تتمثل وظيفة قشرة البيضة الأساسية في حماية أجنة الكائنات البيوضة. ومن ثمَّ، فمن المنطقي قول إنها يجب أن تكون قوية. يتراوح سُمك قشرة البيضة في المتوسط من 0.35 إلى 0.40 مم، ولذلك فهي عرضةً للكسر بسهولة عند ارتطامها بسطح صلب. كذلك قشرة البيض مسامية؛ إذ تحتوي على 7000 إلى 17000 فتحة صغيرة تسمح بمرور الهواء والرطوبة من خلالها. رغم تلك الهشاشة الظاهرية، فقد تُفاجئ بقوة قشرة البيض التي تفوق توقعاتك بكثير.

تركيب قشرة البيض له دور كبير في منحها تلك القوة؛ فقرابة 95% من القشرة الجافة مكون من بلورات كربونات الكالسيوم (_CACO3). وتلك المركبات متراصة بطريقة متنية في القشرة، وتتميز بخصائص ربط قوية بين عناصرها. كذلك بنية قشرة البيض تمنحه متانة كبيرة؛ فهي مجسم بيضاوي ثلاثي الأبعاد، وقوسها العلوي أدق نسبيًّا من السفلي. وتكمن قوة بنية الجسم البيضاوي والأقواس في قدرتها على توزيع الضغط بالتساوي على سطح البيضة، ما يُمكِّن القشرة من تحمُّل قدر كبير نسبيًّا من الضغط. جرِّب إطباق قبضتك بقوة على بيضة وحاول كسرها.* وستجد أنها تظهر قدرًا من المقاومة قبل أن تنكسر.

يمكنك القيام بهذه التجربة البسيطة لاختبار متانة قشور البيض بنفسك. اختر خمس أو ست بيضات لها الحجم نفسه تقريبًا، وتحقق من ألا توجد أي شروخ في قشرتها، ثم وزعها بشكل متوازن في حافظة بيض (مثل كرتونة البيض). ابدأ تدريجيًّا بوضع بعض الأجسام المسطحة مثل الكتب والمجلات، لتحميل وزن على القاعدة التي صنعتها من البيض. ستلاحظ كيف يمكن للبيض تَحمُّل أوزان أثقل مما تتخيل.

وقد ألهمت المتانة البنيوية للبيض المعماريين والباحثين في مجال المحاكاة الحيوية لإبداع مبانٍ متينة وخفيفة الوزن في الوقت نفسه. وتاريخيًّا، شاع استخدام الأقواس في العمارة، وما زالت مئات الأقواس الأثرية قائمة لتشهد على قوة هذا التصميم الذكي.

حقائق سريعة

• يتسم قشر البيض بملمس حبيبي خشن؛ وكلما كانت قشرة البيضة أنعم، كانت أقل عرضةً للكسر.
• مع تقدم الدجاجة في العمر، تبيض بيضًا أكبر حجمًا ولكنه يحتوي على ذات الكمية الثابتة من الكالسيوم. وبالتالي، فإن البيض الكبير أكثر هشاشة من البيض الصغير.
• تحتوي القشرة على مسام، فهي شبه نفاذية لتسمح بمرور الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والرطوبة. ولكنها محمية من البكتيريا والغبار بفضل طبقة طلاء شمعية لامعة على السطح الخارجي، بالإضافة إلى غشاء داخلي.

المراجع