إنسايت يهبط على سطح المريخ

شارك

إذا كنت قد نظرت إلى السماء يوم 31 يوليو 2018، فغالبًا أنك قد شاهدت كوكب المريخ، أو الكوكب الأحمر، يسطع في السماء دون الحاجة إلى أي جهاز متخصص للرصد. في هذا الوقت، كان الكوكب قريبًا جدًّا من كوكب الأرض؛ ولعلك تساءلت مثلما فعل الكثيرون حينها عن الكوكب الأحمر وأسراره.

لطالما أراد العلماء استكشاف كوكب المريخ؛ ولم يتحقق هذا الحلم سوى في الأفلام مثلما حدث عندما وصل الممثل مات دايمون إلى سطح المريخ وعاش هناك أيضًا في فيلمه «المريخي». ومع زيادة عدد الأشخاص الذين وصلوا إلى كوكب المريخ في الأفلام، يجدر بنا ذكر أن الوصول إليه في الحقيقة أصعب مما يبدو في الأفلام.

ومع ذلك، فقد حدث أمر مميز جدًّا مع نهاية عام 2018، حين نجحت وكالة ناسا مرة أخرى في الهبوط على سطح المريخ. إلا أن الإنسان لمـَّا يخطُ على سطح الكوكب الأحمر بعد؛ فلا تأمل كثيرًا. ما حدث هو أن المسبار الفضائي للاستكشاف الباطني باستخدام تقصي الزلازل والطبقات السطحية والنقل الحراري، المسمى «إنسايت» قد هبط بنجاح على سطح المريخ يوم 26 نوفمبر، بعد رحلة انطلقت من كوكب الأرض، ودامت سبعة أشهر قاطعة نحو 485 مليون كيلو متر.

ويعدُّ هبوط المسبار «إنسايت» ثامن هبوط ناجح لوكالة ناسا على كوكب المريخ، وستستمر مهمته لمدة سنتين؛ حيث سيقوم باستكشاف باطن الكوكب لإلقاء الضوء على كيفية تكوين الأجسام السماوية. ستساعد هذه الخطوة وكالة ناسا أيضًا على إلقاء نظرة فاحصة على الكوكب الأحمر للاستعداد بشكل أفضل لإرسال رواد فضاء هناك. وفي غضون دقائق من هبوطه، أرسل «إنسايت» صورًا للأماكن المحيطة به، وكانت الصور مشوشة بسبب الغبار الناتج عن عملية الهبوط. شاهد الصور التالية المرسلة حديثًا من مسبار «إنسايت» من كوكب المريخ.

مصدر الصور: NASA/JPL-Caltech

مسبار «إنسايت» الذي أرسلته ناسا ليس الأول ولن يكون الأخير؛ فقد كان مسبارا فايكينج أول ما أرسلت وكالة ناسا الفضائية لسطح المريخ؛ حيث هبط المسبار فايكينج 1 يوم 20 يوليو 1976، وهبط المسبار فايكينج 2 يوم 3 سبتمبر من العام نفسه. وقد ركزت المهمات التي أرسلت سابقًا إلى كوكب المريخ في دراسة الوديان، والبراكين، وعلامات وجود المياه الجارية؛ ولكن هذه المرة يركز مسبار «إنسايت» في باطن الكوكب.

سيقوم «إنسايت» بدراسة كوكب المريخ باستخدام ثلاث أدوات رئيسية: مقياس الزلازل، ومسبار الحرارة، والرايز (The RISE). فمقياس الزلازل مسئول عن قياس الاهتزازات الناتجة عن النشاط الداخلي لكوكب المريخ، ويقيس مسبار الحرارة درجة حرارة الكوكب لتحديد كمية الحرارة الصادرة من باطنه. والرايز (The RISE) هو الأداة المسئولة عن قياس النواة المعدنية لكوكب المريخ. وعلى الرغم من أن هذا ليس أول هبوط لناسا على سطح المريخ، فإن مهمة المسبار «إنسايت»، كما يوحي اسمه، هي الدراسة المتعمقة لباطن كوكب المريخ.

ولكن، هل الهبوط على سطح كوكب المريخ مهمة سهلة؟ بالطبع لا؛ فيطلق العلماء بوكالة ناسا على دقائق الهبوط مصطلح «دقائق الفزع السبعة»، ويرجع ذلك إلى عدم قدرة العلماء على التحكم في عملية الهبوط عن بعد. فعليهم الثقة بمركبتهم الفضائية وبرمجتها؛ ومن بين كل عمليات الهبوط السابقة، 40٪ منها فقط تمت بنجاح.

لا يزال الطريق طويلًا حتى يتمكن الإنسان من الهبوط على سطح الكوكب الأحمر، إلا أن المسبار «إنسايت» التابع لوكالة ناسا يقربنا خطوة من استكشاف كوكب المريخ وفك طلاسمه.

المراجع

engineering.com
mars.nasa.gov
mars.nasa.gov/insight
mars.nasa.gov/news
mars.nasa.gov/news/8392
nationalgeographic.com
sciencedaily.com
theguardian.com

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية