دائمًا ما عانيت مشكلاتٍ في الحفاظ على وزن صحي؛ ولذلك اعتمدت في أحيان كثيرة على مساعدة أختصاصيي التغذية. وفي الأعوام الأخيرة، بعد فترة طويلة من الكسل وزيادة كبيرة في الوزن، قيل لي أنني على الأرجح قد أصبح لدي مقاومة للأنسولين. منذ ذلك الحين تعاملت مع مشكلة زيادة الوزن، ولكنني لا زلت أسمع من كثيرين حولي أنهم يعانون المشكلة ذاتها. فأثار ذلك فضولي حول أسباب انتشار هذه الظاهرة وماذا يعني هذا.
لماذا الآن؟
الوزن الزائد هو زيادة مخزون الدهون عن اللازم. أما السمنة، فهي مرض معقد ومزمن يتصف بزيادة مخزن الدهون لدرجة تؤثر في صحة الجسد. وعلى مستوى العالم، يوجد أكثر من مليار شخص مصابون بالسمنة: 650 مليون شخص بالغ و340 مليون مراهق و39 مليون طفل.
في مارس 2023، أصدر الاتحاد العالمي للسمنة تقريرًا يقول إنه بحلول عام 2035 سيعاني أكثر من 4 مليارات شخصٍ السمنةَ، أي أكثر من نصف عدد سكان العالم. وحسب التقرير فإن معدلات السمنة تزداد بسرعة بين الأطفال، وبالأخص في البلدان منخفضة الدخل. فيتوقع الباحثون إمكانية أن تؤثر السمنة في أكثر من 200 مليون صبي و170 مليون فتاة خلال العقد القادم.
الدكتورة دانا هانز، الأستاذ المساعد بكلية فيلدينج للصحة العامة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وأخصائية تغذية المرضى الداخليين في مركز رونالد ريجان الطبي بالجامعة ذاتها، تشرح الأسباب وراء زيادة السمنة: «تمر كثير من البلاد ذات الدخل المنخفض والمتوسط بمرحلة انتقالية في التغذية؛ حيث تتحول من نظامها الغذائي التاريخي والصحي من الأغذية الكاملة –معظمها مواد غذائية نباتية الأساس– إلى نظام غذائي مليء بالأغذية عالية المعالجة ومزيد من الأغذية حيوانية الأساس».
ويدعم مقال صدر عام 2019 عن منظمة الصحة العالمية تصريح الدكتورة هانز؛ حيث يلخص الأسباب الرئيسية وراء زيادة معدلات السمنة، بما في ذلك اختفاء أسواق الأغذية الطازجة، وتحكم المتاجر الكبرى في السلاسل الغذائية، وزيادة إنتاج الأغذية المعالجة في كثير من البلاد.
يمكن للسمنة أن تزيد خطر التعرض للإصابة بداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب؛ كما يمكن أن تؤثر في صحة العظام والصحة التناسلية، وتزيد فرص الإصابة ببعض أنواع السرطان. وداء السكري من النوع الثاني مرض منتشر يتسبب في ارتفاع نسبة السكر (الجلوكوز) في الدم؛ ليزيد عن اللازم، وتشمل أعراضه العطش الزائد، والحاجة الزائدة للتبول، والإرهاق.
وكثيرًا ما يرتبط هذا المرض بزيادة الوزن أو قلة الحركة، أو بوجود تاريخ مرضي للإصابة به في العائلة. وينجم داء السكري من النوع الثاني عن مشكلاتٍ في مادة كيميائية (هرمون) في الجسم، هي الأنسولين.
ماذا يفعل الأنسولين؟
جميع الخلايا في الجسم تحتاج الطاقة، والأنسولين هو المفتاح الذي يفتح أبواب الخلايا؛ فبمجرد أن يفتح الأنسولين أبواب الخلية يمكن للجلوكوز الخروج إلى مجرى الدم والتحرك في خلايا الجسم ليمدها بالطاقة.
ولكن بدون ما يكفي من الأنسولين لا يمكن للجلوكوز دخول الخلايا؛ فيتراكم في الدم. وهذا يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم وداء السكري؛ ويتسبب استمرار فقر الأنسولين لفترات طويلة إلى مضاعفات تهدد الحياة تسمى الحُماض الكيتونِيٌّ السكرِي (DKA).
كذلك يشير الأنسولين للكبد لتخزين سكر الدم الفائض ليستخدم في صورة طاقة فيما بعد؛ فإذا لم تأكل مؤخرًا يطلق الكبد سكر الدم المخزن لإتاحة الطاقة باستمرار.
المصادر والمراجع
www.uclahealth.org
www.theguardian.com
www.who.int
www.nhs.uk
www.cdc.gov
https://my.clevelandclinic.org/health/body/22601-insulin
Cover Image by jcomp on Freepik