أين ذهب القمر؟

شارك

«أين ذهب القمر؟» تساءل أحمد وهو ينظر إلى سماء الليل المظلمة. لا يظهر القمر في أي مكان. «ولكنه كان هناك. لقد رأيته.»  السماء صافية، إذًا القمر ليس مختبئًا وراء السحب. قرر أحمد أن ينهي حيرته ويسأل والده أين ذهب القمر.

واكتشف أن القمر لا يختفي، ولا يذهب إلى أي مكان، بل أحيانًا لا نستطيع نحن رؤيته. فإن للقمر أطوار مختلفة، نشاهدها في مختلف الأوقات عبر الشهر. تعالوا نستكشف معًا أطوار القمر.

قرر أحمد مراقبة القمر مع والده كل ليلة ليفهم أطوار القمر. قال والد أحمد أن القمر جسم معتم تمامًا، لا يصدر أي ضوء، ولكننا نراه لأنه يُنير عندما يعكس ضوء الشمس الساقط عليه. وكمية الضوء المنعكسة التي نراها هي ما تميز كل طور من أطوار القمر. يبقى أحد وجهي القمر منارًا بضوء الشمس، ولكن من موقعنا على الأرض، فإننا نرى جزء منه فقط، أو قد لا نراه على الإطلاق.

لاحظ أحمد مع أبيه أطوار القمر؛ وهي: المحاق الجديد، والهلال المتزايد أو الأول، والتربيع المتزايد، والأحدب المتزايد، والبدر، الأحدب المتناقص أو الأخير، والتربيع المتناقص، والهلال المتناقص، نهاية بالمحاق المظلم.

بينما يدور القمر حول الأرض، فإنه يصل عند نقطة بيننا على الأرض وبين الشمس، ولهذا لا نستطيع أن نراه، ويكون اسمه «محاقًا جديدًا»؛ تمامًا مثل اليوم الذي لم يجد فيه أحمد القمر في السماء. وبينما يتحرك القمر في رحلته حول الأرض، يصبح جزءًا من وجهه المنير مرئيًّا لنا، مثل طور «الهلال». ويعتمد القدر الذي نراه من القمر على مكانه في دورته حول الأرض. فعندما يكون القمر «بدرًا» مثلًا، نستطيع رؤية وجهه المنير كاملًا، لأن الأرض تكون حينها بينه وبين الشمس. فيسمح لنا هذا الموقع برؤية ضوء الشمس المنعكس على القمر كاملًا. ولاحظ أحمد أن البدر يأتي مرة واحدة كل شهر.

تساءل أحمد: وماذا عن أطوار القمر المتزايدة والمتناقصة؟ تحدث الأطوار المتزايدة عندما يُرينا القمر مزيدًا من سطحه المنير وهو في طريقه إلى طور البدر، في حين تحدث الأطوال المتناقصة وهو يخفيها عنا في طريقه إلى طور المحاق الجديد.

أفهم الوالد أحمد أن القمر والشمس لا يختفيان؛ فهما موجودان في السماء دائمًا. ولكن يتحكم موقعنا على الأرض بالنسبة إليهما في رؤيتنا لهما. في المرة المقبلة التي يختفي فيها القمر عن ناظرك، اطمئن، فهو باقٍ في مكانه في السماء وإن كنت تريد معرفة متى تستطيع أن تشاهد البدر، عليك الرجوع إلى التقويم القمري، الذي تعتمد عليه السنة الهجرية في تحديد شهورها. مثلًا، نعتمد على أطوار القمر لتحديد بداية الصيام مع بداية شهر رمضان المبارك.

نظر أحمد إلى السماء وتوالت تساؤلاته حول النجوم والكواكب الأخري، وحول ما لا يعلمه أيضًا عن تلك السماوات. ولكنه كان سعيدًا أيضًا لأنه تعلم شيئًا جديدًا عن القمر.

المراجع

ducksters.com
freepik.com

 

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية