أشهر ثماني خرافات عن النوم

شارك

ما زلت أتذكر هذا الأسبوع المزدحم بمهمات لا تنتهي، ولها مواعيد تسليم، والذي لم يكن فيه وقت كافٍ للنوم. اعتقدت أنه سيكون أكثر الأسابيع إنتاجًا بالنسبة إلي، وبعده سأعيد شحن طاقتي وراحتي من خلال تعويض النوم الذي عملت في وقته. لسوء الحظ، كنت مخطئة تمامًا؛ فكل ما حدث تقريبًا خلال هذا الأسبوع جعلني أدرك كم كنت حمقاء؛ لتهميش فوائد النوم الجيد ودوره الذي لا يعوض.

وعندما بحثت عن سبب حدوث هذا، صادفت بعض أكثر الخرافات عن النوم شيوعًا وحقيقتها.

الخرافة الأولى: يحتاج الجميع إلى النوم ثماني ساعات كل ليلة

قد يختلف الأمر من شخص إلى آخر؛ إذ يحتاج بعضٌ إلى ست ساعات نوم فقط، دون أن يتأثر أداؤهم بفعل النعاس، في حين يحتاج بعضٌ آخر إلى عشر ساعات للوصول إلى الحدِّ الأقصى من الإنتاج والأداء الجيد. والعامل الأهم لكي نتمكن من معرفة الأفضل بالنسبة إلينا هو معرفة ماهية الشيء الذي ينظم النوم.

أولًا: توجد الساعة البيولوجية التي تتأثر بالضوء والظلام. ولأن نظامنا الإحيائي فريد، فربما توجد فروق طفيفة من شخص إلى آخر. ومن شأن كل تنوع دقيق التأثير في دورة النوم والاستيقاظ، ومن ثم، في معرفة قدر النوم الذي تحتاج إليه أجسامنا.

ثانيًا: يوجد محرك النوم المتماثل، والذي يختلف من شخص إلى آخر، ويزيد مع زيادة فترة استيقاظك. إنه الشيء الذي يسبب ضغط الحاجة إلى النوم، ويدفعك إلى الحصول على قسط منه.

الخرافة الثانية: من الممكن تعويض الحرمان من النوم

مثال بسيط على تلك الخرافة هو عندما لا تنام لوقت كافٍ في ليلة ما، وتظن أنه بإمكانك التعويض الليلة المقبلة أو خلال إجازة نهاية الأسبوع. والحقيقة هي أنك لا تستطيع تعويض ليلة لم تنمها.

فيشير العلماء إلى احتمال حدوث مشكلات صحية نتيجة انعدام النوم الجيد لعدة ليالٍ متتالية؛ مثل ارتفاع ضغط الدم، والتقلبات المزاجية، وقلة الإنتاج. بالإضافة إلى هذا، فإنك إن حاولت تعويض ساعات النوم التي خسرتها عن طريق النوم لساعات إضافية في عطلة نهاية الأسبوع، فإن هذا لن يستعيد وظائفك الإدراكية تمامًا. وهذا يعني أن النوم قد يستبد بك إن لم تضع دوره في حياتك اليومية نصب عينيك.

الخرافة الثالثة: يقل احتياجنا إلى النوم مع تقدمنا في العمر

حسنًا، على الرغم من أن هذا قد يبدو صحيحًا، فإن الأمر لا يسير بهذه الطريقة. فعندما نتقدم في العمر، يتغير نمط نومنا وحاجتنا إليه، مثلما حدث تمامًا ونحن رضع، وأطفال، ومراهقون، وراشدون. ولا يتمثل ذلك التغير في قلة حاجتنا إلى النوم، بل في ظهور بعض المشكلات المتعلقة به.

فبينما نتقدم في العمر، تظهر مشكلات شائعة مثل الشعور بالأرق ومتلازمة توقف التنفس في أثناء النوم. ولهذا السبب، قد يتعرض المتقدمون في السن لمشكلات في الخلود إلى النوم، أو في الاستمتاع بنوم غير متقطع، أو قلة جودة النوم. كل ذلك يحدث نتيجة لتغيرات في إيقاع الساعة البيولوجية التي توهن مع التقدم في العمر. ومع قلة النوم الذي يناله الأشخاص الأكبرون سنًّا خلال الليل، فإنهم قد ينامون أوقاتًا أطول خلال النهار. هذا يعني أن حاجتهم إلى النوم لا تقل، ولكن تختلف أنماط النوم لديهم فحسب.

