجمرات في رواق المنزل، كما ينبغي أيضًا دراسة الحالات التي نجت فيها بعض المنازل. فتشتعل النيران في المنازل بثلاثة طرق: اللهب المباشر، أو سقوط الجمر، أو الحرارة المشعة من البنايات القريبة المشتعلة. فيمكن للجمر أن يقطع مسافة نحو 6.4 كم، وإذا سقط على شيء قابل للاحتراق، فسيتحول في الحال إلى نقطة اندلاع للحريق.

في عام 2008، أقرت كاليفورنيا قانونًا للبناء في المناطق المهددة بالحرائق للوقاية منها بعد الاستفادة من دراساتهم للحرائق، وتشمل الإجراءات الوقائية استخدام أسقف مصنوعة من مواد مقاومة للحرائق، وتغطية فتحات التهوية لمنع دخول الجمرات بداخلها، وتركيب نوافذ مقاومة للحرارة؛ كل ذلك في سبيل تقليل عوامل انتشار النيران.

أهم الإجراءات الوقائية التي ساهمت في نجاة بعض المنازل في لوس أنجلوس:

  1. فصل المساحات الخضراء عن المنزل بمسافة آمنة قدرها 152 سم، وتقليم الأشجار لمنع وصولها إلى سطح المنزل، والفصل بين الشجيرات حتى لا تتلاصق مع بعضها البعض وتصبح حينها ممرًا سريعًا لانتشار النيران.
  2. فصل الأبنية عن بعضها البعض بمسافات آمنة؛ إذ ينتج من الحرائق حرارة شديدة الإشعاع تؤدي إلى اشتعال المباني الملاصقة لها. فقد وجد في منطقة باليسيديس أن المنازل الأكثر تضررًا هي المنازل التي لا يفصل بينها وبين ما يجاورها سوى 610 سم على الأكثر.
  3. استخدام الأسقف المعدنية واستخدام مواد مقاومة للحرائق مثل الزخارف الجصية في تكسية المنازل، بالإضافة إلى استخدام نوافذ من زجاج مقوى مزدوج الألواح ليقاوم التحطم نتيجة الحرارة، وتغطية فتحات التهوية بشبكات ذات فتحات صغيرة، حتى لا تدخل بها الجمرات وتشعل المنزل.

لا تتبع المنازل التي بنيت قبل عام 2008 في كاليفورنيا هذه الإجراءات الوقائية، ولكن يمكن تطويرها. نجاة منزل واحد له تأثير كبير على المنطقة المحيطة به، إذ لا يتسبب في توليد الحرارة وانبعاث الجمرات التي تنتشر إلى الأماكن الأخرى مسببة حرائق جديدة.

إن الإجراءات الوقائية للحماية من الحرائق هي ثمرة جهود مشتركة بين الباحثين والعامة وواضعي السياسات، ويجب عليهم التعاون المشترك والعمل المتواصل للوصول إلى حلول تحمي من دمار الحرائق الهائلة.

المراجع

msn.com

nationalgeographic.com

npr.org

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2025 | مكتبة الإسكندرية