النباتات المائية نباتات تستطيع العيش في البيئات المائية المالحة أو العذبة؛ حيث تنمو في الماء أو بالقرب منه. تُعرف أيضًا أحيانًا بالنباتات الكبيرة، لتمييزها عن النباتات الدقيقة الشائعة في البيئات المائية. النباتات المائية المحلية عنصر جوهري في الحياة في البحار والأنهار، وتؤدي دورًا مهمًّا في حفظ توازن النظم البيئية المائية. فتُعدُّ أحد مصادر الأكسجين في الماء اللازم لتنفس الكائنات البحرية، والذي تنتجه من خلال عملية البناء الضوئي؛ كما تُشكِّل جزءًا كبيرًا من قاعدة السلاسل الغذائية.
علاوة على هذا، فإنها تؤدي مهمات رئيسية لخدمة الإنسان والحياة البرية، منها: مقاومة تآكل الشواطئ؛ إذ تحمي النباتات المائية الشواطئ من الأمواج وغيرها من عوامل التعرية. وتساعد أيضًا على الحفاظ على الرواسب في القاع، ما يجعل المياه أكثر نقاءً. وتمتص النباتات المائية الملوثات من المياه، وتنافس الطحالب الضارة على المغذيات، ما يقلل تكاثرها. وتُمثِّل النباتات المائية كذلك مصدرًا لغذاء كائنات أخرى غير الأسماك، مثل: السلاحف، والضفادع، والبط، والطيور. أخيرًا وليس آخرًا، عادة ما تكون أفضل أماكن الصيد بالقرب من أماكن نمو النباتات المائية؛ حيث تتغذى الأسماك على يرقات الحشرات والقواقع والكائنات الأخرى التي تعيش على النباتات. كذلك، تتخذها بعض الأسماك ملاذًا للاختباء الكائنات المفترسة، أو للتفريخ.
أنواع النباتات المائية
توجد اختلافات كبيرة بين أنواع النباتات المائية؛ فبعضها يتشابه تمامًا مع النباتات الأرضية، في حين يختلف عنها بعضٌ آخر تمامًا. ويمكن تقسيم النباتات المائية إلى أربعة أنواع وفقًا لموضع جذورها وأوراقها في الماء: الطحالب، والنباتات العائمة، والنباتات المغمورة، والنباتات المنبثقة.
- أما الطحالب، فتُعدُّ أقدم أنواع النباتات المائية وأكثرها شيوعًا، وليس لها جذور أو سيقان أو أوراق. ورغم أن الطحالب بالغة الصغر، فإنها أساس السلسلة الغذائية في المحيطات؛ ومن أمثلة طحالب المياه العذبة عشب المسك.
- وأما النباتات العائمة، فتطفو أوراقها فوق سطح الماء وتمتص جذورها الماء، وتعيش في المياه العذبة أو المالحة. وأوراق هذه النباتات صلبة ومسطحة، مما يساعدها على امتصاص مزيدٍ من ضوء الشمس. ومن أمثلة نباتات المياه العذبة العائمة زنبق الماء.
- وأما النباتات المغمورة، فتكون مغمورة بالكامل تحت سطح الماء، وتكون أوراقها رقيقة؛ ومن أمثلة نباتات المياه العذبة المغمورة نبات الهيدريلا.
- وأما النباتات المنبثقة أو الناشئة، فهي نباتات متجذرة في قاع المسطح المائي، ولكن معظم أوراقها فوق سطح الماء؛ إذ تحتاج إلى التعرض المستمر لأشعة الشمس؛ ومن أمثلتها عشبة العُقَد.
متى تكون النباتات المائية عدوًا؟
يمكن أن يسبب النمو المفرط للنباتات المائية مشكلات في البيئة المائية، خاصة عند موتها وتحللها. وتُمثِّل النباتات الغازية –ومن أشهر أمثلتها الطحلب المائي الأوراسي– مشكلة كبرى في البيئات المائية أيضًا. والنباتات الغازية هي النباتات غير الأصيلة في النظام البيئي، التي قد يتسبب إدخالها فيه في حدوث ضرر. تشمل الأنواع الغازية الطحالب الدقيقة والنباتات الكبيرة بأنواعها، وقد تغزو كلًّا من بيئات المياه العذبة والبحرية، بالإضافة إلى الأراضي الرطبة، والبحيرات، والأنهار، ومصبات الأنهار، والمناطق الساحلية، بل وتمتد إلى أنظمة الري، والأنظمة الكهرومائية، ومرافق تربية الأحياء المائية.
على عكس النباتات المحلية التي هي جزء مهم من بيئتها المائية، فإن النباتات المائية الغازية تُمثِّل تهديدًا كبيرًا. فهي سريعة الانتشار بدرجة تجعلها تشكل حصائر كثيفة من النباتات، ما يضر الأسماك والبيئة المائية، ويعيق الملاحة والسباحة وغيرها من الأنشطة البشرية. ويمكِّنها انتشارها الكبير من حلول محل أنواع النباتات المفيدة الأصيلة في المنطقة؛ والأخطر من ذلك هو الصعوبة الشديدة –بل وربما استحالة– السيطرة عليها.
من أشهر النباتات المائية الطافية الغازية في مصر نبات ورد النيل، الذي يفقد النهر بسببه عشرات الملايين من الأمتار المكعبة من الماء سنويٍّا جرَّاء النتح. فيفقد المتر المربع الواحد الملوث بورد النيل قرابة مائة ضعف كمية المياه التي تُفقد بفعل حرارة الشمس من المساحة نفسها الخالية من ورد النيل. وإلى جانب الخسارة الكبيرة في المياه، يؤدي هذا إلى زيادة الرطوبة النسبية للهواء.
المراجع
aquaplant.tamu.edu
aspdkw.com
britannica.com
floweraura.com
invasivespeciesinfo.gov
nyis.info
oceanservice.noaa.gov
sciencing.com
sciencing.com
snohomishcountywa.gov
snohomishcountywa.gov
Cover Photo by Freepik.