الخرافة الرابعة: النوم في أي وقت وأي مكان يشير إلى نمط نوم صحي

في الواقع، العكس صحيح. فإن الغفو لفترات قصيرة جدًّا المعروف بالنوم المصغر، أو لفترات قصيرة علامة على إنهاك الجسم الذي يحاول استعادة الراحة التي لم ينعم بها وقت النوم أينما حانت الفرصة.

والتفسير العلمي لتلك الغفوات هو تراكم مادة الأدينوزين الكيميائية التي تقل مستوياتها عندما ننام جيدًا، وترتفع عند عدم التمتع بقسط كافٍ من النوم؛ ما يسبب اضطراب النوم.

الخرافة الخامسة: البقاء في السرير مغمض العينين يجبرك على النعاس

إن لم تكن تستطيع النوم وبقيت في السرير، فسوف يرتبط السرير في ذهنك بالأرق؛ ما يصعب الخلود إلى النوم. يقترح الخبراء أن مدة 15 دقيقة هي المدة الصحية للغفو، وأنه عليك النهوض من السرير إن تخطيتها والقيام بشيء لا يحتاج إلى تركيز مع الإبقاء على البيئة المناسبة للنوم مثل الأضواء والأصوات الخافتة؛ ما يساعدك على الاستعداد للنوم.

الخرافة السادسة: الشخير ليس بشيء مؤذٍ دائمًا

في الواقع، قد يكون الشخير في بعض الحالات مؤشرًا قويًّا إلى متلازمة توقف التنفس في أثناء النوم. وتتسم تلك الحالة بتوقف التنفس، فلا يدخل الهواء الجهاز التنفسي، ليستيقظ النائم بشكل متكرر لالتقاط أنفاسه. ومن الممكن أن ينجم عن توقف التنفس إجهاد القلب والجهاز الدوري نتيجة انخفاض مستويات الأكسجين في الدم. ولهذا، يرتبط الشخير بارتفاع ضغط الدم.

الخرافة السابعة: يمكن اختصار الأرق في صعوبة الخلود إلى النوم

إن صعوبة الخلود إلى النوم مؤشر واحد من بين عدة مؤشرات إلى الأرق. فالاستيقاظ المتكرر، أو الاستيقاظ مبكرًا مع عدم القدرة على النوم مرة أخرى، أو الاستيقاظ مع شعور بعدم الانتعاش – كلها مؤشرات إلى الأرق. ولا يعد الأرق اضطرابًا من اضطرابات النوم فحسب، بل قد يكون عرضًا لمشكلات طبية أو نفسية أخرى يمكن علاجها.

الخرافة الثامنة: تتوقف وظائف الدماغ في أثناء النوم

على الرغم من أن الجسم يرتاح في أثناء النوم، فإن الدماغ يظل نشطًا ليتحكم في وظائف أخرى مثل التنفس، ويعيد شحن نفسه أيضًا خلال تلك الفترة. لدورة النوم أربع مراحل، تتراوح من مرحلة الشعور بالنعاس إلى مرحلة النوم العميق التي تشهد أغلب التأثيرات الإيجابية والاسترجاعية؛ ما يعني أن الدماغ يظل مستيقظًا ونشيطًا في حين ترتاح الأعضاء الأخرى.

 

من يدفع الدين؟

باختصار، ليست كل الديون سهلة السداد، خاصة عندما تكون مرتبطة بصحتنا الجسدية والعقلية ارتباطًا مباشرًا. من الأفضل الاستماع إلى الحقائق العلمية ونبذ الخرافات التي قد نقلل شأنها الآن، وإن كانت ستأتي بأضرار حقيقية علينا على المدى البعيد.

المراجع

edition.cnn.com

psychologytoday.com

sleepfoundation.org/facts

sleepfoundation.org/myths

 

Cover image by Freepik

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2025 | مكتبة الإسكندرية