تحدي تغذية الأطفال في عصر الأطعمة المصنعة والمعالجة

شارك

ربما سمعت أنه من الأفضل تجنب الأطعمة المصنعة والمعالجة لتعيش حياةً أكثر صحة. فقد أصبحت هذه الأطعمة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وتتوفر بكثرة في الأسواق والمحلات، وتمثل خيارًا مغريًا للكثيرين؛ بسبب سهولة تحضيرها وتناولها. ومع ذلك، فإن هذه الأطعمة تثير قلقًا متزايدًا بسبب مكوناتها الصناعية والمعالجة، والتي قد تشكل ضررًا على صحتنا وصحة أطفالنا.

بصفتي أمًّا أعلم جيدًا مدى الصعوبة والإرهاق عندما يتعلق الأمر بكيفية إطعام أطفالنا طعامًا صحيًّا طوال الوقت. ويزداد الأمر صعوبةً إذا كانت الأم تعمل؛ فيصبح الوقت حينها محدودًا جدًّا للتفكير في نظام غذائي متوازن أو حتى إعداد الطعام الصحي الطبيعي للأطفال. وفي بعض الأحيان، يُعد وضع بيتزا مجمدة في الفرن أو تسخين بعض رقائق اللحم المجمدة خيارًا أسرع وأسهل وأقل تكلفة للحصول على وجبة على المائدة يأكلها الأطفال بالفعل؛ لا تقلق، فحتى خبراء التغذية يفعلون ذلك من حينٍ لآخر.

تهيمن هذه الأنواع من الوجبات السريعة الجاهزة للتسخين والوجبات الخفيفة المعبأة على الأنظمة الغذائية للأطفال. وتُعرف مجتمعةً باسم الأطعمة المصنعة فائقة المعالجة، أي المنتجات المجهزة صناعيًّا، والتي تتكون في الغالب من المواد المستخرجة أو المكررة من الأطعمة. وعادةً ما تكون غنية بالدهون والسكريات المضافة والملح، وغالبًا ما تحتوي على إضافات مثل الألوان أو النكهات أو الزيوت المهدرجة، والتي تُستخدم لتغيير قوام الطعام ومظهره ونكهته.

لقد وجدت بعض الدراسات صلة بين الأطعمة المعالجة وبعض المشكلات الصحية، مثل سوء التغذية وزيادة الوزن وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم وانخفاض مستويات اللياقة البدنية عند الأطفال. وتُعد هذه أدلة كافية على أنه من المنطقي تقليل كمية تلك الأطعمة التي يتناولها الأطفال، خاصة وأن العادات الغذائية المعتمدة في مرحلة الطفولة غالبًا ما تنتقل إلى مرحلة البلوغ.

لتعرُّف الطعام فائق المعالجة، انظر إلى قائمة المكونات على العبوة؛ فإذا رأيت مجموعة من العناصر التي لا توجد في مطبخك، مثل المثبتات ومحسنات النكهة والمحليات الصناعية والمواد الحافظة وغيرها، فهي بالطبع أطعمة معالجة بشكلٍ فائق.

من الضروري أيضًا معرفة كمية السكر في تلك الأطعمة، خاصةً أن السكريات المضافة يمكن أن تظهر بأسماء أخرى؛ فعلى سبيل المثال: السكر البني وشراب الذرة عالي الفركتوز أو المحلى بالدكستروز، وغالبًا ما يضاف السكر لأنه يساهم في جعل هذه الأطعمة لا تقاوَم. ولكي يكون الأمر واضحًا، توجد السكريات بشكلٍ طبيعي في الأطعمة، مثل الفواكه ومنتجات الألبان، ولا يُعد هذا مصدرًا للقلق؛ لكن السكريات المضافة موجودة بكثرة في الأطعمة الأقل تغذية، وإذا امتلأت بطون أطفالنا بالأطعمة السكرية، فإنها لن تترك مساحة كافية للأطعمة الصحية.

إن إحدى الحيل التي أستخدمها غالبًا مع طفلتي هي ملء نصف طبقها بالخضروات التي أعلم أنها تحبها وستأكلها بدلًا من رقائق البطاطس، كما أحاول توزيع أنواع الفواكه التي تحبها لتكون وجبات خفيفة على مدار اليوم. فكلما زادت كمية الأطعمة الجيدة التي تأكلها، قلت المساحة الموجودة في بطنها لتلك الأطعمة الضارة.

يفضل أيضًا تحضير الطعام في المنزل قدر الإمكان؛ فحينها يمكن التحكم في المكونات وكمية السكر والملح المضافين. ويُنصح بتشجيع الأطفال على شرب الماء بانتظام للمحافظة على ترطيب أجسامهم، وتقليل تناول المشروبات الغازية والعصائر المحلاة.

في الختام، تذكروا دائمًا أن تكونوا مرنين، وألا تجعلوا الطعام مصدرًا للتوتر بينكم وبين أطفالكم. ومن الجيد أيضًا استشارة طبيب الأطفال أو اختصاصي التغذية إذا واجهتم أية مخاوف بشأن تغذية أطفالكم.

المراجع

Npr.org

Healthline.com

Webmed.com

Cover Image by freepik

Image by freepik

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية