انتبهوا! شهب البرشاويات قادمة

شارك

إذا كنت مثلي من محبي رصد السماء، فاستعد لأحد أفضل الأحداث الفلكية لهذا العام. اطفئ كل الأنوار، واستلقِ على ظهرك، واستمتع بالزخة الشهابية التي ستضيء عتمة السماء. ما هو استثنائي في أمر هذه الزخة أنك لا تحتاج لمعدات خاصة للاستمتاع بمشاهدتها. ستكون ذروة الزخة هذا العام بين يومي 11 و13 أغسطس؛ حيث ستلتقي الأرض بحطام مذنب سويفت-تاتل.

وبالإضافة لكونه مشهدًا خلابًا، فلزخة هذا العام ميزة إضافية؛ حيث سيكون القمر خلال ذروتها في طور الهلال المتزايد، فيشع ضوءًا خافتًا لا ينافس ضوء الشهب، مما يقدم فرصة مثالية لرصد الزخة بالعين المجردة. خلال ذروة الزخة وفي ظروف الرصد المثالية، يمكنك مشاهدة أكثر من 100 شهاب في الساعة؛ ويمكن لأي مشاهد أن يرى في الظروف المثالية ما بين 40 إلى 60 شهاب في الساعة. يمكن أن تظهر الشهب في أي مكان في السماء؛ غير أن الابتعاد عن أضواء المدينة يساعدك على رؤية الشهب الباهتة بنفس وضوح الشهب المضيئة.

ويبدو أن شهب البرشاويات تشع من كوكبة حامل رأس الغول، التي تأتي في المركز الرابع والعشرين في قائمة أكبر المجموعات النجمية. وتعتبر كوكبة حامل رأس الغول أكبر من كوكبة ذات الكرسي وكوكبة الجبار، وهي مرئية طوال العام في نصف الكرة الشمالي، ومن منتصف الربيع إلى أوائل الصيف في نصف الكرة الجنوبي. ووفقًا للأساطير اليونانية، سميت هذه الكوكبة على اسم البطل الإغريقي بيرسيوس الذي اشتهر بقطع رأس ميدوسا – الوحش الأسطوري المقيت ذا الشعر الثعباني – وإنقاذ الأميرة أندروميدا والزواج منها بعد ذلك. فأنجبوا بعد زواجهما تسعة أبناء. ومن المفترض أن كلمة «برشاويات» مشتقة من الكلمة اليونانية برشاوس، التي تنسب إلى نسل برشاوس أو بيرسيوس «حامل رأس الغول». اشتهرت الكوكبة أيضًا منذ العصور القديمة، وظهرت في سجلات عالم الفلك المصري بطليموس خلال القرن الثاني.

Source.

تحدث الزخة عندما تقترب المذنبات من الشمس فترتفع درجة حرارتها وتنقسم إلى أجزاء. فإذا انتهى المطاف بالحطام داخل مسار الأرض حول الشمس، فيصطدم بغلافنا الجوي بسرعات تتراوح بين 11و72 كيلومترات في الثانية. تعتمد السرعة الفعلية التي يدخل بها الشهاب إلى غلافنا الجوي على السرعة المشتركة للأرض والحطام نفسه. فتبلغ متوسط سرعة شهاب البرشاويات 58 كيلومترًا في الثانية. يسحق الهواء الموجود أمام الشهاب وترتفع درجة حرارته إلى آلاف الدرجات المئوية. فتتبخر الشهب صغيرة الحجم مخلفة ورائها أثرًا ساطعًا من الضوء، في حين أن الشهب الأكبر حجمًا يمكن أن تنفجر مثل كرات النار.

للتمتع بتجربة رصد مثالية للزخة، حاول التواجد في مكان مظلم بعيد عن أضواء المدينة الساطعة، واستلقِ على الأرض، وانظر لأعلى في اتجاه الإشعاع (1)؛ قد تستغرق من 15 إلى 20 دقيقة لتعتاد عيناك على الظلام. إذا كنت تخطط للبقاء بالخارج لفترة طويلة، تأكد من أنك تشعر بالارتياح، لذا أحضر معك بطانية أو كرسيًّا مريحًا لأن مشاهدة الشهب يمكن أن تكون لعبة ترقب.

يسرنا مشاركتكم لصور رصدكم لزخة شهب البرشاويات والانضمام للحوار حول الموضوع من خلال صفحاتنا على فيسبوك وإنستجرام باستخدام الهاشتاج SCIplanetPerseidesChallenge#

المصطلحات

(1) الإشعاع هو النقطة السماوية التي تنبعث منها مسارات الشهب.

المراجع

www.rmg.co.uk
unistellaroptics.com
www.timeanddate.com
www.forbes.com

Banner image: NASA/Bill Ingalls
 

 

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية