التغيير حقيقة من حقائق الحياة. فالتغيير يساعدنا على التطور ويمنحنا الخبرة التي نحتاج إليها لننمو ونصبح أكثر حكمة. يمكن أن يكون التغيير جيدًا أو سيئًا؛ ففي بعض الأحيان يمكن التحكم فيه، ويمكن أن يكون مرعبًا في أوقات أخرى. هنا، عليك إيجاد طرق إيجابية للتعامل مع التغيير.
تكمن المشكلة في انشغالنا بالصعوبات التي نقابلها يوميًّا. فنحن نعتني بالجميع وكل شيء حولنا حتى إننا ننسى الاهتمام بأنفسنا. الصحة النفسية تساعدنا على البقاء في حالة تأهب حتى نتمكن من التحكم في التغيير بشكل أفضل. وكذلك تساعدك على التواصل مع نفسك كما أنت، وعلى أن تكون واثقًا باختياراتك وقدراتك.
كم أنت محظوظ، سنخبرك بما تحتاج! استمر في القراءة لمعرفة كيف يمكنك التكيف مع التغيير بطريقة صحية.
1– اكتسب عادات صحية
يساعد تحديد أهدافك على إبقائك يقظًا ذهنيًّا؛ إذ يمنحك شيئًا تخطط له وتتطلع إليه. حدد هدفًا لتجربة شيء جديد كل شهر، مثل هواية جديدة أو تمرين جديد.
تحدَّ نفسك لقراءة كتاب كل أسبوع أو تناول الطعام في مطعم جديد بين حين وآخر. نحن نعلم أن الخروج من منطقة الأمان الخاصة بك يكون مخيفًا، ولكنه قد يكون مثيرًا بالقدر نفسه. إنها طريقة رائعة لتعلم أشياء جديدة، والتعرف إلى أشخاص جدد.
إن التصرف بشكل استباقي بشأن صحتك العقلية قد يساعدك على توجيهك نحو اتخاذ خيارات أفضل. هذا أمر صحيح عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع التغيير.
2– تعرَّف قيمك الأساسية
عندما تعرف قيمك الأساسية، لا يمكن لأي شيء أن يجعلك تشعر بالضعف. فالخطوة الأولى تحديد قيمك الأساسية.
سل نفسك: ما المهم بالنسبة إليك؟ هل الصدق؟ أو الوفاء؟ أو الكفاءة؟ أو الأمان من الناحية المالية؟ أو الدين؟ هذه قيمك الشخصية.
اكتب قائمة بتلك القيم وعلقها في مكان يمكنك رؤيته كلَّ يوم. وجود هذا التذكير المستمر سيبقيك حازمًا وفي حالة تركيز.
3– عبِّر عن احتياجاتك
من المهم أن تتذكر أن التعبير عن احتياجاتك أمر مهم. إن الحيلة في الطريقة التي تنقل بها أفكارك ومشاعرك.
تعلم كيفية التحدث بوضوح. عندما تفعل ذلك، فإنك تنظم أفكارك بطريقة بسيطة ومباشرة. اختر الكلمات التي تعبر عن اتزانك وتصميمك.
كن واثقًا ودافع عما تريده. فقد دفعنا المجتمع إلى اعتقاد أنك إذا تحدثت، فأنت مستبد ومتسلط. أما إذا أومأت برأسك في صمت، فأنت مطيع ومنصاع. وهذا أمر عارٍ تمامًا من الصحة!
فإن التعبير عن احتياجاتك بطريقة فعالة وهادئة أمر صحي. فهذا لا يعد غطرسة منك. تذكر ذلك دائمًا!
4– تقبل ما لا يمكنك التحكم فيه
من خلال تقبلك لكل ما حدث في الماضي، فإنك تخلِّف المرارة والألم وراء ظهرك، ولا تشعر أنك ضحية لا حول لها ولا قوة بعد الآن. هذا صحيح، فتوجد أشياء معينة لا يمكننا السيطرة عليها! لذلك، ليس من المجدِ قضاء ساعات في القلق بشأن أشياء لا يمكنك تغييرها. وبينما أننا لا يمكننا الهروب من حتمية التغيير، يمكننا التحكم في كيفية استجابتنا له. يمنحك هذا مزيدًا من التحكم، وعندما تكون في وضع التحكم، فستصبح أكثر مرونة وأكثر ثقة وبالتأكيد أكثر سعادة.
عوضًا من ذلك، فتوجد أمور يمكننا تغييرها. اكتشف تلك الأمور واتخذ موقفًا كلما أمكن ذلك.
5– ابحث عن الجانب المشرق
إن الحياة تقلبات صعودًا وهبوطًا، وارتفاعات وانخفاضات؛ لا أحد يظل سعيدًا أو بائسًا طوال الوقت.
من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها عندما تتعامل مع التغيير، البحث عن الجانب المشرق. فهناك جانب جيد أو فكاهي حول كل موقف. بالنظر إلى الجانب المشرق يمكنك أن ترى مشكلتك من زاوية جديدة تمامًا. سيسمح لك هذا المنظور الجديد بالتأقلم مع التغيير.
أفكار أخيرة
من خلال هذه الطرق الخمسة للتعامل مع التغيير، فأنت جاهز لأي شيء يأتي في طريقك. بالتأكيد، قد يكون الأمر مخيفًا بعض الشيء في البداية، ولكن في النهاية، فإن الحصول على جرعة صحية من الخوف بين الحين والآخر سيجعلك أقوى.
تذكر، أيًّا كانت آلية المواجهة التي تستخدمها، فاعرف دائمًا قيمة نفسك. إذا كانت لديك صورة إيجابية عن نفسك، فسيساعدك ذلك على الحفاظ على لياقتك الروحية والعاطفية والعقلية، خاصة في أوقات التغيير.
المراجع